Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل حملة ديسانتيس للانتخابات الأميركية ميتة سلفا؟

هو يسرف في إنفاق المال، ولا يمكنه تجنب الحديث عن ترمب كما أنه يستغني عن موظفيه

كما هي الحال مع معظم الأشياء، فإن ترمب متقدم عليه بشكل كبير في جمع التبرعات (رويترز)

ملخص

يواجه ديسانتيس سلسلة من الأمور التي قد تشي بحجم المشكلات التي يواجهها في حملته لنيل ترشيح الحزب الجمهوري

على المرشحين الجمهوريين للرئاسة نشر تقاريرهم المالية الفصلية الجمعة المقبل. ونظراً إلى أنه لن تكون هناك منافسات حقيقية حتى فبراير (شباط) 2024، فإن جمع التبرعات واستطلاعات الرأي كثيراً ما يكونان أدق المقاييس لمعاينة كيفية أداء المرشح في هذه المرحلة المبكرة. وبالطريقة نفسها، يظهر الأداء القوي في الربع الأول من [فترة] جمع التبرعات مدى قدرة المرشح على الاستمرار لفترة أطول.

أُشيد بحاكم فلوريدا رون ديسانتيس لفترة طويلة من ناحية قدرته الكبيرة على جمع التبرعات. الرسالة التي أراد توجيهها إلى الناس بأنه شبيه بترمب لكن على نحو كفوء أتاحت له الوصول إلى المستويات الأعلى من طبقة المانحين الجمهوريين، وهم الأشخاص أنفسهم الذين ربما لم يعجبهم الرئيس السابق دونالد ترمب ولكنهم صوتوا له على رغم ذلك بسبب ترشيحاته القضائية وموافقته على [قرارات] خفض ضريبي ضخم.

لكن، وكما هي الحال مع معظم الأشياء، فإن ترمب متقدم عليه بشكل كبير في جمع التبرعات. وفي حين جمع ترمب 35 مليون دولار (نحو 26 مليون جنيه استرليني) في الربع الأخير، جمع ديسانتيس 20  مليون دولار فقط (نحو 15 مليون جنيه استرليني) في الربع الأول من حملته كمرشح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وللإنصاف، كان ترمب مرشحاً رسمياً منذ نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما أعلن ديسانتيس ترشحه نوعاً ما في منتصف دورة جمع التبرعات. في السياق ذاته، جمعت شركة "نيفر باك داون" Never Back Down وهي لجنة العمل السياسي الفائقة (Super PAC) المؤيدة لدي سانتيس [لجنة العمل السياسي الفائقة هي نوع من لجان العمل السياسي التي يمكنها جمع وإنفاق مبالغ غير محدودة من المال لدعم أو معارضة المرشحين السياسيين]، ما يقرب من 130 مليون دولار (نحو 99 مليون جنيه استرليني) في الربع الأخير، وهي علامة على وجود اهتمام كبير. لكن لا يسمح للمرشحين قانونياً بالتنسيق مع لجان العمل السياسي الفائقة، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إليهم لتحديد كيفية إنفاق الأموال.

في السياق ذاته، واجه ديسانتيس سلسلة من الأمور خلال عطلة نهاية الأسبوع التي قد تشير إلى حجم المشكلات التي يواجهها. فبحسب "إن بي سي نيوز" فإن ما يقرب من 14 مليون دولار (نحو 10 ملايين جنيه استرليني) من الأموال التي جمعها دي سانتيس جاءت من متبرعين قدموا له القدر الأعلى من المال الذي يسمح لهم القانون بالتبرع به لمرشح في كل دورة. وحتى الآن قام بإنفاق 7.9 مليون دولار بشكل سريع.

يعني هذا بشكل أساسي أنه ينفق مبالغ كبيرة من المال بيد أنه لم يعد بإمكانه العودة لمانحين كثر ساعدوه في المقام الأول. في هذه الأثناء، جاء حوالى ثلث الإسهامات في حملته من تبرعات أصغر، مما يوحي أنه يمكنه أن يواصل العودة إليهم لطلب المال.

وبالمثل، ذكر تقرير "إن بي سي" أن هناك رقماً هائلاً من الموظفين الذين يعملون لديه بلغ 92 موظفاً. بالمقارنة، فإن المرشح الذي يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد الموظفين، وهو السيناتور تيم سكوت (جمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا) لديه 54 موظفاً فقط، في حين أن لدى ترمب فريق موظفين مؤلفاً من 40 شخصاً فقط. ولقد واجه سلفاً مقارنات بحملة حاكم ولاية ويسكونسن السابق سكوت ووكر لعام 2016 الذي كان، مثل ديسانتيس حاكماً يتمتع بشعبية في الأوساط اليمينية، لكنه أعلن ترشيحه في وقت متأخر للغاية وتعرض لاتهامات بإدارة حملة ضخمة بحلول الوقت الذي خرج فيه من السباق قبل انطلاق المؤتمرات الحزبية في ولاية أيوا.

وهذا يؤدي إلى مشكلته التالية: فبحسب أليكس إيسينساد من مجلة "بوليتيكو" بدأت حملته بتسريح موظفيها، وإن كان عددهم أقل من عشرة وربما يذهب بعضهم إلى "نيفر باك داون".

خسارة الموظفين تعتبر أمراً طبيعياً إلى حد ما في حملات انتخابية عدة. حتى أن [المرشح الرئاسي السابق] جون ماكين كان قد واجه بعض حالات الخروج الصعبة [لموظفين لديه] في وقت مبكر من حملته لعام 2008 قبل أن يعود لولاية "نيو هامبشاير" وينتزع ترشيح الحزب الجمهوري. لكن بشكل عام، فإن فقدان الموظفين وسط انتشار قصص عن عدم وجود ما يكفي من المال من شأنه أن يعزز صورة ترشح لا ترقى إلى مستوى التوقعات.

كل ما سبق ولم نأخذ في الحسبان بعد العقبة الأكبر لحصول ديسانتيس على ترشيح الحزب الجمهوري، طبعاً دونالد ترمب. عادة ما تكون الانتخابات التمهيدية الرئاسية عبارة عن تدريبات في الافتراضات. ولكن نظراً إلى أن ترمب رئيس سابق راقت سياساته لمحافظين عدة، فإن ديسانتيس في موقف صعب إذ إنه مضطر إلى التنديد به لفشله في الوصول الى المستوى المأمول، في حين أنه يثني عليه أيضاً.

وكان هناك مثال ممتاز في اليومين الماضيين. فقد أطلّ على قناة "فوكس نيوز" الأحد الماضي وانتقد ترمب، قائلاً إن الرئيس السابق "وعد بتجفيف المستنقع [ولكن] لقد ازداد الأمر سوءاً". وأضاف أنه "وعد بأن تدفع المكسيك كلفة إقامة جدار حدودي. لقد أقاموا قرابة 50 ميلاً من الجدار. ولا تزال هناك مساحات شاسعة [مفتوحة لا يشملها الجدار]". (كما انتقد ترمب لأنه أضاف إلى الدين الوطني، لكنه أغفل حقيقة أنه صوّت لمصلحة عمليات الخفض الضريبي التي قام بها ترمب، وهو ما زاد من حجم الديون).

إلا أنه ظهر في اليوم التالي في [لقاء نظمته مجموعة] "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل"، وخلاله تجنب إلى حد كبير ذكر ترمب، غير أنه لم يستطع إلا أن يتحدث عن سياسات الرئيس الـ45 تجاه إسرائيل مثل نقل السفارة الأميركية إلى القدس و"اتفاقات أبراهام" ومعاهدات السلام التي توسطت إدارة ترمب من أجل إبرامها مع جيران إسرائيل العرب.

يحتاج ديسانتيس إلى كسب الأنواع [التالية] من الناخبين، وهم الناخبون المسيحيون الإنجيليون البيض (وبشكل متزايد أولئك الذين تعود أصولهم لأميركا اللاتينية) الذين يرغبون في انتخاب [رئيس] محافظ مسيحي حقيقي. لكن ديسانتيس سيواجه صعوبة في انتزاع هؤلاء الناخبين [من ترمب] على رغم حقيقة أنه كاثوليكي متدين وأن ترمب لا يعتبر زعيماً متديناً.

وقبيل نهاية خطابه، تحدث ديسانتيس عن الذكرى الـ 75 لتأسيس إسرائيل وكيف أن الجميع استبعدوا [استمرار] الدولة.

وقال "نعم، كان لديهم [المؤسسون] حليف هو الولايات المتحدة الأميركية، لكن كان معظم الحلفاء الحقيقيين نادرين إلا أنهم قاتلوا". وتابع "لقد كانوا على استعداد للدفاع عن الحق. وقالوا إنهم سوف يتأكدون من أنهم لن يُهجّروا من أرض إسرائيل مرة أخرى أبداً".

قد يقول المرء إن ديسانتيس يرى نفسه في الموقف ذاته لأنه يأمل في الوقوف [كما لو كان ديفيد] في وجه ترمب جالوت. [في القصة، يهزم داوود، وهو راعٍ شاب، العملاق جالوت بحبال وحجر، على رغم كونه أصغر وأضعف منه بكثير].

© The Independent

المزيد من تحلیل