Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصف سكان إيران يتأثرون بالعواصف الترابية

هجرة داخلية وإصابات لمرضى القلب والجهاز التنفسي وارتفاع حوادث السير

الرياح الموسمية في إيران أصبحت أكثر شدة وقد تستمر إلى فترات زمنية أطول (مواقع التواصل)

ملخص

تتعرض إيران خلال شهور الصيف إلى عواصف ترابية تؤثر على كثير من المرضى وتقف خلف حوادث السير والهجرة الداخلية

مع زيادة شدة العواصف الترابية في عدد من محافظات شرق وجنوب شرقي وشمال شرقي إيران، أعلن رئيس إدارة تلوث الهواء والتغير المناخي في وزارة الصحة، أن نحو نصف سكان البلاد يتأثرون بالعواصف الترابية الضارة بالصحة.

وبناءً على ما صرح به شاهسوني، فإن محافظة سيستان وبلوشستان وجنوب خراسان وكرمان وكرمانشاه وإيلام وخوزستان وبوشهر هي من المحافظات الأكثر عرضة للخطر، إلا أنه ومع استمرار الظروف الحالية، قد تتأثر المحافظات الوسطى مثل قم وفارس وأراك بالعواصف الرملية والترابية أيضاً.

في مقابلة أجرتها وكالة "إيسنا" للأنباء مع رئيس إدارة تلوث الهواء والتغير المناخي، تحدث عن خطورة العواصف الترابية والرملية على صحة الإيرانيين، مشيراً إلى أن الجزيئات الموجودة فيها هي مركبات معدنية من السيليكا والحديد والألمنيوم، وأن الوفيات وفقدان البصر ومضاعفات القلب والجهاز التنفسي وزيادة نسبة الحوادث المرورية تعد من عواقبها.

وعن وضع الرياح الموسمية في محافظة سيستان وبلوشستان، أوضح شاهسوني أنه وبسبب موجات الجفاف المتتالية التي تعانيها البلاد، فإن الرياح الموسمية أصبحت أكثر شدة وقد تستمر إلى فترات زمنية أطول، مضيفاً أنه من المحتمل استمرار هذه المشكلة، وقد تشهد المحافظات في الغرب وجنوب غربي البلاد الأزمة نفسها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومضى في حديثه بقوله، إنه في عام 2022، كانت "زابل" أكثر المدن الإيرانية تلوثاً بسبب العواصف الترابية، لأن متوسط التركيز السنوي للجسيمات العالقة في سماء المدينة سجل أكثر من 80 ميكروغراماً لكل متر مكعب، وهو ما يزيد على 16 ضعف معايير منظمة الصحة العالمية، وستة أضعاف المعايير السنوية في البلاد.

وبحسب هذا المسؤول بوزارة الصحة الإيرانية، فإن تلوث الهواء في مدينة زابل لعام 2023، كان خطراً على جميع الفئات العمرية ولمدة 30 يوماً في الأقل. ومنذ بداية العام الإيراني، الذي ينطلق في 21 مارس (آذار) راجع المراكز الطبية 3468 شخصاً، بينهم 1224 كانوا يعانون من الأمراض القلبية و1723 يعانون من الأمراض النفسية، و448 شخصاً ذهبوا إلى المراكز الطبية بسبب مشكلات في العيون، بينما 272 بسبب الحوادث المرورية.

بدوره، أعلن سكرتير مكتب إدارة الأزمات في محافظة سيستان وبلوشستان، مجيد محبي، أنه منذ الأربعاء الماضي، أدخل 474 شخصاً إلى المستشفيات بسبب حدوث عاصفة رملية شديدة، منهم 30 شخصاً يرقدون حالياً في المستشفى.

أما سكرتير مكتب إدارة الأزمات في محافظة سيستان وبلوشستان، مجيد محبي، فسبق وتحدث قبل أسبوعين عن أنه مع بدء الرياح الموسمية التي عادة ما تستمر 120 يوماً في سيستان وبلوشستان، راجع 1000 شخص في الأقل المراكز الطبية بمدينة زابل وزهك وهامون وهيرمند ونيمروز، وتم نقل 162 منهم إلى المستشفيات في المحافظة.

وأغلقت العواصف الرملية، يوم الثلاثاء الماضي، الدوائر الحكومية والمراكز الرياضية والتعليمة في مدينة مشهد. وقال رئيس مركز مراقبة التلوث البيئي في بلدية مشهد، رضا إسماعيلي، إن نسبة تركيز الجسيمات العالقة في سماء المدينة وصلت سبعة أضعاف المعيار السنوي في إيران.

وفي الوقت الذي أعلن فيه أن الطقس في محافظة سيستان وبلوشستان شديد التلوث، أكد مدير العلاقات العامة في إدارة السكك الحديدية في خراسان، أن العاصفة الرملية والظروف الجوية السيئة ألغت رحلة القطار من مشهد إلى سرخس.

وانتشرت في الأيام القليلة الماضية، مقاطع فيديو عدة لعواصف رملية شديدة جداً في المحافظات الشرقية والشمالية الشرقية في إيران. وأظهرت الإحصاءات أن نسبة الإصابة بمرض السل في محافظة سيستان وبلوشستان هي الأكثر بالبلاد خلال السنوات الأخيرة. ويبدو انتشار هذا المرض في المحافظة أعلى بثلاث مرات من نسب الإصابة في عموم البلاد.

وعادة ما تبدأ الرياح الموسمية في سيستان وبلوشستان بنهاية الربيع وتستمر حتى منتصف أغسطس (آب) من كل عام، إلا أنه في السنوات الأخيرة ونظراً لانخفاض الرطوبة والجفاف، ازدادت هذه الفترة الزمنية. وباتت تمتد العواصف الرملية حتى منتصف سبتمبر (أيلول) وفي بعض الأحيان إلى أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام. وهذه العواصف التي تتسبب بانتشار التربة والغبار الملوث في الهواء تقف خلف كثير من الأمراض.

كان رئيس منظمة حماية البيئة في إيران، علي سلاجقة، قال إن العواصف الترابية والرملية أثرت على 26 محافظة إيرانية، لافتاً إلى 270 مليون هكتار من مراكز الغبار والرمال حول إيران، وأن هذه المراكز تنتج 127 طناً من الرمال والغبار.

ما بين هذا وذاك، تلعب العواصف الترابية دوراً في الهجرات الإقليمية بإيران، إذ قال عضو الهيئة التدريسية بجامعة تبريز، مهدي زرغامي، في أحد الاجتماعات التخصصية، إنه خلال عام واحد، وبسبب التحديات في هيرمند وأفغانستان، هاجرت 10 آلاف عائلة من مدينة زابل إلى مناطق أخرى في البلاد.

 

نقلا عن "اندبندنت فارسية"

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة