Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا ترد على تصعيد موسكو بترصد السفن الروسية في البحر الأسود

واشنطن تقول إن الكرملين يدرس إمكانية شن هجمات ضد ناقلات شحن مدنية ليتهم بعد ذلك كييف بتنفيذها

ملخص

أيدت واشنطن الاتهامات الأوكرانية بأن الهجمات الروسية دمرت بنية تحتية زراعية و60 ألف طن من الحبوب المعدة للتصدير

 

أعلنت أوكرانيا اليوم الخميس أنها ستعتبر أي سفينة في البحر الأسود متجهة إلى موانئ روسية أو إلى أراض أوكرانية تحتلها روسيا، "سفناً عسكرية" محتملة، بدءاً من غد الجمعة، وذلك غداة قرار مماثل اتخذته موسكو في شأن السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية.

وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية في بيان إن "جميع السفن المبحرة في مياه البحر الأسود باتجاه الموانئ الروسية والموانئ الأوكرانية الواقعة على الأراضي التي تحتلها روسيا موقتاً، قد تعتبر أنها تحمل بضائع عسكرية مع جميع الأخطار المرتبطة بذلك".

كذلك، منعت الوزارة اعتباراً من اليوم الإبحار في المنطقة الشمالية الشرقية من البحر الأسود ومضيق كيرتش قبالة شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.

ويأتي هذا التحذير بعد تحذير مماثل وجهته روسيا أمس الأربعاء قائلة إنها ستتعامل اعتباراً من اليوم مع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية في البحر الأسود بوصفها "تنقل شحنات عسكرية محتملة".

وتعرض الأسطول الأوكراني لتدمير شبه كامل جراء الهجوم الروسي، لكن كييف هاجمت مراراً سفناً روسية في البحر الأسود باستخدام مسيّرات بحرية، وأعلن الجيش الأوكراني أيضاً أنه أغرق في 2022 الطراد الروسي "موسكفا" بواسطة صواريخ مضادة للسفن.

وتجدد التوتر في البحر الأسود هذا الأسبوع منذ انسحاب موسكو من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وأتاح هذا الاتفاق الذي تم التفاوض في شأنه برعاية تركيا والأمم المتحدة للسفن المحملة بالحبوب الإبحار من الموانئ الأوكرانية عبر ممرات بحرية آمنة.

ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم إلى تجديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود لمواجهة انعدام الأمن الغذائي في العالم.

وصرح كوليبا الذي يقوم بأول زيارة من نوعها للعاصمة الباكستانية إسلام آباد منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين عام 1993، بأن روسيا قوضت الأمن الغذائي العالمي.

وأيد نظيره الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري تصريحاته قائلاً إنه يعتزم مناقشة الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وأضاف زرداري "ليس من مصلحتنا فحسب، بل من مصلحة العالم إعادة العمل بمبادرة الحبوب".

وتأتي زيارة كوليبا التي تستغرق يومين في وقت تشهد العلاقات بين إسلام آباد وموسكو دفئاً، إذ بدأت باكستان استيراد النفط من روسيا في وقت سابق من هذا العام.

وقال الوزيران إنهما ناقشا التعاون الاقتصادي مع التركيز على ترتيبات محددة تتعلق بالأمن الغذائي.

وانتهى اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الإثنين الماضي بعد انسحاب روسيا، على رغم عرض قدمته الأمم المتحدة للرئيس فلاديمير بوتين بتسهيل إعادة بنك روسي إلى نظام "سويفت" للمدفوعات الدولية عبر البنوك مقابل تمديد الاتفاق.

وقال كوليبا "كان علينا إيجاد طريقة لتصدير حبوبنا إلى السوق العالمية"، مضيفاً أنه "لا يمكن تصدير الكمية الكاملة من الحبوب المتاحة للتصدير عبر الممرات البرية، هذا هو الأمر مما يعني أن الأسعار سترتفع بسبب صعوبات التسليم".

وأضاف أن البحر هو أفضل طريق لنقل الحبوب والمواد الغذائية إلى السوق العالمية التي شهدت ارتفاعاً في أسعار السلع الأساسية منذ بدء الهجوم الروسي العام الماضي.

وتقدر الأمم المتحدة أن صفقة الحبوب خفضت أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم 20 في المئة.

قصف روسي

في وقت يراقب فيه العالم مدى جدية التهديد الروسي بالتعامل اعتباراً من اليوم الخميس مع السفن المتجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود بوصفها ناقلات "عسكرية محتملة"، أصيب 20 شخصاً في قصف ليلي نفذته القوات الروسية واستهدف مدينتي ميكولايف وأوديسا الأوكرانيتين، وفق ما أفاد مسؤولون محليون في ساعة مبكرة من صباح الخميس.

وصعدت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود والمناطق المحيطة بها منذ انسحابها يوم الاثنين من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة قبل عام يسمح بالمرور الآمن لشحنات الحبوب الأوكرانية.

وكتب حاكم منطقة ميكولاييف فيتالي كيم على "تيليغرام" أن "الروس ضربوا وسط المدينة. النيران مشتعلة في مرآب ومبنى سكني مؤلف من ثلاثة طوابق".

وأضاف أن "18 شخصاً في المجموع جرحوا أدخل تسعة منهم، بينهم خمسة أطفال، المستشفى وانتشل شخصاً من تحت الأنقاض". ولم يعط كيم تفاصيل أكثر عن الهجوم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها اليوم إنها واصلت ما وصفتها بأنها "هجمات انتقامية" على أوكرانيا، مستهدفة ميناءي أوديسا وميكولايف على البحر الأسود عقب أيام من انهيار اتفاق يسهل تصدير الحبوب من أوكراني.

وكان سلاح الجو الأوكراني أعلن في وقت سابق حالة تأهب جوي في ميكولايف ومناطق أخرى.

وكتب رئيس بلدية المدينة أولكسندر سينكيفيتش على "تيليغرام" أن "هناك حفرة كبيرة في الأرض بالقرب من مبنى سكني من ثلاثة طوابق"، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ تعمل في الموقع. وأضاف "لحقت أضرار بما لا يقل عن خمسة أبراج سكنية".

وذكر أن النيران اشتعلت في "مرائب عدة" في عنوان آخر من دون الخوض في التفاصيل.

وتقع ميكولايف على البحر الأسود وتبعد نحو 170 كيلومتراً عن شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، وكانت مراراً هدفاً للقوات الروسية منذ شن الحرب على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وقال كيم، الثلاثاء، إن "منشأة صناعية" في المدينة تعرضت للقصف في هجوم ليلي تم شنه بعد ساعات من رفض الكرملين تمديد اتفاق التصدير الآمن للحبوب من أوكرانيا.

من جهته، كتب حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر أن "مدينة أوديسا تتعرض لهجوم"، من دون أن يحدد طبيعته.

وأضاف "حدث دمار في وسط أوديسا نتيجة هذا الهجوم الروسي"، متابعاً أن السلطات لديها معلومات عن "ضحيتين في المستشفى"، دون الخوض في التفاصيل.

هجوم أوكراني

في المقابل، أعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم الخميس، أن الجيش الأوكراني أسقط خمسة صواريخ كروز و13 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها القوات الروسية الليلة الماضية خلال القصف على منطقتي ميكولايف وأوديسا بالجنوب.

وقال سلاح الجو، إن روسيا أطلقت 19 صاروخ كروز و19 طائرة مسيرة، لكنها لم تحدد بالضبط مكان سقوط الصواريخ الأخرى.

وقتلت فتاة في هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية في شبه جزيرة القرم ليل الأربعاء الخميس، كما ذكر الحاكم المحلي الذي عينته موسكو.

وقال سيرغي أكسيونوف على تطبيق تيليغرام "في أعقاب هجوم شنته طائرة مسيرة معادية ، تضررت أربعة مبان إدارية، في شمال غربي شبه جزيرة القرم". وأضاف "للأسف لم يمر (الهجوم) من دون سقوط ضحايا وقُتلت فتاة".

معلومات استخبارية

من جهة أخرى، أعلن مسؤول بارز في البيت الأبيض، الأربعاء، أن روسيا تدرس إمكانية شن هجمات ضد سفن شحن مدنية في البحر الأسود، لتتهم بعد ذلك القوات الأوكرانية بتنفيذها.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي آدم هودج لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "الجيش الروسي قد يوسع دائرة استهدافه لمنشآت الحبوب الأوكرانية لتشمل هجمات ضد سفن الشحن المدنية" و"من ثم اتهام أوكرانيا بشن هذه الهجمات". وأضاف أن هذه المزاعم تستند إلى معلومات استخبارية رُفعت عنها السرية، أخيراً.

تدمير زراعة الحبوب

ويأتي ذلك في أعقاب هجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة شنتها روسيا على ميناء أوديسا، وأيضاً انسحاب الكرملين من اتفاق دولي يسمح بالمرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود إلى الأسواق العالمية.

وأعلنت موسكو أن صواريخها استهدفت مواقع عسكرية في أوديسا، لكن هودج أيد الاتهامات الأوكرانية بأن الهجمات الروسية دمرت "بنية تحتية زراعية و60 ألف طن من الحبوب" المعدّة للتصدير.

واعتبر المسؤول في البيت الأبيض أن هذا النوع من الهجمات يمكن أن يمتد ليشمل سفناً مدنية، لافتاً إلى أن روسيا تعد عملية لجعل مثل هذه الهجمات تبدو وكأنها من تنفيذ أوكرانيا.

وأشار هودج إلى نشر روسيا فيديو يظهر قواتها وهي تدمر "لغماً بحرياً أوكرانياً مزعوماً" الأربعاء.

وقال "تشير معلوماتنا إلى أن روسيا زرعت ألغاماً بحرية إضافية عند مداخل الموانئ الأوكرانية. ونعتقد أن هذا جهد منسق لتبرير أي هجمات ضد السفن المدنية في البحر الأسود وتحميل أوكرانيا مسؤوليتها".

وأكدت روسيا انها ستتعامل اعتباراً من الخميس مع السفن المتجهة إلى أوكرانيا في البحر الأسود بوصفها ناقلات "عسكرية محتملة"، مع اعتبار الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها أطرافاً في النزاع.

قيود على الدبلوماسيين البريطانيين

في سياق آخر، أعلنت موسكو اليوم أنها فرضت قيوداً على تنقلات الدبلوماسيين البريطانيين في روسيا "رداً على الأعمال العدائية" من جانب المملكة المتحدة التي تزود أوكرانيا بالمال والسلاح.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنها استدعت اليوم القائم بالأعمال البريطاني في موسكو توم دود وأبلغته بأنه "بات يتعين على موظفي البعثة الدبلوماسية البريطانية إخطار السلطات الروسية مسبقاً بتنقلاتهم في البلاد".

وعليه، يتعين على الدبلوماسيين البريطانيين، مع استثناءات قليلة، "إرسال إشعار قبل خمسة أيام عمل في الأقل في حال التنقل خارج منطقة بطول 120 كيلومتراً تتوافر فيها حرية الحركة" حول موسكو وإيكاترينبرغ، وفقاً للبيان.

وطالب البيان بأن يضم الملف "معلومات عن التاريخ والهدف ونوعية التنقل وجهات الاتصال والشخصيات المرافقة وكيفية التنقل وأماكن الزيارة والإيواء، إضافة إلى مسار الرحلة".

وأكدت وزارة الخارجية الروسية في بيانها أنها تقوم بذلك رداً على "إعاقة العمل الطبيعي" للبعثة الدبلوماسية الروسية في المملكة المتحدة.

المزيد من الأخبار