نقلت بطولة جاهز للجمباز المخصصة للفتيات التي أقيمت في العاصمة الرياض أخيراً رسائل عدة، أولها ترحيب السعودية بتجربة خوض السيدات لرياضة الجمباز في عمر مبكر، إلى جانب جاهزية الاتحاد الخاص بالرياضة لخوض منافسات محلية ودولية متنوعة.
ويضم الاتحاد السعودي للجمباز حوالى 450 لاعبة يتوزعن بين مدينة الرياض والمنطقة الشرقية، يحترفن اللعبة المستوحاة من البهلوانات في مصر القديمة التي تعود جذورها إلى أربعة آلاف سنة.
ووفقاً لتقرير مشاركة الجمباز في عام 2019 الصادر عن جمعية صناعة الرياضة واللياقة البدنية، يوجد حوالى 477 ألف لاعبة جمباز في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، بوصفها الدولة التي تتصدر العالم في احتضان هواة ومحترفي اللعبة حول الكرة الأرضية.
من منى الباهلي؟
إلى جوار ملايين اللاعبات تنتظر اللاعبة السعودية منى الباهلي فرصة تؤهلها للقفز نحو الصدارة والمشاركة على مستوى دولي.
اللاعبة التي حصلت على الفضية في أول بطولة محلية تكشف عن السبب وراء اختيارها رياضة الجمباز، قائلة "إنها فكرة طرحتها والدتي، وفي ما بعد وجدتها تستحوذ على جل اهتمامي، إذ تتجدد مشاعري السعيدة بممارستها، ما لم أجده قط خلال ممارسة أي نوع آخر من الرياضات".
أضافت اللاعبة "بدأت ممارسة رياضة الجمباز في عمر السابعة، ويوماً بعد يوم صار الحلم يزيد وأجدني غير قانعة بما وصلت إليه، وأسعى إلى بلوغ أقصى الإنجازات في اللعبة التي أسهمت في نزع الخوف مني".
التحقت الباهلي بالاتحاد السعودي للجمباز الفرصة التي أهلتها للمشاركة ضمن أول بطولة محلية، مضيفة "خرجت بالميدالية الفضية التي أهلتني للمشاركة ضمن أول بطولة دولية يخوضها الاتحاد التي أقيمت في دولة صربيا"، الأمر الذي تعده منى مكافأة مشجعة لمجهودها أثناء التدريبات.
تابعت الباهلي "عقب سنوات مارست خلالها الجمباز بطريقة معينة، تجاوز تطلعي المستوى الذي كنت عليه، وصار بلوغ الاحتراف أقصى المراحل التي أصبو إليها، يرافق ذلك كثير من الأهداف أهمها التحكم في مهارتي أثناء الضغوط، وارتفاع معدل قوتي ومرونتي"، واعتمدت اللاعبة على الشغف لاستمرارية مسيرتها على أعتبار أنه "سر الفوز".
رسالة مؤثرة
في سياق آخر تركز الابنة، ذات 13 سنة، على تثبيت طاقتها حول التدريبات، وأضافت أيضاً "أشعر بأهمية مواقع التواصل الاجتماعي، لكنني أفضل أن أسلط مجهودي في ممارسة التدريبات والانصياع لأوامر المدربين لإتقان الحركات بأفضل شكل ممكن، بحيث تظهر نتائج المنافسات التي أشارك بها انعكاس ما بذلته من تمارين في الخفاء".
وتابعت "حرصت على وداع مدربي التونسي مجيد قبل رحيله برسالة نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي ’تويتر‘، رسالة بدا فيها تأثري واضحاً بالمرة، وهي إحدى القصص المؤثرة في رحلتي الرياضية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتضيف "لقد وجدني مهيئة لمستقبل رياضي زاخر، وله الفضل في دفع طموحاتي ورفع معنوياتي، ومنه تعلمت الإتقان بالمحاولة مرة أو أكثر، ولطالما قال افعليها من دون خوف وأشياء أخرى. لقد أصابني بعدوى الأحلام والأصرار، كان يملك أحلاماً عظيمة تخطت تطلعاتي أضعافاً مضاعفة وزادتها رفعة، ومنه تعلمت ماذا يعني الشغف".
تأسيس أكاديمية وعنوان كتاب
تمارس اللاعبة هوايات متنوعة إلى جانب ممارستها لعبة "الجمباز"، وأردفت "أكتب قصص الأطفال، أحب ذلك كثيراً"، وعلى رغم عمرها الصغير إلا أن فكرة تأليف كتاب يحكي قصة حياتها بدت واردة، إذ تعتقد أنه "من المرجح أن تحمل الفكرة عنوان (الثقة هو ما تحتاج إليه)".
وتحرص منى التي تدرس قصص اللاعبات العالميات بإتقان شديد أن يكون مشوارها كلاعبة مستمراً في ضوء نشر ثقافة الجمباز، ولكن كيف؟ قالت "بتأسيس أكاديمية تسهم في انتشار اللعبة أرى من خلالها فرحة الفتيات الصغيرات".