Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا لم تتنازل آسيا وأوروبا عن حلم غزو الفضاء؟

تهتمان أكثر بتوظيف مشاريع كهذه لمصلحة أهداف علمية ووطنية

وصل سباق تسليح الفضاء الخارجي وما سمي بـ "حرب النجوم" ذروته حديثاً في 2015 (اندبندنت عربية)

ملخص

لا قرار معلناً بشأن التنازل عن حلم غزو الفضاء أوروبياً وآسيوياً ولم يعلن حتى عن تأجيل الحلم لكن الواقع يقول إن ناسا هي وارثة ذلك الحلم

الوكالتان الفضائيتان الأوروبية والآسيوية - الصينية، أقل التزاماً بتحقيق حلم غزو الإنسان الفضاء، ضمن صيغته الإعلامية والخيالية، التي روجت لها وسائل إعلام، قرناً من الزمن، ويظهر ذلك من خلال نظرة على ميزانية كل منهما، والتي تحدد أيضاً أولوياتهما ضمن النشاطات الفضائية، التي أخذت تتجه نحو توظيف قدرات هذا المشروع ضمن الواقع السياسي للدولة، علمياً ووطنياً، بدلاً من توظيفه ربحياً، أو التلاعب بمشاعر البشرية التواقة لاستعمار الفضاء من خلال ادعاء القدرة على تحقيق إنجاز وصفه كثيرون بأنه ما زال بعيد المنال في وقتنا هذا، إذ لا يوجد، حتى الآن، قرار معلن بشأن التنازل عن حلم غزو الفضاء أوروبياً وآسيوياً، ولم يعلن حتى عن تأجيل الحلم، لكن الواقع يقول إن وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" هي وارثة ذلك الحلم، لأنها المعنية أكثر من غيرها بإنجازه، في وقت ظهر أخيراً، وفق مقالة طويلة بعنوان "عسكرة الفضاء الخارجي: لا رؤية تحليلية"  للدكتورة رغدة البهي من جامعة القاهرة، أن هناك جنوحاً صينياً - روسياً، نحو دمج مشاريع وأنشطة الفضاء الخارجي مع توجهات الدول العظمى حربياً، ما ترتبت عليه قرارات سياسية للاتحاد الأوروبي، وتشير دراسات عبر الموسوعة العلمية الأوروبية والإنترنت أن "حرب النجوم" أو ما يعرف بتسليح الفضاء، بلغت حديثاً، عام 2015، تحديداً ذروتها، إذ "أنشأت الصين في هذا التاريخ قوة فضائية دفاعية كجزء من قوة الدعم الاستراتيجي لجيش التحرير الشعبي التي تضم أيضاً الحرب السيبرانية"، فيما "عارض الاتحاد الأوروبي مقترحات الصين وروسيا لتقييد تسليح الفضاء" بدعوى عدم وضوحها وعدم شموليتها.

المسبار الأوروبي "جوس"

وأكد جوزف أشباخر المدير العام لوكالة الفضاء الأوروبية أخيراً أن مهمة "جوس" هي أهم بعثة للفضاء في هذا العقد، والأكثر اتقاناً على الإطلاق في المسبارات التي أرسلت حتى اليوم إلى كوكب المشتري، وبلغت كلفته 1.6 مليار دولار، وهي أول مهمة أوروبية تدخل النظام الشمسي الخارجي الذي يبدأ بعد المريخ، ما يعني أن وكالة الفضاء الأوروبية تسير أبطأ من "ناسا"، لكن بقدر أكبر من الجدية والواقعية، فالمسبار "جوس" الذي سوف يصل المشتري، عام 2031، ينافس بقوة "الطفل المدلل" لوكالة الفضاء الأميركية وهو المسبار "جيمس ويب" الذي زادت كلفته على 10 مليارات دولار، لحظة صنعه، ووصف بعض مسؤولي "ناسا" مهمته بأنها "إعادة كتابة كتب تاريخ الكون"، ومع ذلك، تأخر إرسال "جيمس" 15 عاماً من تاريخ التخطيط لإطلاقه الذي كان مقرراً عام 1996، وجاء التأجيل لأسباب فنية أو بيئية أو مالية، حتى أصبح "جيمس" أغلى الأجهزة العلمية في تاريخ البشرية.

"كتاب أبيض"

وجاء في مقدمة "كتاب أبيض" بعنوان "برنامج الفضاء الصيني: منظور عام 2021" الذي نشره المكتب الإعلامي لجمهورية الصين الشعبية، على لسان الرئيس الصيني شي جينبينغ: "استكشاف الكون الشاسع وتطوير صناعة الفضاء وتحويل الصين إلى قوة فضائية هو حلمنا الأبدي"، وبهذا يؤكد الرئيس الصيني أن بلاده لن تتنازل عن حلم غزو الفضاء على رغم التحولات التي تطرأ على هذا المشروع نتيجة ما يجد في العالم من حروب ونزاعات تتدخل فيها صناعة الفضاء في وقتنا هذا بشكل حاسم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول مصادر المستشارية الأوروبية إن ميزانية الفضاء الصينية بلغت 1.3 مليار دولار، عام 2018، وهو التاريخ الذي خفضت فيه الوكالة الأميركية ميزانيتها وأجلت حلمها بناء على ذلك لمدة تقرب من عقدين مقبلين وفق تصريحات غريس دوغلاس مديرة برنامج "تشابيا"، وتضم وكالة الفضاء الوطنية لجمهورية الصين الشعبية التي تأسست رسمياً، عام 1993، كلاً من إدارة الفضاء الوطنية الصينية ومؤسسة علوم وتكنولوجيا الفضاء الجوي، والأخيرة تعد مسؤولة عن النشاطات السياسية لهذا البرنامج، وتمثل الوكالة الصينية ثاني أكبر وكالة فضاء بعد وكالة الولايات المتحدة الأميركية.

تراجع "ناسا" والريادة الأوروبية

ووصلت الوكالة الأوروبية للفضاء، عام 2003، إلى مرحلة الريادة من خلال الصاروخ "أريان" الذي ظل عاملاً، منذ 1988 وحتى 2018، حققت الوكالة 82 مهمة ناجحة، وفي 2011، نصت منشورات صحافية على أن روسيا هي الشريك الأول لوكالة الفضاء الأوروبية، بوصفها منظمة حكومية دولية مكرسة لاستكشاف الفضاء وتضم 22 دولة منها فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا والنمسا وبلجيكا، ويعد البلدان الأخيران عضوين دائمين وفق اتفاقية شراكة في 2008، ويعمل لدى الوكالة الأوروبية 2200 موظف وتعمل معها مؤسسات عدة مجاورة لمقرها في باريس منها: المركز الأوروبي للبحث الفضائي والتقني والمركز الأوروبي لرواد الفضاء، ومركز عمليات الفضاء الأوروبية والمعهد الأوروبي للأبحاث الفضائية ومركز علم الفلك والفضاء الأوروبي.

ويأتي ذلك في ظل انهماك وكالة الفضاء الأميركية في مشكلات تجارية جانبية منها الرد على دعوى قضائية من شركة "بلو أوريجين" للرحلات الفضائية، عام 2021، التي اتهمت "ناسا" بالإخلال بالتزاماتها إذ منحت عقد هبوط على سطح القمر بقيمة 2.9 مليار دولار لشركة "سبيس إكس" حصرياً، وقالت كاثي لوديرز رئيسة الاستكشاف البشري في "ناسا" إن الميزانية الحالية للوكالة تمنعها من اختيار شركتين لهذه المهمة بعد أن منحها الكونغرس 850 مليون دولار من إجمالي مبلغ 3.3 مليار دولار طلبتها للمشروع، وأكد لوديرز أن "ناسا" أملت من خلال برنامج "أرتميس" إعادة الرحلات البشرية المأهولة إلى القمر للمرة الأولى منذ 1972، وهو ما عدّه كثيرون من المراقبين تقدماً أوروبياً وآسيوياً في مجال الفضاء وتراجعاً ملحوظاً في قدرات وكالة الفضاء الأميركية التي انهمكت في منافسات ربحية تحول دون تحقيق حلمها وحلم البشرية الطموح حالياً.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم