ملخص
كشف بوتين عن أنه اقترح على بريغوجين أن يخدم عناصر "فاغنر" تحت إمرة قائد غيره لكنه رفض العرض
أقر رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية أندريه يرماك اليوم الجمعة بأن الهجوم المضاد الذي تشنه كييف ويواجه مقاومة من القوات الروسية "لا يحرز تقدماً سريعاً".
وقال يرماك لصحافيين "اليوم لا يحرز الهجوم تقدماً سريعاً"، مضيفاً "إذا رأينا أن أمراً ما لا يسير على ما يرام فسنقول ذلك، ولا أحد يريد تضخيم الوضع".
وأكد أن الحلفاء الغربيين لا يمارسون ضغطاً على كييف في هذا الصدد، وقال "ليس هناك أي ضغط ولمن فقط سؤال: كيف يمكننا أن نساعدكم؟".
وتابع يرماك الذي يعتبر اليد اليمنى للرئيس فولوديمير زيلينسكي أن "الجميع في العالم يدركون أنه يستحيل ممارسة ضغط على أوكرانيا".
وشدد على أن كييف لن تتفاوض مع روسيا ما دامت قوات موسكو موجودة على الأراضي الأوكرانية.
وقال، "موقفنا واضح جداً فحتى التفكير في هذه المفاوضات ليس ممكناً إلا بعد أن تغادر القوات الروسية أراضينا، والجميع يدركون أننا لن تحدث إلى الروس" قبل حصول هذا الأمر.
دعم عسكري
من ناحية ثانية تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز اليوم الجمعة بتقديم دعم عسكري لأوكرانيا بقيمة 17 مليار يورو حتى عام 2027 لمساعدتها في صد الجيش الروسي.
وذكر شولتز خلال مؤتمره الصحافي الصيفي التقليدي في برلين بأن ألمانيا تعتبر ثاني أكبر مسهم في المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة.
وقال، "قدرنا أنه منذ بداية الحرب في فبراير (شباط) 2022 وحتى عام 2027 سننفق على الأرجح 17 مليار يورو على شحنات أسلحة إلى أوكرانيا آتية من ألمانيا أو تمولها ألمانيا".
ونشرت الحكومة الألمانية وثيقة على موقعها على الإنترنت أول من أمس الأربعاء حددت فيها المساعدات العسكرية لأوكرانيا بأنها 2 مليار يورو من عام 2022، و 5.4 مليار يورو هذا العام، ونحو 10.5 مليار يورو حتى عام 2027.
ويأتي هذا الدعم من مخزونات الجيش الألماني ولكن أيضاً من معدات تسلمها شركات مصنعة أحياناً بالتعاون مع شركاء آخرين.
وفي اليوم الأول من قمة قادة دول حلف شمال الأطلسي الثلاثاء الماضي في فيلنيوس تعهدت ألمانيا بتسليم أسلحة جديدة إلى أوكرانيا بقيمة 700 مليون يورو، وجاء الإعلان بعد شهرين فقط من تعهد سابق بمبلغ 2.7 مليار يورو أعلن عنه قبل زيارة الرئيس الأوكراني إلى ألمانيا.
ولطالما انتقدت كييف وبعض شركائها الأوروبيين وخصوصاً في الشرق ألمانيا بسبب دعمها العسكري الخجول لأوكرانيا، لكن منذ أشهر عدة كثفت برلين جهودها في هذا المجال، وتقدم حالياً ذخائر ودبابات "ليوبارد" قتالية وأنظمة دفاع جوي.
عناصر فاغنر
من جهة أخرى، ذكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية لم يعودوا يشاركون "بشكل كبير" في العمليات القتالية في أوكرانيا التي أكدت اليوم الجمعة صد هجوم ليلي جديد بالمسيرات شنته روسيا.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر في مؤتمر صحافي "في هذه المرحلة لا نرى قوات فاغنر تشارك بشكل كبير في العمليات القتالية في أوكرانيا". وأضاف أن الولايات المتحدة تعتقد أن "غالبية" مقاتلي المجموعة ما زالوا في المناطق الأوكرانية التي تحتلها روسيا.
ميدانياً، أعلن الجيش الأوكراني عبر "تيليغرام" أن روسيا شنت بين مساء الخميس وصباح الجمعة هجوماً "بواسطة 17 مسيرة قتالية من نوع شاهد 136/131 إيرانية الصنع من الجنوب الشرقي" مؤكداً أنه دمر 16 منها.
وأتى إعلان البنتاغون بعد أسبوعين على التمرد الفاشل لمقاتلي مجموعة "فاغنر" التي حاولت في نهاية يونيو (حزيران) إطاحة القيادة العسكرية الروسية بعدما لعبت دوراً أساسياً في الهجوم على أوكرانيا.
وأكد رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين أن انتفاضته لم تكن تهدف إلى إطاحة السلطة بل إلى إنقاذ "فاغنر" من عملية تفكيك من قبل هيئة الأركان العامة الروسية التي يتهمها بعدم الكفاءة في النزاع في أوكرانيا.
بريغوجين يرفض عرض بوتين
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة نشرتها صحيفة "كومرسانت" الروسية مساء الخميس، تفاصيل عن اجتماعه في 29 يونيو في الكرملين مع بريغوجين وقادة "فاغنر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد بوتين أنه اقترح أن يخدم عناصر المجموعة تحت إمرة قائد آخر منها لكن بريغوجين رفض هذا العرض. وأوضح الرئيس الروسي "كان بإمكان عناصر فاغنر أن يجتمعوا في مكان واحد وأن يستمروا بالخدمة. ما كان شيء ليتغير بالنسبة إليهم. كانوا ليوضعوا تحت إمرة شخص يكون قائدهم الفعلي خلال تلك الفترة".
وأضافت الصحيفة أن الشخص الذي اقترحه بوتين هو مسؤول في "فاغنر" يحمل لقب "سيدوي" (الأشيب) وكان يقود فعلياً عناصر المجموعة على الجبهة الأوكرانية في الأشهر الـ16 الأخيرة.
وأكد بوتين "كثير من قادة (فاغنر) هزوا رؤوسهم موافقين عندما اقترحت ذلك، لكن بريغوجين الذي كان جالساً أمامي لم ير ذلك وقال بعد الإصغاء: كلا الشباب غير موافقين على هذا الحل".
الوضع القانوني
وتحدث بوتين أيضاً في المقابلة مع "كومرسانت" عن غياب وضع قانوني رسمي لمجموعة "فاغنر" في روسيا حيث لا يسمح القانون بقيام مجموعات مسلحة خاصة.
وأكد للصحيفة "مجموعة (فاغنر) موجودة لكن لا وجود قانونياً لها!... هذه مسألة أخرى مرتبطة بإضفاء طابع شرعي (على وجودها). هذه مسألة يجب أن تناقش في مجلس الدوما وداخل الحكومة".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن وضع شركات مثل "فاغنر" "معقد إلى حد ما" ويحتاج إلى دراسة. ورداً على سؤال عما إذا كان من المحتمل سن تشريع جديد في شأن وضع الشركات العسكرية الخاصة، قال بيسكوف "هذا السؤال سيكون قيد الدراسة على أي حال".
تسليم العتاد
وهز تمرد "فاغنر" أركان السلطة الروسية في خضم النزاع في أوكرانيا، فعلى مدى ساعات عدة احتل مقاتلوها مقر قيادة للجيش الروسي في منطقة روستوف في جنوب غربي البلاد وتقدموا مئات الكيلومترات باتجاه موسكو.
وانتهى التمرد مساء 24 يونيو باتفاق ينص على انتقال بريغوجين إلى بيلاروس، بينما يحق لمقاتليه الانخراط في صفوف الجيش الروسي أو الانتقال إلى الحياة المدنية.
وأعلن الجيش الروسي الأربعاء أنه تلقى من "فاغنر" أكثر من ألفي قطعة عتاد عسكري و2500 طن من الذخيرة و20 ألف قطعة سلاح صغير. وكان بريغوجين وافق على تسليم القوات الروسية النظامية أسلحة رجاله بعد إنهاء تمرده.
ومنذ فشل هذا التمرد، تحدثت إشاعات غير مؤكدة في أجواء من الغموض عن تغييرات داخل القيادة العسكرية، لا سيما في ما يتعلق بالجنرال سيرغي سوروفكين الذي كان حليفاً لـ"فاغنر" لفترة طويلة.