Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنا في الـ29 من عمري: هل علي استخدام حقن البوتوكس؟

تقول الحكمة بوجوب عدم العبث بما وهبتك إياه الطبيعة الأم، لكن جميع صديقاتي من اللاتي ينعمن بوجه نضر يلجأن إلى عمليات تجميلية. هل أقاوم الشعور بأنني أستحق ذلك - أم أنني أحافظ على أموالي وحسب؟

في عام 2023، لا تزال معايير الجمال النسائية التقليدية سائدة وتفرض نفسها كما كانت أبداً (غيتي)

ملخص

هل التماشي مع المحيط ما قد يدفع بعض النساء إلى إجراء عمليات تجميلية؟ يبدو أن الأمر كذلك في حالتنا هذه... 

"أريد منكن وعداً أيتها الفتيات، بأنكن لن تفعلن شيئاً لوجوهكن". هذه كلمات سمعتها مراراً عدة، غالباً من أقاربي الأكبر سناً، منذ بلوغي العشرينيات من العمر. كنت لفترة طويلة أتجاهل تلك العبارات. لأنني حقاً لم تكن لدي نية لإجراء أي تعديل غير طبيعي على مظهر وجهي. أشعر الآن بالتردد. فعندما سمعت تلك العبارة من والدة صديقتي في نهاية الأسبوع الماضي، شعرت بخوف حقيقي.

في الـ29 من عمري، أجد نفسي من بين أقلية بين صديقاتي اللاتي لم يخضعن لأية عمليات تجميل في الوجه. فتقريباً كل امرأة أعرفها في سني جربت حقن البوتوكس أو الحشو أو التخلص من دهون الخدود، أو مزيجاً من هذه الإجراءات. هن يتلقين الحقن في جباههن وحول عينيهن، وأحياناً بالقرب من أفواههن. إنهن يحصلن على شفاه ممتلئة، ويقللن من الدهون في منطقة الخدين. والكلفة في كثير من الأحيان تقدر بآلاف الجنيهات لكل إجراء يقمن به.

أرجو ألا أفهم بشكل خاطئ. فمظهرهن يبدو رائعاً ولا سيما منهن اللاتي دفعن مبالغ طائلة للحصول على خدمة أفضل الأطباء البارعين في لمساتهم التجميلية. وقيل لإحداهن أخيراً إنه يبدو كأنها كانت في إجازة فاخرة لمدة ثلاثة أسابيع، مع نيلها قسطاً وافراً من النوم كل ليلة. مع ذلك، فإن رؤية كثير منهن يخضعن لهذه الإجراءات جعلتني أتساءل عن مدى صحة التعليمات الصارمة التي لطالما كنت أتلقاها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ماذا لو أردت إجراء تغييرات على وجهي؟ هل يجب أن أشعر بالخجل إذا ما قررت القيام بذلك؟ فمع خضوع كل من حولي لهذه الإجراءات، ألن أبدو متعبة أو مسنة بالمقارنة معهن؟

هذا الأمر لم يكن حقاً ليتبادر إلى ذهني قبل نحو عامين. لكن الآن، غالباً ما أجد نفسي أحدق مرة جديدة في المرآة لرؤية وجهي كل صباح. أشد بشرتي وألويها في اتجاهات مختلفة، لأرى كيف سأبدو مع إحداث تعديلات مختلفة. أسحب خط الشعر هنا لتسوية التجاعيد التي تتشكل ببطء، وأعبس بطريقة وجه سمكة، لجعل عظام وجنتي منتفخة، فتشبهان وجنتي بيلا حديد [عارضة الأزياء العالمية].

وجدت نفسي أيضاً أتلاعب بفلاتر "انستغرام" التي تضفي تحسينات جراحية افتراضية على الوجه. أحدها يمنح "الأنف المثالي" على سبيل المثال، وآخر يعزز مظهر الشفاه لتصبح أشبه بالتي حقنت بفيلر. أقوم بحفظ جميع تلك الصور وأقارنها بالصور العادية لوجهي. يجب أن أقر بأنها تجعلني أبدو أفضل، خصوصاً عندما أشعر بالإرهاق قليلاً. وهذه هي اللحظة الفورية التي تبرز فيها الـ"أنا". يا إلهي، إنه لأمر مغر في الحقيقة.

أنا لست الوحيدة. فالنساء القليلات الأخريات اللاتي أعرفهن، ولم يقمن بشيء بعد، يفكرن في المسألة بشكل منتظم. إنه سؤال يطلب منا باستمرار طرحه على ذاتنا: ما الذي يمكنني القيام به أكثر لتحسين مظهري؟ هل يجب أن أنفق المال على هذا العلاج أو هذا المنتج؟ هل أنا جميلة بما فيه الكفاية؟

في عام 2023، لا تزال معايير الجمال النسائية التقليدية سائدة وتفرض نفسها كما كانت أبداً. نعم، على رغم انتشار محتوى فيديوهات حول "إيجابية الجسم"  #bodypositivity على تطبيق "تيك توك" (تدعو إلى التعامل بإيجابية مع الجسم وتقبله مهما كان شكله)، إلا أنه غالباً ما يكون فارغاً إلى حد ما عندما يتعلق الأمر بتصورنا الذاتي أو شعورنا تجاه أنفسنا. ربما يتعلق الأمر بي شخصياً فقط. وعندما أتصفح حسابات المشاهير من الإناث على "انستغرام"، فلا يمكنني إلا أن أتفحص وجوههن عن كثب، لأرى أنهن جميعاً متشابهات.

كانت هذه ملاحظة أبدتها جيا تولينتينو من مجلة "نيويوركر" في عام 2019 عندما أشارت إلى تنامي "المظهر السايبورغي الموحد". ونقلاً عن شخصيات مثل إميلي راتاجكوفسكي وكيندال جينر، تصف تولينتينو هذا الوجه بأنه يمتلك "عيوناً تشبه القطط، ورموشاً كرتونية طويلة مبالغاً فيها، وأنفاً صغيراً وأنيقا، وشفاهاً ممتلئة رائعة". وسواء خضعت المرأتان لجراحة أو لـ"تعديل" بهدف تحقيق هذا المظهر، فالأمر ليس مهماً كثيراً في نهاية المطاف، لأن وجههما هو النقطة المرجعية والنموذج الذي تحمله النساء إلى غرف الاستشارات التجميلية.

هل يمكن توجيه اللوم إلي إذا ما استسلمت لإغراء القيام بالشيء نفسه؟ لقد مررت بكثير من اللحظات السيئة التي شعرت فيها بالضعف خلال الأشهر القليلة الماضية، عندما بحثت على "غوغل" عن أسعار كل شيء، بدءاً من البوتوكس وصولاً حتى إلى تجميل الأنف، سعياً إلى حلول سريعة. قبل بضعة أعوام، كنت لأرفع أنفي (الطبيعي والمدبب قليلاً) وأحكم على أي شخص قام بأي تعديل في وجهه. لكن الآن، إنني أتفهم تماماً هذه الميول التي تدفع بالفرد إلى القيام بمثل تلك التعديلات. وكي أكون صادقة تماماً، ربما كنت أقدمت عليها الآن، لو لم تكن باهظة الكلفة.

أما الرادع الآخر الوحيد الذي يمنعني من القيام بها فهو الخوف. الخوف من حدوث خطأ ما يجعلني أبدو مشوهة بشكل دائم (انظروا إلى وجه عارضة الأزياء الكندية ليندا إيفانجيليستا). والخوف من ألا أعجب بالطريقة التي غيرت بها وجهي ومن ثم أرغب في عكسها (انظروا إلى وجه كايلي جينير نجمة تلفزيون الواقع الأميركية). والخوف من الدخول في تلك الدوامة والتعلق بها، أملاً في نتيجة أفضل بحيث أبدو أشبه بـ...، أفضل في الواقع ألا أعطي أية أمثلة محددة هنا.

لكن مع تقدمي في السن، وازدياد التجاعيد رسوخاً في وجهي، وفي الوقت الذي تختفي تلك التجاعيد بطريقة سحرية من وجوه الجميع، فإن أحداً لا يدري ما إذا كان موقفي هذا سيتغير؟ ما أعرفه هو أن ذلك يعكس الجانب السيىئ والنتن للطريقة التي ينظر من خلالها إلى جمال الأنثى. فبدلاً من أن يكون جمالها مقدراً كما خلقه الله بمظهره الطبيعي في الأساس، أصبح أشبه بقناع يجب أن نلفه ونجذبه كي يتوافق والقالب المجتمعي، وهو قالب يتغير باستمرار. إنه لأمر مرهق. حتى إزالة جيوب العينين، ألا يغريك ذلك؟

© The Independent

المزيد من منوعات