ملخص
رغد الجزار شغفت بـ"الدبابة" من بوابة الأفلام والروايات فوجدت نفسها ذات يوم على صهوتها...وعينها على منافسة التونسيات والمغربيات
"بسبب هوايتي سقطت مرات عدة، وفي كل مرة كان يواجهني أحد بالسؤال، هل ستعاودين الكرة؟". هكذا استحضرت سائقة الدراجات النارية المصرية رغدة الجزار، الأحداث التي واجهتها خلال ممارستها هوايتها، من ضمنها ما توحي به ملامح بعض أفراد المجتمع تجاه الفتيات الممارسات لهذه الرياضة.
افتحي الشباك
تقول رغدة "لقد هبت رياح التغيير وأصبح للمرأة كيانها في كل مجالات الرياضة لا محالة، إذ أدركت منذ نعومة أظفاري أن الدراجة النارية تمثل شيئاً لنفسي، فأحببت كل ما يتعلق بها من أفلام متنوعة وسباقات تنافسية ودورها الواضح في تعزيز السياحة الوطنية وتفعيل دور الشباب".
وتواصل قائدة الدراجة المصرية سرد قصتها "وضعت أسرتي تحت الأمر الواقع حين ابتعت أول دراجة نارية، في حين أن الأمر لم يكن وارداً ضمن خططي، حدث ذلك من دون تصميم سابق، في ذلك اليوم اتصلت بوالدتي هاتفياً وقلت لها: افتحي الشباك وشاهدي دراجتي".
وجدت رغدة أن الحصول على خبرة في مجال يهيمن عليه الذكور أمر لا يمكنها التعامل معه بسهولة، كما تقول. وتابعت "بعد حصولي على الدراجة النارية وجدت نفسي أتعلم رويداً رويداً، لعدم توفر منصة يمكن الرجوع إليها، أو مراكز تدريب متوفرة تختصر الطريق، إذ إن ما كان متاحاً من النوادي الخاصة لم يكن في متناول يدي، على رغم ذلك كان الشغف في داخلي ينمو، ورغبتي في هذه الرياضة تفوق الواقع".
وتطمح رغدة إلى إتاحة فرص أكبر للفتيات هاويات ركوب الدراجات النارية "أطالب بتوفير نواد تدريب لقيادة الدراجات النارية برسوم في متناول العدد الكبير من الهاويات، لاستغلال شغفهن وتحقيق نتائج ملموسة من خلال المشاركة ضمن منافسات دولية وعالمية، كذلك المشاركة في السياحة".
ووصفت علاقتها مع الدراجة بـ"المصير". وتابعت "أسست حياتي على الدراجة النارية، ويعتبر السفر على بعد آلاف الكيلومترات أمنية خاصة وهواية محببة لنفسي، كما أتوق لفرصة المشاركة ضمن منافسات محلية ودولية".
التونسيات والمغربيات
وتتصدر دولتا تونس والمغرب الأسماء النسائية في رياضة ركوب الدراجات النارية على المستوى العربي من ناحيتي العدد والتمكن من الدخول في المنافسات، بحسب الاتحاد العربي للدراجات النارية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويبلغ عدد الإناث اللواتي حصلن على رخص قيادة للدراجات النارية في الوطن العربي "قرابة نحو 10 آلاف سيدة"، بحسب رئيس الاتحاد العربي للدراجات النارية، إبراهيم فريد، الذي أكد في حديث لـ"اندبندنت عربية"، الرباط وقرطاج "تتصدران الأسماء النسائية المتمكنة التي يمكن استخلاص نتائج باهرة منها خلال التنافس في السباقات على صعيد عربي".
الممارسة والتنافس
ولفت فريد إلى أن "امتلاك رخصة قيادة دراجة نارية وممارستها في الحياة عامة ليس له علاقة بالقدرة على الدخول في سباقات تنافسية". وذكر بأن "نحو 600 سيدة مصرية تمتلك رخصة قيادة للدراجات النارية"، مستدركاً بأن "ثلاث إلى أربع منهن يملكن القدرة على خوض مسابقات تنافسية". وتابع "يسري الأمر نفسه على الفتيات في السعودية أيضاً، فبين نحو 100 حصلن على رخص قيادة الدراجة النارية حتى الآن، منهن ثلاث إلى أربع سيدات يمكنهن التنافس ضمن سباقات محلية ودولية".
وفي جانب نوادي التدريب وتوفرها للسيدات في مصر "لدينا قرابة خمسة نواد خاصة، وهو حال كل الدول العربية في هذا الشأن"، وأردف "في حالة الانتقال من الممارسة إلى النشاط الرياضي للمشاركة في السباقات والراليات يجب التوجه للاتحادات الرسمية لكونها الإطار الشرعي للرياضة في الدول العربية".
ملهمة وحالمة
عودة إلى الجزار تقول عن نفسها "مع أني لم أشارك في سباقات بعد، إلا أنني في نظر البعض حالمة ولديَّ قصة ملهمة عنوانها الإصرار على تحقيق الحلم، لذلك لست أعير العثرات أي اهتمام، وهذا كفيل بأن يجعلني في حالة حلم لا أريد الاستيقاظ منها".