ملخص
لا توجد محادثات حالياً في شأن استئناف اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود
أفاد الجيش الأوكراني، اليوم الثلاثاء، بإحراز تقدم طفيف على القوات الروسية في أجزاء من جنوب أوكرانيا وجنوب باخموت في الشرق، وتحاول كييف من خلال الهجوم المضاد الذي بدأته في أوائل الشهر الماضي طرد القوات الروسية من شرق أوكرانيا والتقدم نحو الساحل الجنوبي لقطع جسر بري يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي تحتلها.
والتقدم أبطأ مما كان متوقعاً على نطاق واسع، لكن أوكرانيا تقول إنها تحاول تقليل الخسائر إلى أقصى حد ممكن، إذ تواجه قواتها خطوط دفاع روسية محصنة مليئة بالألغام الأرضية.
وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة أندريه كوفاليوف إن القوات الأوكرانية تتقدم تجاه قرية ستارومايورسكه، جنوب شرقي البلاد، قرب مناطق سكنية استعادتها أوكرانيا، الشهر الماضي، في منطقة دونيتسك. أضاف أن القوات الأوكرانية تعزز المواقع التي استعادتها، وأن القوات الروسية تقاوم بشدة. وتابع أن القوات الأوكرانية في الشرق طردت وحدات روسية من مواقع قرب قرية أندرييفكا إلى الجنوب الغربي من مدينة باخموت التي استولت عليها القوات الروسية في مايو (أيار). وقال إن القوات الأوكرانية تشن أيضاً عمليات هجومية إلى الشمال والجنوب من باخموت.
وكان مسؤول دفاعي كبير قد قال إن كييف استعادت أكثر من 192 كيلومتراً مربعاً من الأراضي في الجنوب و35 كيلومتراً مربعاً في الشرق منذ شن هجومها المضاد بمساعدة أسلحة قدمها حلفاء غربيون، ولا تزال روسيا تسيطر على مساحات شاسعة من الأراضي بعد 17 شهراً من بدء الهجوم الشامل.
إحباط هجوم
في هذا الوقت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، إحباط هجوم بمسيرتين بحريتين كان يستهدف سفينة دورية في البحر الأسود الذي يشهد تزايداً في التوتر بين موسكو وكييف في أعقاب إنهاء روسيا العمل باتفاقية لتصدير الحبوب الأوكرانية، وأوضحت الوزارة أن "القوات المسلحة الأوكرانية نفذت محاولة غير ناجحة ليلاً عبر مسيرتين بحريتين ضد سفينة الدورية سيرغي كوتوف"، مشيرة إلى أن الأخيرة لم تتعرض لأضرار وتواصل أداء مهامها.
حال إغلاق
على صعيد آخر، قالت الإدارة التي عينتها روسيا لمحطة زابوريجيا للطاقة النووية إن فرق الصيانة العاملة بالمحطة الأوكرانية الواقعة على خط الجبهة وضعت اثنين من مفاعلاتها في حالة إغلاق، وبحسب الوكالة، فإنه ينبغي وضع واحد من المفاعلات الستة بالمحطة في حال إغلاق ساخن لإنتاج البخار اللازم للسلامة النووية، بما في ذلك معالجة النفايات المشعة السائلة الموجودة في الخزانات، وقالت الإدارة على "تيليغرام"، "من أجل إجراء فحص فني مقرر لمعدات وحدة الطاقة رقم 5، قررت إدارة محطة زابوريجيا النووية تحويل الوحدة إلى حال الإغلاق البارد". وأضافت "ومن أجل توفير البخار لتلبية حاجات المحطة، فقد جرى تحويل مفاعل محطة الطاقة رقم 4 إلى حال الإغلاق الساخن". وتابع البيان أن "الوحدات الأخرى ستظل في حال الإغلاق البارد".
اتفاق الحبوب
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين قوله إنه لا توجد محادثات حالياً في شأن استئناف اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، وأعلنت روسيا انسحابها من الاتفاق، الأسبوع الماضي.
"شراكة" نحو المستقبل
وسط هذه الجواء، يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتباراً من الخميس، عدداً من قادة الدول الأفريقية في مدينة سان بطرسبورغ في لقاء يسعى لإظهار التوافق بين روسيا والدول الأفريقية على رغم الحرب في أوكرانيا وإنهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الذي يثير مخاوف القارة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإزاء العزلة التي سعت دول غربية لفرضها على الرئيس الروسي منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، بقيت خطوط التواصل مفتوحة بين موسكو وأطراف عدة مثل بكين وطهران، وبدرجة أقل عواصم أفريقية عدة.
وقال بوتين في مقال نشر، الإثنين على الموقع الإلكتروني للكرملين "اليوم، الشراكة البناءة، الواثقة، والموجهة نحو المستقبل بين روسيا وأفريقيا هي على قدر خاص من الدلالة والأهمية"، وسيحل عدد من قادة القارة، بينهم رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا، ضيوفاً على سان بطرسبورغ، العاصمة السابقة للإمبراطورية الروسية، في ثاني قمة من نوعها بعد أولى في سوتشي، عام 2019. أضاف "أريد أن أطمئن أن بلدنا قادر على تعويض الحبوب الأوكرانية على أساس تجاري أو مجاني، خصوصاً أننا نتوقع مجدداً محصولاً قياسياً هذا العام".
بند أساسي
ويبرز على جدول أعمال القمة بند أساسي هو رفض موسكو، في وقت سابق من الشهر الجاري، تمديد العمل باتفاقية أتاحت، منذ صيف 2022، تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود على رغم الحرب والحصار الذي تفرضه البحرية الروسية على المرافئ الأوكرانية.
وسبق لروسيا أن أبدت استعدادها لتفعيل الاتفاقية مجدداً بحال تمت تلبية شروطها خصوصاً لجهة تصدير منتجاتها الزراعية والأسمدة المتأثرة بالعقوبات الغربية المفروضة عليها.
وفي إشارة إلى اهتمام موسكو المتزايد بأفريقيا، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف القارة مرتين، منذ مطلع العام، ساعياً للتقريب بين الجانبين في مواجهة "الإمبريالية" الغربية.
وتأتي قمة سان بطرسبورغ، الخميس، قبل نحو شهر من قمة مجموعة دول "بريكس" التي تستضيفها جنوب أفريقيا.
وبعد أشهر من الترقب، أكدت بريتوريا أن بوتين لن يحضر القمة في ظل وجود مذكرة توقيف صادرة في حقه عن المحكمة الجنائية الدولية، ستكون جنوب أفريقيا ملزمة نظرياً بتنفيذها لكونها من موقعي نظام روما الأساسي للمحكمة.