Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما مصير نفوذ روسيا بليبيا في ظل التوتر بين "فاغنر" وموسكو؟

بينما يعتبره محللون فرصة لصالح الولايات المتحدة يرى البعض أن من الصعب تخلي بوتين عن طموحه هناك

تشير تقارير أممية إلى أن عدد مرتزقة "فاغنر" في الأراضي الليبية يناهز 1000 مقاتل (رويترز)

ملخص

هل ستستغل الولايات المتحدة تمرد "فاغنر" لتحجيم النفوذ الروسي والتمدد أكثر في ليبيا الغنية بالنفط والغاز؟

أكثر من أسبوع مر على تمرد قوات "فاغنر" على السلطات الرسمية الروسية على أثر عملية قادها يفغيني بريغوجين قائد المجموعة في 23 يونيو (حزيران) الماضي ضد النظام الروسي الذي نجا من محاولة تقدم لقوات "فاغنر" نحو موسكو بسبب تدخل رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو الذي أقنع "فاغنر" بالعودة إلى أماكن تمركزهم.

تطورات لم تُلقِ بظلالها على موسكو فحسب، بل امتد لهيبها إلى المجتمع الدولي برمته، بخاصة الدول التي تنشط بها المجموعة، وعلى رأسها ليبيا التي تتخذ من قواعدها العسكرية بالشرق والجنوب مقراً لها منذ عام 2016، غير أن ظهورها للعلن كان عام 2019 في حرب الرابع من أبريل (نيسان)، حين ساندت هذه المجموعة المشير خليفة حفتر في حربه على العاصمة الليبية طرابلس.

ويدور حالياً سؤال يتعلق بمصير النفوذ الروسي في ليبيا الذي تؤمنه مجموعة "فاغنر"، لا سيما على أثر توتر العلاقة بينها وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإدراجها من قبل الإدارة الأميركية كـ"منظمة إجرامية عابرة للحدود".

فهل ستستغل الولايات المتحدة تمرد "فاغنر" لتحجيم النفوذ الروسي والتمدد أكثر في ليبيا الغنية بالنفط والغاز؟

وجودهم في ليبيا

وأكد المتخصص في الشأن العسكري عادل عبدالكافي سيطرة قوات "فاغنر" على أربع قواعد ليبية من بينها قواعد "الخادم" و"الجفرة الجوية" و"الخروبة" و"القرضابية"، وكلها قواعد تنتشر بين الشرق والوسط الليبي وتتميز بقربها من الهلال النفطي، وبخاصة حقل الشرارة.

وتشير تقارير أممية إلى أن عدد مرتزقة "فاغنر" في الأراضي الليبية يناهز 1000 مقاتل، وكشفت المجموعة عن نشاطها للعلن في البلاد، عام 2019.

وتعيش ليبيا صراع نفوذ بين روسيا التي تستعين بهذه المجموعة للتمدد في أفريقيا، وبين الولايات المتحدة التي دعت أخيراً إلى إخراجها من ليبيا استعداداً للانتخابات الوطنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشهدت البلاد، خلال العام الحالي، تحركاً دبلوماسياً أميركياً وصفه مراقبون بالنشط مقارنة بالسنوات الماضية، وزار عدد من المسؤولين الأميركيين طرابلس وبنغازي، ولا سيما مدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ومساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، في موازاة المباحثات الدورية التي يقودها المبعوث الأميركي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند على مدى السنوات الأخيرة مع عدد من المسؤولين الليبيين، وتهدف هذه التحركات بهدف تحجيم دور "فاغنر" والنفوذ الروسي في ليبيا حفاظاً على تواصل الإمدادات النفطية نحو القارة العجوز الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة، وفق مراقبين.

فرصة ذهبية

من جهته، أكد المحلل السياسي حازم الرايس أنه في ظل التوتر بين قوات "فاغنر" وروسيا "قد نشهد، خلال الأيام المقبلة، تراجعاً على الأرض بالنسبة إلى الاستراتيجية الروسية في عدد من دول شمال أفريقيا من بينها ليبيا". وقال إن "تمرد هذه القوات فرصة ذهبية للولايات المتحدة لاسترجاع نفوذها في ليبيا بسبب سيطرة روسيا على الشرق والجنوب الليبي، حيث تتركز الثروة النفطية". وتابع الرايس أن "واشنطن بدأت فعلاً بالتصدي للدور الروسي هناك، والأمر جلي من خلال موقفها الأخير الذي نقله نورلاند الذي جاء رافضاً الضغوط الروسية على حكومة أسامة حماد لإغلاق الموانئ النفطية". وأوضح المحلل السياسي أن واشنطن ستستغل الأزمة بين "فاغنر" وبوتين للتمدد أكثر داخل ليبيا وعدد من الدول الأفريقية الأخرى.

أمر صعب

من جهته، ربط المتخصص بالشأن الليبي عبدالله الكبير تأثر النفوذ الروسي في ليبيا بشروط عدة في مقدمتها تخلي بوتين عن "فاغنر" بشكل كامل ورفع غطاء الحماية عنها، مؤكداً أن تقلص الدور الروسي في هذا البلد سيطاول حلفاء موسكو على غرار سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر، بخاصة أن روسيا لا تملك أي رصيد سياسي في ليبيا لتعوض به ما ستفقده من فاعلية وتأثير جراء توتر علاقتها بقائد فاغنر يفغيني بريغوجين.

وشدد الكبير على أن "واشنطن وحلفاءها يستغلون هذا الموقف لطرد فاغنر من ليبيا بالوسيلة المناسبة لهم لأن هذا الوضع المضطرب بين روسيا و(فاغنر) سيضعف من قدرة الأخيرة على مواجهة أي تحد محلي أو دولي لوجودها في ليبيا". وتابع "حالياً، من الصعب أن تتخلى موسكو بشكل نهائي عن (فاغنر) لأن وجودها في ليبيا يضمن لها الاستمرار الاستراتيجي في جنوب (الناتو)، ويسهل لها لوجيستياً تنفيذ عملياتها في جنوب الصحراء الأفريقية".

في صالح ليبيا

واستبعد عادل عبدالكافي بدوره أن يصل طموح واشنطن إلى احتلال قواعد عسكرية استراتيجية كقاعدة "الجفرة" أو قاعدة "الخادم" جنوب بنغازي أو بعض المهابط الترابية قرب الحقول النفطية كما فعلت "فاغنر" التي استخدمت معسكر "الرجمة" الذي يقوده حفتر، كجسر عبور للأراضي الليبية التي أصبح بعض قواعدها العسكرية محظراً حتى على عناصر حفتر أنفسهم، "لذلك لن نشهد تمدداً أميركياً بالشكل الذي تمددت به روسيا في ليبيا باعتبار أن النفوذ الأميركي موجود في ليبيا عبر تنسيق وتعاون كاملين بين قوة الأفريكوم وقوات البنيان المرصوص التابعة لرئاسة الأركان العامة في مجال مكافحة الإرهاب، وهذا التنسيق ما زال مستمراً حتى الآن".

أضاف عبدالكافي "في ظل الظروف الحالية وامتلاك (فاغنر) أسلحة متطورة جداً لا تمتلكها ليبيا على غرار طائرات (ميغ-29) ومنظومة (بانتسير) التي تعتمد عليها لإطلاق عملياتها تجاه البلدان الأفريقية، على غرار عمليات التنقل الأخيرة بين ليبيا ومالي وبين جمهورية أفريقيا الوسطى ودارفور، فليبيا حالياً في أشد الحاجة للتعاون مع واشنطن لإخراج المرتزقة الروس من أراضيها".

واستبعد عبدالكافي وجود أي قلق ليبي رسمي من استغلال الولايات المتحدة التوتر بين "فاغنر" والسلطات الروسية للتمدد في ليبيا لأن استراتيجية الولايات المتحدة مختلفة كلياً عن نظيرتها الروسية التي تعمل على مد النفوذ العسكري عبر ضخ الأسلحة والذخيرة وإشعال الصراعات، فيما تدخل واشنطن عبر استثمارات اقتصادية في الحقول النفطية أو عبر عمليات لمكافحة الإرهاب كما هي الحال في ليبيا.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير