اعتبر عميد مجلس إدارة مجموعة البنك الدولي سابقا د. ميرزا حسن أن هناك تحديات كثيرة تواجه اقتصادات دول كثيرة في ظل النمو السكاني وارتفاع الطلب على الكهرباء.
وأوضح في حديثه إلى "اندبندنت عربية" أن ما تواجهه دول المنطقة يتركز في قطاعين من بين أهم الجوانب الاقتصادية"، مشيراً إلى أنها "تحولات يجب الانتباه إليها جيداً، إذ إنها قد تؤثر في المردودات المالية من بيع النفط للمنطقة، خصوصاً وأن ما يجري من زيادة في الاستهلاك هو صناعة محلية وليست تحديات خارجية".
الطلب على الكهرباء والماء في زيادة
وأضاف د.ميرزا أيضا أن "هناك زيادة مستمرة في الطلب على قطاعي الكهرباء والماء في المنطقة، وهذا أمر طبيعي في ظل الزيادة السكانية والتغير في النمط الاقتصادي والاجتماعي، ولا يمكن تجاهل أيضاً تأثير التغيرات المناخية وزيادة درجة حرارة الأرض في دول المنطقة، إذ شهدت أجواؤها درجات حرارة غير مسبوقة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كلفة استخراج برميل النفط في زيادة مستمرة
وحول التحدي الثاني قال د. ميرزا المتخصص في الشؤون الإقتصادية إن "كلفة الإنتاج والاستثمار في المكامن البترولية تمثل جانباً من الاهتمام، إذ إن كلفة استخراج برميل النفط في زيادة مستثمرة خصوصاً في بعض الدول، وفي ظل هذه المتغيرات فمن المؤكد أن تقل الإيرادات النفطية لبعض الدول".
وأرجع حسن زيادة استهلاك الكهرباء في الصيف إلى أجهزة التبريد، إذ تستهلك نحو 70 في المئة من الاستهلاك الكلي"، مؤكداً "علينا أن ننظر إلى هذه الأجهزة بعين الاعتبار وتحسين خدمتها للتقليل من آثار الإنفاق، وفي الوقت ذاته تحتاج المنطقة إلى وضع مواصفات خاصة للبناء لتقليل استهلاك الطاقة وزيادة الكفاءة في هذا المجال".
ويعتقد المتخصص الاقتصادي أن قطاعي التبريد والطاقة يمثلان رافداً مهماً في كبح الإنفاق الاستهلاكي، مؤكداً أن إدخال أية كفاءة أو جودة في هذا المجال سيكون مردودها إيجابياً في تقليل الاستهلاك الكهربائي".
وأوضح أن "كثيراً من دول المنطقة اتخذت إجراءات لتحسين وترشيد استخدام الطاقة والماء، وبدأت في رفع الدعم عن بعض تلك القطاعات بهدف توفير الحماية الاجتماعية".
ربط القطاعات الاقتصادية ببرامج التغير المناخي
وطالب ميرزا بربط كثير من القطاعات الاقتصادية ببرامج التغير المناخي، مشيراً إلى أن "المناقشات الدولية في هذا المجال صبت جل تركيزها على النفط الأحفوري، إذ يجب أن تكون دول الخليج سباقة في إيجاد الحلول والتوصل إلى حلول الكفاءة الترشيد في قطاعات كثيرة"، قائلاً "لا يمكن أن نكون نحن الأفقر في الموارد المائية الطبيعية والأكثر استهلاكاً في الوقت نفسه".
وأكد حسن أنه "يجب أن يتغير السلوك والنمط المعيشي، ومن المهم أن ننتبه لذلك خلال الأعوام المقبلة إلى جانب زيادة الاستثمارات في الطاقة النظيفة والقطاعات الناتجة من النفط الأحفوري، وهي الطاقة الأقل من حيث الانبعاثات الكربونية.
وتابع، "دول المنطقة بدأت تنظر في أهمية تغيير نمط السلوك الاستهلاكي لكي تنقل المواطنين إلى استخدام الطاقة النظيفة، خصوصاً أن تركيزها بات منصباً على الهيدروجين الأزرق، وتلك خطوات جيدة ستسوق تلك المنتجات بشكل أفضل".