Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متعصب بريطاني من النازين الجدد قام بتدريب قوميين بيض لشن حرب عرقية

كريستوفر كيرني قال لمتابعيه إنه يريد تجنيد "أشخاص مستعدين للموت في سبيل هذه القضية"

حكم على كريستوفر كيرني، المعروف باسم "تشارلي بيغ بوتيتوز"، بالسجن لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر (شرطة العاصمة البريطانية)

ملخص

حكمت محكمة بريطانية بالسجن لمدة أربع سنوات وثمانية أشهر على "تشارلي بيغ بوتيتوز" الذي روج للقتال من أجل بريطانيا يهيمن عليها العرق الأبيض

"أريد التزام عقائدي وأشخاصاً متعصبين مستعدين للموت في سبيل هذه القضية" قال كريستوفر كيرني لمتابعيه البالغ عددهم 1600 في رسالة صوتية. وأضاف قائلاً "هذه هي درجة الالتزام التي أريدها وأتوقعها، نريد إنشاء مجموعة متشددة من الأشخاص الذين يعرفون تحديداً ماذا يريدون".

ما تريده هذه المجموعة هو القتال من أجل بريطانيا يهيمن عليها العرق الأبيض حصرياً، وشكل كيرني الرجل المفضل في الحركات الفاشية في المملكة المتحدة للقيام بالتدريب البدني.

يعرف عبر الإنترنت بلقب "تشارلي بيغ بوتاتوز" (تشارلي البطاطا الكبيرة Charlie Big Potatoes) أو أحياناً "الجنرال زود" General Zod. كان رب الأسرة البالغ من العمر 38 سنة عضواً في المجموعة الإرهابية النازية الجديدة المعروفة باسم "العمل الوطني"National Action قبل أن تقوم الحكومة بحظرها عام 2016.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد مرور عامين، أوقفته شرطة مكافحة الإرهاب في إحدى المطارات وطلبت منه الحصول على كلمة المرور للدخول إلى هواتفه المحمولة الثلاثة.

رفض كيرني وانتقل بسرعة إلى إسبانيا برفقة زوجته وأولاده الثلاثة ولم يمثل أمام المحكمة بعد اتهامه في إطار قانون مكافحة الإرهاب لأنه رفض تزويد السلطات بالمعلومات المطلوبة.

وصدرت مذكرة توقيف في حقه فيما بقي كيرني فاراً من وجه العدالة في أليكانتي الإسبانية ولكن بدلاً من البقاء متخفياً بدأ ببناء قاعدة متابعيه على الإنترنت. وبدأ بالظهور على مدونات صوتية (بودكاست) نافذة لليمين المتطرف مثل "تشارلي بيغ بوتاتوز" وكان ينشر بشكل معتاد على مجموعات متطرفة على تطبيق "تيليغرام" التي يستخدمها النازيون الجدد في بريطانيا والولايات المتحدة وحول العالم.

في يناير (كانون الثاني) 2021، أنشأ قناة أطلق عليها اسم "الرشاقة الفاشية" Fascist Fitness وهي تشجع المتطرفين "على لقاء أشخاص يشبهونهم في التفكير في إطار رحلة من تحسين الذات".

وجذبت تلك المجموعة أكثر من 5 آلاف متابع فيما دأب كيرني على نشر مقاطع فيديو عديدة تتضمن نصائح تدريبية، فضلاً عن صور ومقاطع وحشية وصور ساخرة عنيفة حول الأشخاص من ذوي البشرة غير البيضاء والنساء واليهود ومجتمع الميم. وكان أعضاء تلك المجموعة يشاركون صوراً لهم وهم يضعون مكان وجوههم صوراً لأدولف هتلر أو للصلبان النازية المعقوفة أو رموزاً أخرى تجسد النازية الجديدة.

كما انحاز كيرني إلى مجموعة القوميين البيض المتنامية "البديل الوطني" Patriotic Alternative وطلب منع تنظيم نواديها الإقليمية للياقة البدنية ولكنه لم يوقف نشاطاته الخاصة.

في نهاية المطاف، أدت منشوراته الخاصة على قناة "تشارلي بيغ بوتاتوز" على "تيليغرام" إلى مقاضاته والحكم عليه يوم الجمعة بالسجن أربع سنوات وثمانية أشهر بتهمة نشر الدعاية الإرهابية.

وألقي القبض عليه بعد أن عملت قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة لندن مع الشرطة الوطنية في إسبانيا لتعقب كيرني وتوقيفه بالقرب من منزله في شهر مارس (آذار) الماضي وتسليمه إلى بريطانيا بعد أشهر.

أثارت هذه القضية موجة من الذعر في أوساط الفاشيين البريطانيين تزامنت مع إصدار قائد مجموعة "البديل الوطني" تحذيراً لمتابعيه في أبريل (نيسان).

وقال بيان مطول على "تيليغرام" إن المجموعة "تتنصل بالكامل" من العنف وبأنها ملتزمة فقط "بالتغيير الديمقراطي السلمي".

وأضاف "من شأن هذه القضية أن تكون بمثابة تحذير لكل الذين يستخدمون أية منصة عبر الإنترنت أو على مواقع التواصل الاجتماعي من مخاطر القيام بذلك في إطار القانون الجديد "لمكافحة الإرهاب" الذي أقرته الحكومة. نحث كل المنتمين للتيار القومي بأخذ الحيطة والحذر عند التفاعل عبر الإنترنت".

وكان كيرني استخدم مجموعة "تشارلي بيغ بوتاتوز" على "تيليغرام" التي أنشئت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 لمشاركة بيانات إرهابية وتعليمات حول صنع القنابل ومواد عنيفة أخرى.

ودعم عديد من الصور ومقاطع الفيديو نظرية مؤامرة "الاستبدال العظيم" great replacement [التي تلمح إلى سياسات تهدف لاستبدال ذوي العرق الأبيض بالشعوب غير الأوروبية بشكل سري ومنتظم في أرجاء الغرب كافة] التي ألهمت حادثة إطلاق النار على المسجد في نيوزيلندا عام 2019 وغيرها من الهجمات الإرهابية الدولية.

وتزعم النظرية بأنه يجري قتل الأشخاص ذوي البشرة البيضاء بشكل متعمد أو استبدالهم بأشخاص من أعراق أخرى في بريطانيا ودول أوروبية أخرى، وكتب كيرني لمتابعيه: "الاستبدال العظيم حقيقي".

وفي يناير 2021 ومن ثم مجدداً في مارس من ذلك العام، نشر ما اعتبره المدعون العامون "اختياراً منظماً" للمستندات التي تتضمن بيانات كتبها إرهابيون ينتمون إلى اليمين المتطرف وأصحاب العقائد الفاشية فضلاً عن أمور مرتبطة بإنكار حصول مذبحة اليهود "الهولوكوست" ونشر نظريات المؤآمرة.

وتضمن بعض تلك المنشورات كتيبات حول تصنيع القنابل وإسداء النصائح المتعلقة بالأسلحة ودعا عديد منها إلى العنف وإلى تسريع الحرب العرقية التي تأمل إعادة نشر نفوذ العرق الأبيض.

وكتب كيرني لمتابعيه أنه يتوجب أن تشكل النصوص إلهاماً لهم ونصح شخصياً بقراءة كتاب هتلر "كفاحي" Mein Kampf وكتيب "الحصار" Siege الخاص بالتسريعيين accelerationist [وهم مجموعة تدعو إلى طرد أو إبادة اليهود وغيرهم من الأقليات الدينية والإثنية، و"الخونة العرقيين" البيض].

أقر كيرني بذنبه في نشر تلك المواد، ولكنه زعم بأنه لم يقصد التشجيع على شن هجمات إرهابية ويعتبر نفسه "متهوراً" وحسب.

وفي هذا السياق، نظر القاضي ريتشارد ماركس في معرض دفاعه في قضية مستعصية نادرة ووجد ما يلي: "فيما أنا مستعد لمنحه قرينة الشك أن أجندته كلها ونواياه لم تكن تنطوي طوال الوقت على تشجيع الإرهاب، أستنتج من طبيعة المواد المنشورة ومداها وحجمها أنه انطلاقاً من تعصبه في تحقيق أهدافه المنشورة، كان مستعداً وينوي أن يحقق ذلك أقله في جانب منه إن كان ذلك ما يتطلبه الأمر".

وعندما قدم الأدلة أمام محكمة "أولد بيلي" في لندن في مايو (أيار)، وصف كيرني نفسه بالقومي والفاشي البريطاني معلناً بحرية نيته بزيادة الشعب "الأصلي" للمملكة المتحدة.

وعندما ضغط عليه القاضي للإجابة عن سؤال إذا ما كان الأشخاص ذوو البشرة السوداء المولودين في بريطانيا جزءاً من تلك المجموعة، أصبح كيرني مراوغاً تماماً كما فعل عند توجيه التهم إليه بشأن محتوى البيانات والنصوص الإرهابية التي شاركها عبر الإنترنت.

وقال حكم صادر عن القاضي ماركس إن كيرني زعم أنه "لم يقرأ 99 في المئة من المنشورات ولم يكن يملك فكرة بأن أي منها تشجع على استخدام العنف" وبأنه "لم يعرف أين وجد" مكتبة المستندات.

وعندما عرض عليه فيديو سبق أن قام بنشره ويظهر فيه ناشط يميني متطرف يقول إنه "متى تحولنا نحن الأوروبيين إلى أشخاص عنيفين، ندمر حضارات برمتها ونهلك قارات ونمحو أعراقاً عن الوجود"، قال المدعى عليه إنه "على الأرجح شاهده ولكنه لا يتذكره".

كما عانى صعوبة في شرح رسائله الصوتية بما في ذلك منشور في أغسطس (آب) 2021 يدعو فيه "الأشخاص المستعدين للموت في سبيل هذه القضية".

أنكر كيرني بأن البيان كان متطرفاً أو مثيراً للجدل وقال للمحكمة إنه كان يقصد حرباً "ثقافية" "وليس قتالاً بالمعنى الحقيقي".

ولكن القاضي ماركس قال له إنه قام مراراً بنشر "مواد تحث على العنف بصفته أمراً لا مفر منه أو هدد وشجع على العنف في سياق المعركة ضد الإبادة الجماعية للعرق الأبيض".

وحكم القاضي على كيرني يوم الجمعة وقال له: "لقد كنت متطرفاً ومتعصباً في معتقداتك التي صقلتها على مدى سنوات عديدة ولعبت دوراً مركزياً في حياتك. أنا أرفض مزاعمك بأنك كنت تجهل تماماً ما ورد في تلك المواد التي روجت للعنف".

وحكم على كيرني بالسجن لأربع سنوات وثمانية أشهر ومنح عامين من التمديد (قبل تنفيذ الحكم). ولكن أقرت المحكمة بأنه سينفذ عقوبته في إسبانيا حيث لا تزال عائلته تعيش وهي تمر بفترة حداد على وفاة ابنه البالغ 15 شهراً في حادثة مأسوية الشهر الماضي.

وقال محامي الدفاع إن كيرني لم يكن يشبه الرجل الذي كان عليه في بدء القضية ولكن القاضي وجد أنه ما زال مجرماً "خطراً".

وفي غضون ذلك، قال القائد دومينيك مورفي، رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة لندن: "نشر كيرني بكل وقاحة مواد متطرفة كريهة على الإنترنت وروجها لمئات الأشخاص الذين كانوا يتبعون حسابه. لربما اعتقد أن بوسعه التصرف من دون أن يلقى عقاباً بسبب وجوده في إسبانيا ولكنه كان مخطئاً".

© The Independent

المزيد من تقارير