Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما أهمية التقدم الذي أحرزته القوات الأوكرانية في معركة استعادة أراضيها؟

على ما يبدو، نجحت المقاومة في استرجاع عدد من القرى، وحققت تقدماً باتجاه الشرق والجنوب، على وقع اشتباكات خاضتها مع انطلاق هجومها المضاد الطويل والمضني

جنود أوكرانيون يقفون لالتقاط صورة مع العلم الأوكراني في قرية ستوروجيفا المحررة في منطقة دونيتسك (رويترز)

ملخص

استعاد الجيش الأوكراني 14.4 ميل مربع من الأراضي وسط اقتتال عنيف في الأسبوع الأخير من الشهر الماضي

مع استمرار هجومها المضاد، نقل عن قيام القوات الأوكرانية باستعادة مزيد من الأراضي من قوات الاحتلال الروسية على الجبهتين الشرقية والجنوبية، بعد أن حررت عدداً من القرى الواقعة على جبهة القتال في يونيو (حزيران) الماضي.

وفي حديثه خلال خطابه الليلي الأخير يوم الخميس 27 يوليو (تموز)، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعادة قرية أخرى، قائلاً: “أشكر كل من يقاتل من أجل أوكرانيا! شكراً لكم على تحرير ستارومايورسكي. تهاني مرة أخرى يا شباب!

جاء ذلك في الوقت الذي اضطر فيه نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى الاعتراف بالتقدم الذي أحرزه الأوكرانيون وتصاعد القتال في الأيام الأخيرة.

بوتين، وأثناء استضافته قمة للزعماء الأفارقة في سانت بطرسبرغ، اعترف بأن الهجمات على قواته من قبل قوات كييف "تكثفت بشكل كبير"، وبالأخص في منطقة زابوريجيا.

وفي وقت سابق من شهر يوليو (تموز)، ذكر الجيش الأوكراني أن قواته استعادت حتى الآن أكثر من 65 ميلاً مربعاً على الجبهة الجنوبية و9.26 ميلاً مربعاً حول مدينة باخموت الشرقية منذ بدء الهجوم المضاد.

نائبة وزير الدفاع، هانا ماليار، كتبت على حسابها على موقع "تيليغرام"، أن قتالاً عنيفاً اندلع في منطقتين في الجنوب الشرقي، وأن أوكرانيا "تعزز" مكاسبها في تلك المناطق.

بدوره، أفاد المحلل العسكري الأوكراني دينيس بوبوفيتش أن القوات الأوكرانية اتخذت "مواقع مهمة بالقرب من كليششيفكا"، وهي قرية تقع على مرتفعات جنوب باخموت.

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القتال العنيف استمر في تلك المنطقة، حيث أصبح القتال صعباً "ليس فقط بسبب كثافة النيران اليومية والمعركة، ولكن أيضاً بسبب التضاريس". إن خط التماس يمتد بين تلتين."

كما زعم الزعيم الشيشاني الموالي لموسكو، رمضان قديروف، على "تيليغرام" أن وحدته "أخمات" قد تم نشرها في المنطقة.

في بداية هذا الشهر، قالت أوكرانيا إن جنودها حققوا تقدماً مطرداً في اتجاهات ليمان وأفدييفكا ومارينكا في دونيتسك في مفاطعة دونباس، في الوقت الذي تحرك فيه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الذي يتعرض لضغوط، لإنكار أي تأثير للتمرد، الذي لم يدم طويلاً من قبل مجموعة فاغنر وشهد احتلالهم لمدينة روستوف أون دون وزحفهم إلى موسكو في 24 يونيو (حزيران)، على عملياتها في أوكرانيا.

بعد أشهر من التكهنات حول الموعد المحتمل لبدء الهجوم الأوكراني المضاد، بدأت الصور ومقاطع الفيديو، التي لم يتم التحقق منها، في الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي في 11 يونيو (تموز) والتي أظهرت الجنود الأوكرانيين وهم يرفعون عالياً علم بلادهم الأزرق والأصفر في انتصار فوق قرى ستوروزيف وبلاهوداتني ونيسكوشن وماكاريفكا الشرقية في دونيتسك، مما يشير إلى أنه تم استعادتهم من قوات العدو المحتلة.

ونشرت ماليار صورة عن قرية ستوروجيفي، وشكرت كتيبة البحرية المستقلة الـ35 على تحرير القرية، ثم صرحت بأن أوكرانيا نجحت في استعادة ثلاث قرى أخرى في زابوريجيا -هي لوبكوف، وليفادني، ونوفوداريفك- وأنها أحرزت أكثر من تقدم بمحاذاة باخموت، على جبهة توريتسك شرقاً، وعلى الخط المؤدي إلى مدينة بيرديانسك الساحلية التي تضم ميناء.

 

وكتبت ماليار بعد يومين عبر تطبيق "تيليغرام": "يبذل العدو وسعه للتمسك بالمواقع التي استولى عليها".

وأضافت أن القوات الروسية كانت مدعومة جواً، وأنها قصفت الجنود الأوكرانيين بشكل متواصل بنيران المدفعيات، في الوقت الذي واجهوا فيه "باستمرار ألغاماً أرضية وخنادق مضادة للدبابات".

وأوردت ماليار أن "هذا كله تزامن مع استمرار للهجمات المضادة التي شنتها وحدات العدو على متن آليات مدرعة، وسط استخدام كثيف للصواريخ الموجهة المضادة للدروع ATGM ولمسيرات كاميكازية".

عقب صدور هذه التصريحات، زار فريق من مراسلي "رويترز" قرية نيسكوتشني، ولاحظوا أنه لم يبق فيها أي بناء غير متضرر بفعل القتال، وأشاروا إلى وجود جثث ثلاثة جنود روس ملقاة على الطريق، وكتبوا [عما رأوه]: "كان الهدوء يعم القرية، لولا زقزقة العصافير ودوي نيران المدفعيات في البعيد".

منذ ذلك الحين، أضيفت قريتان أخريان إلى قائمة القرى المحررة، ليصل مجموع هذه الأخيرة إلى تسع قرى.

تجدر الإشارة إلى أن كييف فرضت حظراً تاماً على نشر أي معلومات حول خطط الجيش الأوكراني أو عملياته، لتجنب تقويض العملية التي تأمل من خلالها استعادة مساحات من الأراضي بالتالي تهديد الجسر البري الذي استحدثته روسيا لإيصال الإمدادات إلى شبه جزيرة القرم المحتلة.

 

من وجهة نظر تقنية، اقتصر تقدم أوكرانيا، بعد استعادتها القرى المذكورة، على مكاسب تعتبر فعلياً طفيفة: فعلى سبيل المثال، لا تبعد قرية مكاريفكا أكثر من ثلاثة أميال عن الجبهة الأمامية، وأكثر من 56 ميلاً عن الطرف الجنوبي للجسر البري المذكور، الذي يجتاز بحر أزوف.

لكن القيمة الرمزية لأسرع تقدم أحرزته أوكرانيا منذ سبعة أشهر واضح للعيان، فالشتاء كان مضنياً. وبالتالي، سمح [التقدم الحاصل] برفع معنويات الشعب في الوقت المناسب، في دولة منكوبة لا تزال تعاني من تداعيات انهيار سد نوفا كاخوفكا، الذي قيل إنه انهار بعد أن لغمه جنود روس، متسبباً بإغراق بلدات مجاورة على امتداد أميال، وبتحويل الأراضي الزراعية في المنطقة إلى مستنقع، وبإفساد المحاصيل وإغراق الثروات الحيوانية.

مع استمرار الهجوم المضاد، تراهن أوكرانيا على الكم الهائل من الأسلحة والتدريبات والمعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها من الغرب، فضلاً عن تصميمها في ساحة المعركة وخبرتها التكتيكية وتوقها لإخراج المحتل من أراضيها، على أمل أن يمنحها ذلك مكانة متفوقة في القتال.

تدرك البلاد أيضاً أنه قد يكون عليها إحراز تقدم كبير وملحوظ خلال الصيف، لتضمن المستوى عينه من الالتزام من جانب حلفائها الدوليين مستقبلاً.

بيد أن الاستجابة التي لاقتها حتى الساعة كانت إيجابية، حيث قال أمين عام حلف شمالي الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ للرئيس الأميركي جو بايدن أخيراً: "إن الأوكرانيين يحرزون تقدماً، وهم يتقدمون. ولا تزال [العملية] في أيامها الأولى، لكننا نعرف أنه كلما زادت مساحة الأراضي التي ينجح الأوكرانيون في تحريرها، كانت أوراقهم أقوى على طاولة المفاوضات".

من جهتها، امتنعت موسكو عموماً عن الإقرار الرسمي بأي تقدم أوكراني، وسط إصرارها بأنها تصد الهجمات بثبات وتلحق إصابات فادحة في صفوف القوات التي تعترضها.

في موازاة ذلك، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقطات غير مؤكدة المصدر، نشرتها صفحات مؤيدة لروسيا، ظهرت فيها آليات أميركية وألمانية مدمرة، في مسعى واضح لتقويض ثقة الحلفاء بالقضية الأوكرانية.

لا مجال للشك في أن الوقت مبكر لإطلاق استنتاجات حول مصير الهجوم المضاد من هذه المناوشات التي قد يكون الهدف منها اختبار الدفاعات الروسية، أكثر منه المراهنة على تحقيق مكاسب كبيرة على صعيد استعادة الأراضي.

في سياق متصل، أعلن "معهد دراسات الحرب"Institute for the Study of War، ومقره الولايات المتحدة، أن أوكرانيا تحاول تنفيذ "عملية تكتيكية بالغة الصعوبة، وهجوماً أمامياً على مواقع دفاعية متأهبة، ويعوقها في مهمتها غياب التفوق الجوي، بالتالي، لا ينبغي استخراج العبر من هذه الهجمات الأولية لتوقع مصير جميع العمليات الأوكرانية".

وفي حديث مع "مركز تحليل السياسات الأوروبية"، أكد بن هودجز، القائد السابق للقوات الأميركية في أوروبا، أنه كان من المتوقع أن يشمل الهجوم الأساسي، عند انطلاقه، بضع مئات من الدبابات وآليات فرق المشاة القتالية.

وقال في هذا الصدد: "من الواضح أن الهجوم المضاد بدأ، أما الهجوم الأساسي، فلم يبدأ على ما أظن... عندما نرى تجمعات كبيرة من المدرعات تنضم إلى الهجوم، فسنعرف أن الهجوم الأساسي بدأ فعلياً".

يتوافق هذا الكلام مع تعليقات ماليار الأخيرة عبر محطة تلفزيونية محلية، حيث صرحت بأن "الأحداث الرئيسة" في سياق الهجوم لا تزال "أمامنا". أضافت، "أن الضربة الرئيسة لا تزال مرتقبة".

بالطريقة عينها، قال أولكساندر سيرسكي، قائد القوات البرية الأوكرانية، لصحيفة "ذا غارديان": "أود أن أقول إن قوتنا الرئيسة لم توظف بعد في القتال، ونحن الآن نبحث ونستكشف مواطن الضعف في دفاعات العدو، بالتالي، فإن جميع الاحتمالات مفتوحة".

تقارير إضافية من الوكالات

© The Independent

المزيد من متابعات