ملخص
تستغرق مهمة سحب حمولة الناقلة "صافر" إلى "نوتيكا" نحو ثلاثة أسابيع، ثم يبدأ خلاف اليمنيين حول ملكية النفط والسفينة.
وصلت سفينة عملاقة تابعة للأمم المتحدة اليوم الأحد إلى قبالة سواحل اليمن تمهيداً لبدء عملية سحب حمولة ناقلة النفط "صافر" المهجورة بهدف تجنب تسرب نفطي كارثي في البحر الأحمر، بحسب ما ذكر مسؤولون في المنظمة الدولية.
وبعد أعوام من تحركات دبلوماسية سادها توتر بين الأمم المتحدة والمتمردين الحوثيين في اليمن والحكومة المعترف بها دولياً، سترسو "نوتيكا" قريباً إلى جانب "صافر" ناقلة النفط العملاقة الصدئة في البحر الأحمر.
وقال مسؤولون مطلعون على العملية إنه يتوقع أن تبدأ عملية ضخ 1.14 مليون برميل من النفط من "صافر" إلى "نوتيكا" بعد أيام على وصول الأخيرة.
وتتجه الأنظار إلى عملية الضخ المنتظرة منذ وقت طويل، إذ تقول الأمم المتحدة إن "صافر" تحتوي على أربعة أضعاف كمية النفط التي كانت تحملها الناقلة "إكسون فالديز" التي تسببت في 1989 بواحدة من أكبر الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.
على رغم فحوص السلامة الصارمة، ما زالت هناك مخاوف من حدوث تسرب أو انفجار، وقال مدير مشروع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للسفينة "صافر" محمد مضوي إن "الخطر كبير جداً"، مضيفاً "لكننا نأمل مع استكمال المشروع في أن يتم تجنب ذلك".
ولم تخضع السفينة لأي صيانة منذ 2015 بسبب الحرب في اليمن، مما أدى إلى تآكل هيكلها وتردي حالها، ولطالما حذرت الأمم المتحدة من أنها قد "تنفجر في أي لحظة".
ويمكن أن تسفر بقعة نفطية كبيرة عن كارثة بيئية وتدمير مجتمعات الصيد اليمنية، وكذلك إغلاق موانئ شريان الحياة ومحطات تحلية المياه.
ونبهت الأمم المتحدة من أن تسرباً محتملاً يمكن أن يكلف أكثر من 20 مليار دولار لتنظيفه، وقد يصل إلى السعودية وإريتريا وجيبوتي والصومال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيطر الحوثيون المدعومون من إيران على العاصمة صنعاء في 2014 ويقاتلون تحالفاً لدعم الشرعية في اليمن منذ مارس (آذار) 2015 في صراع أودى بحياة الآلاف وترك معظم اليمنيين يعتمدون على المساعدات.
وتشكل درجات الحرارة الحارقة في الصيف والأنابيب المتقادمة والألغام البحرية المنتشرة في المياه المحيطة، تهديدات للعملية التي بدأ الإعداد لها منذ أواخر مايو (أيار) الماضي من قبل خبراء شركة "سميت سالفيدج".
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن ديفيد غريسلي أمام مجلس الأمن الدولي الإثنين الماضي إن الفريق رتّب نقل المضخات والخراطيم وضخ الغاز الخامل في الخزانات لتقليل خطر حدوث انفجار.
وأوضح كبير مستشاري المشروع نيك كوين أن العمل في ذروة الصيف عندما تبلغ درجات الحرارة على سطح السفينة أكثر من 50 درجة مئوية يمثل خطراً إضافياً.
وتابع أن "الجو يصبح حاراً جداً وبسرعة كبيرة"، مشيراً إلى أن هذا يزيد من احتمالات "الانزلاق والسقوط" على سطح السفينة للعاملين الذين يرتدون معدات وقاية شخصية ثقيلة.
وترسو ناقلة النفط التي صنعت قبل 47 عاماً والتي تحمل أكثر من مليون برميل من النفط الخام، قبالة الساحل اليمني منذ ثمانينيات القرن الماضي عندما تم تحويلها إلى وحدة عائمة للتخزين والتفريغ.
وأبحرت السفينة "نوتيكا" من جيبوتي أمس السبت، وترسو "صافر" على بعد نحو 50 كيلومتراً من ميناء الحديدة في موقع غني بالحياة البرية التي يمكن أن يدمرها أي تسرب.
وقال مضوي إن المخاوف المستمرة في شأن البنية التحتية لـ"صافر" تتطلب بدء ضخ النفط خلال النهار قبل 10 ساعات في الأقل من غروب الشمس للتأكد من أن جميع التوصيلات آمنة ويمكنها مراقبة التسريبات.
وعند بدء العملية، يتوقع مسؤولو الأمم المتحدة أن يستغرق نقل النفط من "صافر" إلى "نوتيكا" نحو ثلاثة أسابيع، لكن المسلسل لن يتوقف هنا، فمسألة من يملك نفطها ستظل بحاجة إلى حل من قبل الفصائل اليمنية المتحاربة.
وسيطلق اسم "اليمن" على "نوتيكا" بعد ذلك وستبقى في المنطقة مع استمرار المحادثات حول ملكيتها.
وقال المدير التنفيذي المعين من قبل الحوثيين لشركة النفط والغاز اليمنية إدريس الشامي "بعد نقل النفط سيتعين علينا الاهتمام بالسفينة الجديدة".
وأضاف "لذلك ننقل المشكلة من سفينة قديمة ومتهالكة إلى سفينة أحدث"، متابعاً "لكن ظروف البحر قاسية جداً، وإذا لم نحافظ عليها لفترة، فسنعود للمشكلة نفسها".
لم تعترف الحكومة الشرعية بتعيين الشامي رئيساً لشركة النفط والغاز، وعينت رئيساً آخر لها.