ملخص
تكمن تناقضات أردوغان في إيمانه بالبراغماتية في سياساته فقد سعى إلى تقديم نفسه في المنطقة خليفة للمسلمين فتحدى إسرائيل وقاد اقتصاد بلاده نحو الازدهار مستحدثاً نموذجاً في الحكم يمزج بين الإسلاموية والديمقراطية
عندما زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القاهرة في سبتمبر (أيلول) 2011، وكان حينها رئيساً للوزراء، احتشد عدد من المصريين وهتفوا له لدى مغادرته مقر جامعة الدول العربية "أهلا بك أردوغان" ملوحين بالعلم التركي. في ذلك الوقت كان الرجل يمثل ذلك القائد الذي تحدى إسرائيل وقاد اقتصاد بلاده نحو الازدهار مستحدثاً نموذجاً في الحكم يمزج بين الإسلاموية والديمقراطية.
استندت شعبية أردوغان في العالم العربي خلال تلك الفترة على عدة أحداث بداية من حادثة السفينة "مافي مرمرة"، إحدى سفن أسطول الحرية الذي قاده مجموعة من النشطاء لكسر حصار غزة. السفينة التركية التي كانت تحمل على متنها أكثر من 500 ناشط معظمهم أتراك، تعرضت لهجوم من قوات الكوماندوز التابعة للبحرية الإسرائيلية في 31 مايو (أيار) 2010، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وفشلت القافلة في مهمتها نحو القطاع، وسرعان ما توترت الأمور بين أنقرة وتل أبيب وخفضت تركيا تمثيل إسرائيل الدبلوماسي لديها إلى مستوى السكرتير الثاني، بما يعني عملياً طرد دبلوماسيين إسرائيليين، بعد أن صدر تقرير من الأمم المتحدة في شأن تلك المداهمة.
كانت ثورات الربيع العربي عام 2011 بمثابة فجر جديد لتلألؤ نجم أردوغان في العالم العربي، فبرز النموذج التركي كمثال يمكن الاقتياد به لتحقيق الديمقراطية التي تقودها جماعات أيديولوجية، وكان ذلك عاملاً دفع دوائر مراكز الأبحاث الغربية وحتى بعض القوى السياسية المحلية إلى تأييد وصول الإخوان للسلطة في مصر عام 2012. فارتبط أردوغان وجماعات الإسلام السياسي في المنطقة العربية بعلاقة من الدعم والمصلحة المتبادلة التي زادت من شعبية الأول خلال العقد الماضي، لا سيما في النصف الأول منه. ففي دعم الانتفاضات العربية كانت زيارات أردوغان إلى تونس والقاهرة وطرابلس بمثابة احتفاء وتوطيد لشعبيته، كما أن دعمه القوي للفلسطينيين لبعض الوقت جعل من "طيب" اسماً مشهوراً يطلق على الأطفال في غزة.
الأكثر شعبية
في أواخر عام 2012 أظهر استطلاع أجراه مركز بيو للرأي في العام العربي أن أردوغان هو الزعيم الأكثر شعبية في المنطقة ويحظى باحترام كبير بين كثير من العرب. وفي يونيو (حزيران) 2019، كشف استطلاع أجرته شبكة البارومتر العربي لصالح القسم العربي من هيئة الإذاعة البريطانية في الفترة من أواخر 2018 وحتى ربيع 2019، أن الرئيس التركي يحظى بصورة إيجابية كثيراً في العالم العربي وتحديداً في الجزائر والأراضي الفلسطينية والأردن والسودان يليهم بدرجة أقل المغرب وتونس واليمن والعراق، ذلك على رغم أنه وحزبه العدالة والتنمية كان قد مني بهزيمة ساحقة ومفاجئة في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول الحاسمة سياسياً خلال تلك الفترة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
العضو السابق في البرلمان التركي والمدير الحالي لبرنامج تركيا لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، أيكان إردمير تحدث لـ"اندبندنت عربية"، بقوله إن أردوغان قدم تركيا كنموذج للديمقراطية الإسلامية، على رغم أنه سرعان ما انقلب وبات يهاجم المؤسسات الديمقراطية بضراوة في سعيه إلى توطيد سلطته. وفي سنواته الأولى كرئيس للوزراء حقق تقدماً اقتصادياً كبيراً، ومع ارتفاع الدخل بشكل حاد ارتفعت شعبيته كذلك، لكن منتقديه - وحتى بعض المعجبين به - يقولون إنه انغمس في محاربة أعدائه الحقيقيين والمتصورين، لدرجة أنه ضل طريقه حتى أصبح مشتتاً بسبب أوهام العظمة الإمبراطورية وألحق أضراراً بالغة بالمؤسسات الضرورية لديمقراطية فاعلة.
ويقول مراقبون إن طموحات أردوغان تضخمت خارج حدوده جزئياً بسبب الاضطرابات التي حدثت في العقد الماضي بالأراضي العربية، ولكن أيضاً بسبب الافتقار الدراماتيكي للقيادة العربية السنية في تلك الفترة، في الوقت الذي تقوم فيه إيران (الفارسية) بتشكيل محور عربي شيعي عبر بلاد الشام إلى البحر المتوسط، فيما أن أحلام "السلطان" في الأراضي العثمانية القديمة، جنباً إلى جنب مع سلسلة الانتفاضات العربية التي دفعت بالأحزاب الإسلامية إلى الأمام، قد تضافرت مع طموحه في أن يصبح الزعيم السني الأعلى.
وتقول الزميلة لدى المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أسلي أيدينتاسباس، إن تركيا دعمت فروع جماعة الإخوان المسلمين في جميع أنحاء المنطقة، وأيدت الانتفاضات العربية، ودانت علانية السياسات الداخلية لدول المنطقة، ووسعت أنشطتها العسكرية في سوريا والعراق، وفي شرق البحر المتوسط وضعت دبلوماسية الزوارق الحربية في مواجهة تكتل يضم دولاً كبرى بالمنطقة.
الدين كلمة السر
يلخص الزميل لدى معهد بايكر للسياسة العامة في جامعة رايس، قدير يلدريم، قدرة أردوغان على استقطاب المؤيدين في مختلف أنحاء المنطقة، في التركيز على سياسته الخارجية المستقلة وإدارته الاقتصادية والدينية الناجحة مع حفاظه على مظهر من مظاهر الديمقراطية الانتخابية. ويضيف أن الدين لعب دوراً أساسياً في شعبية أردوغان، فوفق نتائج استطلاع أجراه معهد بايكر للسياسة العامة، فإن السياسيين الذين يمزجون الخطاب الديني مع الخطاب السياسي يتمتعون بنسب تأييد كبيرة وهم موضع ثقة شديدة لدى الرأي العام، وذلك بمعدلات تفوق التأييد والثقة الممنوحين للسلطات الدينية التقليدية أو المسؤولين الدينيين الحكوميين. ويتقن أردوغان بالفعل هذه المهارة، وهذا ما تؤكده قدرته على كسب مستويات هائلة من الدعم من الأشخاص الذين أيدوا اضطلاع القادة الدينيين بدور سياسي أكبر وعرفوا عن أنفسهم بأنهم إسلاميون، ولا ينظر إلى أردوغان فقط بأنه شخصية سياسية بل أيضاً سياسية-دينية ويتمتع بالثقة عندما يتحدث عن الدين.
ولطالما استخدم أردوغان الخطاب الديني الإسلامي لتقديم نفسه بصفته المدافع عن المسلمين على رغم التصرفات المتناقضة في هذا الجانب وغيره من القضايا التي حظي على شعبية بموجبها بين العرب. ففي يونيو الماضي انتقد الرئيس التركي السويد بشدة لسماحها لمتظاهر بإحراق صفحات من نسخة من المصحف، قائلاً في تصريحات متلفزة "عاجلاً أم آجلاً سنعلم رموز الغطرسة الغربية أن إهانة المسلمين ليست حرية فكر"، لكن عقب ذلك بأقل من أسبوعين وافق أردوغان على تأييد انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي خلال القمة التي انعقدت منتصف يوليو (تموز) الجاري، في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، إذ كانت أنقرة تعرقل انضمام ستوكهولم إلى حلف شمال الأطلسي وتتهمها بإيواء نشطاء أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين.
تغير موقف أردوغان في شأن عضوية السويد يعود إلى الهدف من مناورته، فكعادة الرئيس التركي فإنه يستغل الفرص لتحقيق أقصى استفادة ممكنة، إذ تغير موقفه بعد تنازلات حصل عليها من حلفاء الناتو مثل تعهد أميركي بتمرير صفقة مقاتلات (أف-16)، وتعهدت السويد بدعم جهود تنشيط عملية انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وتحديث الاتحاد الجمركي بين الطرفين وتحرير التأشيرات، تلك العملية التي تجمدت بعد سلسلة من عمليات قمع المعارضة التركية بالداخل واعتقال الآلاف، فضلاً عن سياسات إقليمية عدائية نحو الجيران. ليس ذلك فحسب، بل استطاع إظهار أن بلاده تعاني الإرهاب ودفع السويد إلى التعهد بالتعاون معه في هذا الصدد.
في إطار تناقضات أردوغان أيضاً، برزت تصريحات الرئيس التركي المتناقضة على السطح أيضاً في قضية مسلمي الإيغور. ففي حين شن أردوغان، في تعليقات سابقة، هجوماً على بكين في شأن هذه القضية، ووصفت وزارة الخارجية التركية ما يحدث من اضطهاد لأقلية الإيغور المسلمة التي تتحدث التركية بأنه "عار كبير على الإنسانية"، إلا أنه خلال لقائه نظيره الصيني شي جينبينغ في قصر الشعب ببكين يوليو 2019 تراجع أردوغان عن موقفه ليقول "إن الأقليات الإثنية في إقليم شينغيانغ تعيش بسعادة".
وكشفت صحيفة "صنداي تلغراف" البريطانية فيما بعد عن تعاون أردوغان مع الصين في عمليات ترحيل مسلمي الإيغور الموجودين على الأراضي التركية، وذلك عبر دولة ثالثة. وأورد تقرير الصحيفة شهادات حية لعائلات بعض الضحايا ممن جرى احتجازهم في سجون تركيا، قبل نقلهم إلى طاجيكستان، استعداداً لترحيلهم إلى الصين، ومن بينهم نساء تجاوزت أعمارهن الأعوام الخمسين.
براغماتية أردوغان
يقول مراقبون إن قضية الإيغور بالنسبة إلى أردوغان ورقة للتسويق السياسي لنظامه، إذ سعى إلى تقديم نفسه في المنطقة خليفة للمسلمين، مدافعاً عنهم أينما كانوا. ففي 2009 وصف أردوغان، الذي كان رئيساً للوزراء آنذاك، وضع الإيغور بأنه "نوع من الإبادة الجماعية"، لكن سرعان ما تغير موقفه فيما يشار إليه بـ"براغماتية" أردوغان، في ظل اعتماد أنقرة الاقتصادي المتزايد على بكين، إذ أدى الاقتصاد التركي المتعثر والعلاقات السيئة مع أوروبا إلى تقريب تركيا من الصين. واستثمرت الشركات الصينية المليارات في تطوير البنية التحتية التركية كجزء أساسي من مشروع بكين العملاق "الحزام والطريق".
في سوريا التي تحتل قواته أجزاء واسعة من شمالها، ففي حين فتح الرئيس التركي حدوده للاجئين السوريين، تلك السياسة التي حصد من ورائها مليارات اليورو من الاتحاد الأوروبي في صفقة الإبقاء على اللاجئين لتخفيف العبء عن أوروبا، أصبح يتحدث اليوم عما يصفه بإعادة "مليون لاجئ طوعاً إلى الشمال السوري"، بينما تشن السلطات التركية حملة تستهدف آلاف "المهاجرين غير الشرعيين"، وفق وصف وزير الداخلية على يري كايا.
تقول الكاتبة التونسية أسيا العتروس، في تصريح خاص، إنه من غير الموضوعي حالياً القول إن "أردوغان يتمتع بشعبية في العالم العربي فنحن لا نستند إلى أي استطلاعات للرأي موثوقة في هذا الاتجاه، ولكن يمكن القول إنه خلال فترة الإسلاميين الذين هيمنوا على المشهد في أعقاب ما سمي (الربيع العربي) كان لأردوغان أنصاره والمدافعون عن سياساته بسبب دعمه واحتضانه تنظيم الإخوان، بينما كان منتقدوه هم من اليسار والعلمانيين الرافضين تدخلاته وتأثيره في المشهد بخاصة مع تدخلاته في سوريا واحتلال جزء من الشمال السوري وكذلك ليبيا وتطلعاته لإحياء أحلام الإمبراطورية العثمانية".
ومع ذلك يرى مراقبون غربيون أن الرأي العربي يبدو معجباً بولع أردوغان المتزايد بالقوة الصارمة، وتحديه ليس فقط لإسرائيل بل للولايات المتحدة أيضاً. فبحسب الكاتب البريطاني ديفيد غاردنر فإنه باستخدام الطائرات المسيرة والميليشيات والمرتزقة إضافة إلى القوات التركية استطاع أردوغان قلب مجرى الحرب الأهلية في ليبيا، وساعد أذربيجان على إعادة احتلال الأراضي المتنازع عليها من أرمينيا، ورسخ احتلاله في شمال سوريا في المناطق التي تسعى أنقرة إلى طرد المقاتلين الأكراد المتحالفين مع الولايات المتحدة منها.
2013 بداية الخفوت
أدى سقوط حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 2013، وعقد من الحرب الأهلية في كل من ليبيا وسوريا، إلى ضعف جاذبية أردوغان، وإن لم تنقض تماماً. احتفظ أردوغان بشعبية واسعة بين أتباع تيار الإسلام السياسي لا سيما بالنظر إلى ما أظهره من دعم لهم بعد إطاحتهم ومعاداة الأنظمة العربية لصالحهم، لكن في الوقت نفسه لم يجد أردوغان شعبية كافية بين التيار الليبرالي أو الجماعات الأخرى، بالنظر إلى تشككهم في نواياه ورغبته في توسيع النفوذ التركي واستعادة الإمبراطورية العثمانية على حساب سيادة دول المنطقة.
كان قمع المحتجين المعارضين لسياسات أردوغان في ميدان جيزي سبباً قوياً عام 2013 لنفور التيار الليبرالي العربي من أردوغان، فقال السياسي المصري خالد داوود في تعليقات صحافية آنذاك "لم نعد نراه كإسلامي معتدل يريد الاستمرار في النموذج القائم للديمقراطية... ينظر الناس إلى أردوغان الآن على أنه داعم للإخوان المسلمين. هناك شعور بأننا نواجه محاولات مماثلة لإعادة بناء ديكتاتورية باسم الدين، سواء في مصر أو في تونس وبالطبع الآن يمكننا رؤيتها في تركيا".
ووصف حمة الهمامي من الجبهة الشعبية العلمانية في تونس أردوغان بأنه "ديكتاتور" مثل المخلوع زين العابدين بن علي، قائلاً "إنه لا يختلف عن القادة في مصر وتونس".
وتقول العتروس إن ما يلاحظ في الفترة الأخيرة مع انهيار ورقة الإخوان وضعفها في سوريا ومصر والمغرب وليبيا والسودان ثم تونس ومن قبل الجزائر بدا أردوغان يعتمد سياسة براغماتية، وأظهر رغبة في تجاوز الخلافات السابقة، واقتنص وجوده في قطر خلال كأس العالم لاعتماد دبلوماسية المصالحة مع الجميع حين بادر بمصافحة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وتقدم خطوات أكثر جرأة نحو الإمارات والسعودية، وأعاد جسور التواصل مع الرياض بعد أن تخلى عن خطابه العدائي، ومن ثمة بدأ ينحني أكثر للعواصف والأزمات ويبحث عن تصفير الملفات وتطبيع العلاقات مع دول الخليج ورفع الحصانة عن الإخوان.
وتضيف أن أردوغان أظهر قدرة على المناورة في استخدام سلاح الدبلوماسية وتعزيز مصالح بلده، فشعاره أنه "لا صديق دائم ولا عدو دائم"، وقد تخلى خلال قمة الناتو عن معارضة انضمام السويد بعد تحقيق مكاسب مهمة تتعلق بتسهيل التأشيرة للأتراك، وموافقة بايدن منح تركيا صفقة "أف 16" مع الحرص على عدم القطيعة مع حليفه الروسي، بل أبدى رغبة في القيام بدور الوسيط بين موسكو وكييف. وتخلص بالقول إن "أردوغان اكتسب تجربة سياسية وخبرة دفعته إلى تصفير عدد الأعداء، وهو اليوم يبحث عن مد الجسور مع الأسد (بشار الأسد) وسيفعل".
تكمن تناقضات أردوغان في إيمانه الكامل بالبراغماتية في سياساته، فأمام العزلة الإقليمية التي جنتها أنقرة جراء هذه السياسة، جنباً إلى جنب مع المشكلات الداخلية نتيجة تعثر الاقتصاد، غيرت أنقرة مسارها أمام الواقع الجديد في شرق أوسط تشتد فيه المنافسة الجيوسياسية، فعلى مدى العام الماضي سعت تركيا إلى التصالح مع مصر وإعادة العلاقات مع إسرائيل والإمارات والسعودية.
وعبر عملية من الاتصالات الدبلوماسية والاستخباراتية النشطة، حاولت أنقرة تهدئة نزاعاتها المتصاعدة مع دول المنطقة بما في ذلك اليونان. ويقول جولين بارني سداسي وهوغ لوفات، من المركز الأوروبي، في ورقة بحثية صدرت سابقاً، فإنه في منطقة "متعددة الأقطاب" لا يمكن لتركيا أن تكون قوة ليس لها شركاء سوى قطر، كما لا ترغب أن تصبح دولة تابعة للغرب. وخلصا إلى أن الهدف الرئيس لأنقرة في الشرق الأوسط الآن يتمثل في الانخراط في عملية توازن جيوسياسية تعزز اقتصادها وتحمي مصالحها الأمنية قدر الإمكان.
وفي مسعاه ذلك، أبدى أردوغان تراجعاً في دعم حلفائه الإسلاميين في المنطقة ما من شأنه أن يؤثر في شعبيته تدريجاً. ففي سبيل التصالح مع مصر اتخذ خطوات عدة ضد عناصر جماعة الإخوان الفارين، ومن بينها تسليم عدد من المطلوبين أمام القضاء المصري. ويقول إرديمير "تزامن التخلي عن إشارة رابعة (في إشارة إلى الإخوان) مع ابتعاد أردوغان عن بعض حلفائه الإسلاميين لصالح القوميين المتطرفين في تركيا".
ويضيف أنه "كما يوضح هذا التحول، فإنه عندما يتعلق الأمر بمصالحه الشخصية، فقد أثبت أردوغان أنه مرن للغاية ليس فقط في اختياره الحلفاء التكتيكيين، ولكن أيضاً في تفسيره الأيديولوجية الإسلاموية. لن يكون مفاجئاً أن يتخلى أردوغان عن بعض حلفائه من الإخوان المسلمين إذا شعر أنهم لم يعودوا يخدمون مصالحه الشخصية".