Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأمم المتحدة تعتبر شروط دمشق لنقل المساعدات عبر الحدود "غير مقبولة"

فشل مجلس الأمن في الاتفاق على تمديد الآلية جراء استخدام موسكو حق النقض لمنع صدور قرار يمدد العمل بها تسعة أشهر

شاحنات تقل مساعدات الأمم المتحدة لمنكوبي الزلزال في سوريا، واقفة عند معبر باب الهوى، في 20 فبراير الماضي (رويترز)

ملخص

قال أحد النازحين إن "الأسد هو المسؤول عن مأساة هؤلاء الناس، فكيف سيكون هو المسؤول عن إغاثتهم؟"

عبرت الأمم المتحدة الجمعة عن قلقها من "الشروط غير المقبولة" التي وضعتها دمشق لاستخدام معبر باب الهوى الحدودي لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في وثيقة أرسلها إلى مجلس الأمن الدولي الجمعة إن الرسالة التي بعثت بها السلطات السورية والتي تسمح فيها باستخدام هذا المعبر الواقع بين تركيا وسوريا "تحتوي على شرطين غير مقبولين". 

وعبر المكتب عن القلق إزاء الحظر المفروض على التحدث إلى كيانات "مصنفة إرهابية" وكذلك حيال "الإشراف" على عملياته من جانب منظمات أخرى.

وفي وقت سابق، أعلن المتحدث باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش، ستيفان دوجاريك، أن الأمم المتحدة لم تستأنف إرسال المساعدات الإنسانية لشمال غربي سوريا عبر معبر "باب الهوى" الحدودي، مشيراً إلى أن المنظمة لا تزال تدرس "الشروط" التي وضعها النظام السوري لاستخدام هذا المعبر بعد انتهاء تفويض الأمم المتحدة.

وقال دوجاريك "لم تعبر أية مساعدات إنسانية للأمم المتحدة باب الهوى"، وأضاف "نتشاور مع شركاء مختلفين، ونبحث في الشروط الواردة في الرسالة" من النظام السوري.

وكانت دمشق أعلنت الخميس أنها ستسمح للأمم المتحدة باستخدام معبر "باب الهوى" الحدودي بين تركيا وسوريا لمدة ستة أشهر لإيصال مساعدات إنسانية حيوية لملايين يعيشون في مناطق المعارضة شمال غربي البلاد، وجاء هذا الإعلان بعد انتهاء مفاعيل آلية إدخال المساعدات من تركيا إلى سوريا عبر معبر "باب الهوى"، التي تسمح منذ عام 2014 بإرسال هذه المساعدات إلى مناطق المعارضة من دون إذن من النظام.

حق النقض

وفشل مجلس الأمن الدولي الثلاثاء الماضي في الاتفاق على تمديد الآلية جراء استخدام موسكو، أبرز داعمي النظام، حق النقض (الفيتو) لمنع صدور قرار يمدد العمل بهذه الآلية تسعة أشهر.

وتنص رسالة دمشق على أنها ستسمح بإدخال المساعدات الإنسانية عبر باب الهوى "بالتعاون الكامل والتنسيق مع الحكومة".

كذلك تطلب إشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري على العملية، وتشير إلى أن الأمم المتحدة "يجب ألا تتواصل مع المنظمات والجماعات الإرهابية في شمال غربي سوريا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال ستيفان دوجاريك إنه "يجب درس هذه الأمور بعناية"، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة كانت أخذت في الحسبان فرضية انتهاء مفاعيل الآلية.

وأكد أن "المبادئ التي نسترشد بها في سوريا وفي كل مكان آخر هي التزامنا بإيصال المساعدات الإنسانية على أساس المبادئ الإنسانية المتمثلة في عدم التدخل والحياد وما إلى ذلك. هذه هي الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات الإنسانية".

خشية بين الأهالي

ويخشى سوريون فروا من حكم بشار الأسد من أنه قد يتمكن قريباً من منع المساعدات التي يحتاجون إليها بشدة.

وقال أبو أحمد عبيد، وهو أب لسبعة أطفال ويعيش في مخيم بشمال غربي البلاد منذ فراره عام 2018 من منزله بمنطقة يسيطر عليها النظام، لـ"رويترز" عبر الهاتف "فور سماعنا به (عن القرار) كل العائلات (في المخيم) ضائعة وخائفة"، وأضاف "نعتمد على المساعدات لكل شيء، الطبية والغذائية كلها".

وقال خالد الإدلبي (27 سنة) عبر الهاتف إن الأسد "هو الشخص المسؤول عن مأساة هؤلاء الناس والأهالي، فكيف سيكون هو المسؤول عن إغاثتهم؟"، وفر الإدلبي من منزله في عام 2019.

وتدفق سوريون على شمال غربي البلاد من جميع أنحاء سوريا بعدما استعاد الأسد، بدعم من روسيا وإيران، الأراضي التي كانت تسيطر عليها المعارضة المسلحة في المراحل الأخيرة من الحرب الأهلية التي اندلعت عام 2011.

ويعيش في شمال غرب البلاد 4.5 مليون شخص، نزح منهم 2.9 مليون خلال الصراع الذي تسبب في مقتل مئات الآلاف منذ اندلاعه إثر احتجاجات مناهضة للحكومة قوبلت باستخدام القوة المميتة.

وتقول الأمم المتحدة إن نحو مليوني شخص يعيشون في مخيمات.

ولطالما نسقت منظمات غير حكومية ودول بمفردها إرسال قوافل مساعدات من طرف واحد إلى الشمال الغربي، لكن منظمات الأمم المتحدة لن تجتاز المعبر من دون موافقة الحكومة السورية أو مجلس الأمن.

وقال عبدالسلام ضيف، كبير المستشارين الاستراتيجيين في منظمة "سوريا للإغاثة والتنمية" التي مقرها الولايات المتحدة "هذا هو السيناريو الأسوأ"، وأضاف "إذا أصبح هذا في يد النظام، فعندئذ قد يكون للنظام أن يوقفه في أي وقت. إنه يحاول محو كل ما بني على مدى السنوات العشر الماضية والاستيلاء عليه".

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار