ملخص
جولة جديدة من محادثات السلام أذربيجان وأرمينيا بوساطة الاتحاد الأوروبي بعد اتهام انفصالي قره باغ بالتشويش على حركة الطيران
عقدت أذربيجان وأرمينيا جولة جديدة من محادثات السلام بوساطة الاتحاد الأوروبي اليوم السبت، بعدما اتهمت باكو الانفصاليين الأرمينيين في منطقة ناغورنو قره باغ بالتشويش على طائرات الركاب العابرة أجواءها.
والتقى رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في بروكسل في إطار جولة مفاوضات جديدة تهدف إلى حل النزاع المستمر منذ عقود للسيطرة على قره باغ التي يقطنها أرمينيون، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية في باكو عبر بيان.
ويضطلع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بدور الوسيط في المحادثات التي تأتي وسط تجدد التوترات، بعدما أغلقت أذربيجان موقتاً ممر لاتشين الشريان الوحيد الرابط بين منطقة قره باغ وأرمينيا.
التشويش على الحركة الجوية
وأكدت وزارة الدفاع الأذرية أن الانفصاليين الأرمينيين يبثون "ترددات لاسلكية للتشويش على أنظمة تحديد المواقع العالمية لشركات الطيران المحلية والأجنبية" التي تحلق في أذربيجان.
وأشارت الوزارة إلى أن التدخل المزعوم أثر في طائرتين تابعتين للخطوط الجوية الأذرية أول من أمس الخميس، وذكر البيان أن "هذه الحوادث تشكل تهديداً وخطراً على سلامة الطيران".
أرمينيا تنفي
ورفضت السلطات الانفصالية الأرمينية هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "محض افتراء"، فيما تظاهر حوالى 6 آلاف شخص أمس الجمعة في ناغورنو قره باغ مطالبين بإعادة فتح ممر لاتشين.
كما حذر الانفصاليون من أزمة إنسانية وطالبوا موسكو بضمان حرية الحركة عبر الممر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسمحت أذربيجان في ما بعد للصليب الأحمر باستئناف عمليات الإجلاء الطبي من ناغورنو قره باغ إلى أرمينيا.
وتتنازع الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان السيطرة على ناغورنو قره باغ منذ أواخر ثمانينيات القرن الماضي، مما أدى إلى حربين شهدت الأخيرة منهما هزيمة القوات الأرمينية وتحقيق أذربيجان مكاسب ميدانية، مستعيدة السيطرة على جزء من المنطقة ومحيطها عام 2020.
وفي نهاية حرب 2020 نشرت قوات حفظ سلام روسية في قره باغ، لكن كثيراً ما تتهم يريفان هذه القوات بالتقاعس.
ولطالما كانت روسيا تتوسط تاريخياً بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين، لكن بروكسل وواشنطن نشطتا بشكل متزايد للتوسط بينهما مع تعثر موسكو المنشغلة في هجومها العسكري على أوكرانيا.
وخلال جولات المحادثات السابقة بوساطة غربية أحرزت باكو ويريفان بعض التقدم نحو إعداد نص اتفاق سلام، لكن توقيعه لا يزال بعيد المنال.
ووافقت يريفان على الاعتراف بقره باغ كجزء من أذربيجان، لكنها طالبت بآليات دولية لحماية أمن وحقوق السكان من أصل أرميني في المنطقة، فيما تصر باكو على وجوب تقديم مثل هذه الضمانات على المستوى الوطني رافضة أية صيغة دولية.
وعندما انهار الاتحاد السوفياتي عام 1991 انشق الانفصاليون الأرمينيون في قره باغ عن أذربيجان، بينما أودى نزاع أعقب ذلك الانشقاق بحياة 30 ألف شخص.