ملخص
الهجوم المضاد" يواجه صعوبات في اختراق المواقع المحصنة بشدة جنوب البلاد وشرقها وسط تضارب الآراء في شأن تقييم الموقف الميداني
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن أوكرانيا استعادت نصف الأراضي التي استولت عليها روسيا منذ بداية الحرب لكن كييف تواجه "معركة صعبة للغاية" لاستعادة مزيد من الأراضي.
وأضاف في مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الإخبارية اليوم الأحد، "استعادت أوكرانيا بالفعل نحو 50 في المئة من الأراضي التي استولت عليها روسيا في البداية".
وتابع "ما زلنا إلى حد ما في الأيام الأولى من الهجوم المضاد. الأمر صعب. لن ينتهي خلال أسبوع أو أسبوعين. نظن أنه سيستمر أشهراً عدة".
تأتي تصريحات بلينكن وسط توعد أوكرانيا، الأحد، روسيا بـ"الرد" على هجوم ليلي عنيف بالصواريخ على مدينة أوديسا الساحلية أدى الى مقتل شخصين وتضرر كاتدرائية تاريخية،
بينما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال استقباله نظيره البيلاروسي وحليفه ألكسندر لوكاشنكو "فشل" هجوم كييف المضاد.
وقال لوكاشنكو لبوتين "لا يوجد هجوم مضاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "تاس" الروسية، ليردّ عليه الأخير "ثمة هجوم، لكنه مني بالفشل".
وتوعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بـ"رد انتقامي ضد الارهابيين الروس من أجل أوديسا".
وبدأت الآمال تتلاشى في أن تتمكن أوكرانيا سريعاً من إخراج القوات الروسية من أراضيها في أعقاب الهجوم المضاد الذي بدأته في الصيف نظراً إلى الصعوبات التي تواجهها قواتها في اختراق المواقع الروسية المحصنة بشدة في جنوب البلاد وشرقها.
ونقل عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أواخر الشهر الماضي قوله إن التقدم في مواجهة القوات الروسية "أبطأ مما هو منشود" لكن كييف لن تسرع وتيرته تحت الضغوط.
قصف روسي متواصل
فيما أعلنت كييف أن هجوماً جوياً روسياً على ميناء أوديسا جنوب البلاد في وقت مبكر صباح اليوم الأحد أسفر عن سقوط قتيل و19 مصاباً، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهجوم الأوكراني المضاد "فشل"، وذلك خلال استضافته نظيره وحليفه المقرب رئيس بيلاروس ألكسندر لوكاشينكو في سانت بطرسبورغ اليوم الأحد.
ونقلت وكالات أنباء روسية عن لوكاشينكو قوله "لا يوجد هجوم مضاد". ورد بوتين قائلاً "إنه يوجد، لكنه فشل".
وبدأت أوكرانيا هجومها المضاد الذي طال انتظاره الشهر الماضي، لكنها لم تحقق حتى الآن سوى مكاسب صغيرة أمام القوات الروسية المتحصنة التي تسيطر على أكثر من سدس أراضيها بعد ما يقرب من 17 شهراً من الحرب.
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي الثلاثاء الماضي إن الهجوم الأوكراني "أبعد ما يكون عن الفشل" لكنه سيكون طويلاً وصعباً ودموياً.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن أوكرانيا استعادت نحو 50 بالمئة من الأراضي التي استولت عليها روسيا، مضيفاً أن الهجوم الأوكراني المضاد سيستمر عدة أشهر.
وأضاف في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية اليوم الأحد "استعادت (أوكرانيا) بالفعل نحو 50 بالمئة من الأراضي التي استولت عليها روسيا في البداية".
وأضاف "ما زلنا إلى حد ما في الأيام الأولى من الهجوم المضاد. إنه قوي... لن ينتهي الأمر خلال أسبوع أو أسبوعين. نظن أنه سيستمر عدة أشهر".
ونقلت قناة على تطبيق "تيليغرام" مرتبطة برئيس بيلاروس عن لوكاشينكو قوله بنبرة مازحة إن مقاتلي مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، الذين يدربون قوات بيلاروس حالياً، حريصون على عبور الحدود إلى بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي.
وقال لوكاشينكو بحسب القناة "بدأ رجال فاغنر يضغطون علينا - يريدون الذهاب غرباً (دعنا نذهب في رحلة إلى وارسو وزوسوف)". وأكد "نحن نسيطر على ما يجري (مع فاغنر). مزاجهم سيئ". ولم يكن هناك ما يشير إلى أن الفكرة كانت تروق للوكاشينكو بجدية.
وقالت وزارة الدفاع في بيلاروس الخميس الماضي إن مقاتلي "فاغنر" شرعوا في تدريب القوات الخاصة في بيلاروس بنطاق عسكري على بعد أميال قليلة من الحدود البولندية.
وتحرك بولندا قوات إضافية نحو الحدود مع بيلاروس رداً على وصول قوات "فاغنر" إلى بيلاروس التي انتقلوا إليها بعد تمرد قصير في روسيا الشهر الماضي.
ورداً على ذلك حذر بوتين بولندا أول من أمس الجمعة من أن أي اعتداء على بيلاروس سيعتبر هجوماً على روسيا. وقال إن موسكو ستستخدم كل الوسائل لديها للرد على أي عداء تجاه مينسك.
وقال الكرملين إن لوكاشينكو يقوم بزيارة عمل لروسيا وسيجري محادثات مع بوتين حول تعزيز "الشراكة الاستراتيجية" بين البلدين.
وعلى رغم أن لوكاشينكو لم يرسل قواته إلى أوكرانيا، فإنه سمح لموسكو باستخدام أراضي بلاده لشن هجومها العسكري الشامل على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، ومنذ ذلك الحين يلتقي بوتين بشكل متكرر.
وأجرى البلدان تدريبات عسكرية مشتركة عدة، وفي يونيو (حزيران) الماضي سمح لوكاشينكو باستخدام بلاده كقاعدة للأسلحة النووية الروسية، وهي خطوة ندد بها الغرب على نطاق واسع.
هجوم روسي
في المقابل قال مسؤولون أوكرانيون إن هجوماً جوياً روسياً على ميناء أوديسا جنوب البلاد في وقت مبكر صباح اليوم الأحد أسفر عن سقوط قتيل و19 مصاباً وألحق أضراراً جسيمة بكنيسة أرثوذكسية.
وكتب حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر على تطبيق "تيليغرام"، "أوديسا: هجوم ليلي آخر للوحوش".
وتسبب الهجوم الصاروخي في سقوط قتيل و19 مصاباً من بينهم أربعة أطفال، كما دمر ستة منازل وبنايات سكنية. وقال كيبر إن 14 شخصاً نقلوا للمستشفى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت الإدارة العسكرية لأوديسا إن كاتدرائية سباسو-بريوبراجينسكي أو كاتدرائية التجلي تضررت بشدة. وتقع الكنيسة الكبرى في أوديسا بوسط المدينة التاريخي، وهو أحد المواقع المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي.
وقال رئيس شمامسة الكاتدرائية آندري بالتشوك لـ"رويترز" إن الضربة الصاروخية أشعلت حريقاً أثر في جانب واحد منها والذي يضم قطعاً فنية دينية غير تاريخية معروضة للبيع للمصلين.
وتابع قائلاً "عندما أصيب المذبح الأيمن للكنيسة، وهو من أقدس أجزاء الكاتدرائية طارت شظية صاروخية عبر الكاتدرائية بأكملها وضربت المنطقة التي نعرض فيها الأيقونات والشموع والكتب للبيع".
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية إن الكاتدرائية "تعرضت للتدمير مرتين" إحداهما بيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومرة أخرى على يدي الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين.
والكاتدرائية التي يعود تاريخها لأوائل القرن الـ19 تدمرت في 1936 في إطار حملات مناهضة للأديان شنها ستالين، ولم يعد بناؤها إلا عندما نالت أوكرانيا استقلالها عن موسكو في 1991.
ودمرت أجزاء من البناية وغطى الركام الأرضيات وسقطت أجزاء كبيرة من الجدار المزخرف للكاتدرائية. وجاء سكان من المنطقة المحيطة للمساعدة في رفع الركام.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية تنفيذ ضربات على أهداف في المنطقة لكنها نفت استهداف الكاتدرائية وقالت إن ما ضرب البناية هو على الأرجح صاروخ أوكراني مضاد للطائرات.
وتنفذ روسيا هجمات على أوديسا بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ أن انسحبت الإثنين الماضي من اتفاق استمر عاماً للسماح بتصدير آمن للحبوب الأوكرانية عبر موانئ مطلة على البحر الأسود. وكانت موانئ أوديسا هي نقاط المغادرة لشحنات الحبوب في الاتفاق الذي أبرم بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد بالهجوم وتعهد بالرد. وقال على "تويتر"، "لا يمكن أن يكون هناك مبرر للشر الروسي. كالعادة هذا الشر سينهزم. وسنرد بتأكيد ما فعله الإرهابيون الروس في أوديسا. سيشعرون بوطأة هذا الرد".
وأصدرت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني بياناً نددت فيه بالهجوم وعرضت المساعدة في إعادة بناء وترميم الكاتدرائية.
وقالت "المعتدون الروس يدمرون مستودعات الحبوب ويحرمون الملايين من الجائعين في العالم من الغذاء. ويصيبون حضارتنا الأوروبية بالفاجعة بتدمير رموزها المقدسة".
صاروخ أوكراني
وقالت وزارة الدفاع الروسية في إفادتها اليومية إنها ضربت أهدافاً "يجري فيها الإعداد لهجمات إرهابية" في منطقة أوديسا وإن كل الأهداف دمرت.
وقالت الوزارة في بيان منفصل إن التقارير الأوكرانية عن ضربة روسية على الكاتدرائية كاذبة، وإن الأهداف في أوديسا تحددت على "مسافة آمنة" من مجمع الكاتدرائية. وأشارت إلى أن "السبب المرجح" للضرر الذي تعرضت له الكاتدرائية هو صاروخ أوكراني مضاد للطائرات.
وتقصف روسيا أوديسا ومنشآت أخرى لتصدير الأغذية في أوكرانيا بشكل شبه يومي على مدى الأسبوع الماضي.
وقال مدونون عسكريون مؤيدون للكرملين على مدى الأسبوع الماضي إن روسيا غيرت أساليبها في الهجمات الجوية واستخدمت مزيجاً من الأسلحة بطريقة "الأسراب الضخمة" الواحد تلو الآخر، ويقولون إن ذلك يجعل من الأصعب نجاح أي دفاعات في صد تلك الهجمات.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية على تطبيق "تيليغرام" في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد إن روسيا شنت هجوماً بصواريخ أونيكس عالية الدقة وصواريخ كروز من طراز كاليبر على أوديسا.
وذكرت الإدارة العسكرية للمدينة أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت تسعة صواريخ من أصل 19 تم إطلاقها على أوديسا والمنطقة المحيطة.
ووصفت روسيا من قبل هجماتها على أوديسا بأنها "انتقام من هجوم أوكراني الأسبوع الماضي على جسر بنته روسيا ويربطها بشبه جزيرة القرم". وضمت روسيا القرم من أوكرانيا في 2014. واتهمت موسكو كييف بأنها تستغل اتفاق ممر الحبوب لشن "هجمات إرهابية".
والكنيسة التي تعرضت لضربة اليوم الأحد تابعة للكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية المرتبطة بموسكو وهي ثاني أكبر كنائس أوكرانيا. ويتبع معظم الأرثوذكس الأوكرانيين طائفة أخرى تشكلت قبل أربع سنوات من خلال توحيد طوائف مستقلة عن السلطة الروسية.
واتهمت كييف من قبل الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية بالحفاظ على الصلات مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية المؤيدة للهجوم العسكري والتي كانت كنيستها الأم، لكن الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية تقول إنها قطعت الصلات بها في مايو (أيار) من العام الماضي بعد بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.