ملخص
مسن يمني ظل مفقوداً لفترة وبعد بحث أسرته عليه اكتشفت حبسه في أحد السجون في محافظة أبين قبل أن يفارق الرجل الحياة بسبب ما تعرض له من تعذيب.
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن بخبر وفاة رجل كبير في السن نتيجة التعذيب الشديد في مركز أمني تابع للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين، بجنوب البلاد.
وتحدثت مصادر محلية لـ"اندبندنت عربية" قائلة إن المواطن الذي يتحدر من محافظة إب وسط البلاد (محمد حسن عبده مهدي قائد)، توفي أول من أمس الأحد، بعد يوم واحد على الإفراج عنه من سجون الحزام الأمني التابع للمجلس الانتقالي في مديرية جعار بمحافظة أبين.
ملاك محال تجارية في مدينة عتق بمحافظة شبوة قالوا في تصريحات خاصة إن المواطن محمد حسن قائد يعمل بائعاً متجولاً في مدينة عتق منذ سنوات ويعاني حالة نفسية إضافة إلى أنه أصم.
وأضافت المصادر أنه قبيل عيد الأضحى قرر محمد العودة إلى أسرته لقضاء إجازة العيد معها، وأثناء مروره من إحدى النقاط بمحافظة أبين اختطفته القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، والتي تسيطر على المحافظة، وأودعته في أحد سجونها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفيما كانت أسرة محمد تبحث عنه طوال الفترة الماضية ونشرت إعلانات ورقية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، وخلال ذلك وصلت إليهم الأنباء أن مفقودهم في أحد السجون التابعة لقوات الانتقالي في محافظة أبين. على إثره تحركت أسرة محمد قائد إلى أبين وبعد التزامات بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام تسلمته عائلته وعليه آثار تعذيب شديد، فأخذته وعادت به إلى شبوة لتلقي العلاج وبعد يوم واحد فارق الحياة.
صالح باجمال مواطن في محافظة شبوة يقول في شهادته على الحادثة "إن عائلة الضحية اتصلت به من أجل القدوم لغسله ودفنه وهو لا يعلم سبب موته، ولكنه بعد حل الثياب شاهد آثار التعذيب فذرفت دموع كل الحاضرين في مغسلة الأموات، ولم نصدق أن كل هذه الوحشية تحصل في بلادنا".
يقول السكرتير الإعلامي لمحافظ شبوة عامر العولقي في تعليقه على صفحته على "فيسبوك" على حادثة تعذيب الرجل المسن "هذا الحاج الطيب من إب والبعض يعرفه من سكان مدينة عتق له سنوات يشتغل في المدينة وفي فترة عمله هناك لم يشتكِ منه أحد لكونه يعمل على إعالة أسرته مثل حال الآخرين". وأضاف "بحسب علمي تم توقيفه في إحدى النقاط بمحافظة أبين من طريق الاشتباه، وهو ذاهب لقضاء إجازة العيد في إب أخذوه وعذبوه بهذه الطريقة الوحشية وظل أهله يبحثون عنه من لحظة غيابه حتى وجدوه في أحد مستشفيات أبين، ثم توفي على أثر ذلك التعذيب، وهي والله جريمة تقشعر لها الأبدان".
وتساءل "طيب ليش (لماذا) وبأي حق يا مجرمين تعذبوا هذا الحاج المسكين الذي ما عنده لأحد شيء وعادكم تريدوا ربنا يرحمنا ويرفع عنا البلاء، وهذه أفعالكم القبيحة، قاتلكم الله يا مجرمون... اللهم إنا نبرأ إليك من كل فعل لا يرضيك، اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، وحسبنا الله ونعم الوكيل".
على صعيد متصل، دانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات ما تعرض له محمد حسن مهدي قائد، موضحة في بيان لها أن أفراد النقطة الأمنية اختطفوه في التاسع من يوليو (تموز) الجاري ليتعرض للتعذيب بطريقة وحشية حتى فارق الحياة.
وعبرت الشبكة عن استنكارها لهذه الجريمة البشعة، مشيرة إلى أنها تأتي ضمن سلسلة جرائم ضد الإنسانية ارتكبت في مختلف المحافظات الجنوبية بحق المواطنين، من القتل والاختطاف والتشريد ونهب للمنازل وغيرها من الجرائم بحق الإنسان اليمني. وحملت السلطات المحلية والأمنية بمحافظة أبين كامل المسؤولية، داعية إلى سرعة التحقيق في هذه الجريمة ومحاسبة الجناة وتقديمهم للعدالة.
ودعت المجتمع الدولي والمنظمات الأممية وفي مقدمتها الحقوقية المهتمة بحقوق الإنسان وكل المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان إلى إدانة هذه الجرائم الوحشية، وتقديم مرتكبيها للمحاكمة.
وتداول اليمنيون صور الحادثة بسخط بالغ وكتب الكثير عما يتعرضون له في الحواجز الأمنية للتشكيلات العسكرية المختلفة في جنوب البلاد في ظل غياب سلطات الدولة الرسمية من ممارسة مهامها على الأرض.
فيما استذكر آخرون المعاناة التي يواجهونها خلال رحلات سفرهم والطرقات المغلقة والوعرة، بينما ذهبت مجموعة أخرى إلى عد فشل السلطات الشرعية التي لم تأمنهم ولم تقم بواجبها ولو في الحد الأدنى في انتقال المواطن من منطقة إلى أخرى وترك المواطن بين نارين تلتهم حياتهم.
الناطق الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، أشار إلى أن الموضوع بيد الجهات الأمنية والقضائية ولا ينبغي تسييس الموضوع وتوجيه الاتهامات على هذا النحو.
وتسعى "اندبندنت عربية" للحصول على رد بشأن الاتهامات الواردة ضد السلطات المعنية بالسجن الذي توفي فيه المواطن اليمني.