Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تغريدة ماسك عن بروني جيمس تمثل تماما المحتوى الذي ينتظرنا من "تويتر" الآن

في اليوم الثاني من تغيير اسم المنصة وشعارها إلى "إكس"

ملخص

في اليوم الثاني من تغيير اسم المنصة وشعارها إلى "إكس"، تغريدة ماسك عن بروني جيمس تمثل تماما المحتوى الذي ينتظرنا من "تويتر" الآن

عادت إلى أذهاننا تواً الأسباب وراء كون استحواذ إيلون ماسك على ملكية منصة "تويتر" التي تغير اسمها الآن إلى "إكس" X، ساماً جداً بالنسبة إلى نقاشاتنا.

أصيب بروني جيمس، ابن أسطورة كرة السلة الأميركي ليبرون جيمس، البالغ من العمر 18 سنة، بأزمة قلبية خلال تدريبات مع فريق كرة السلة. نقل إثرها إلى المستشفى، وهو في وضع صحي مستقر منذ ظهر الثلاثاء، كما صرنا نرى عموماً مع نجوم الرياضة وفي مثل هذه الحالات شهدت نظريات المؤامرة المضادة للقاحات طفرة على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً "تويتر". لم يسعَ صاحب الموقع االإلكتروني إلا أن يشارك فيها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لم يهدر إيلون ماسك أي وقت مشيراً فوراً إلى أن لقاح "كوفيد-19" ربما يكون السبب [وراء الأزمة القلبية]. غرد ماسك (أو "أكّس"؟): "لا يمكننا أن نعزو كل شيء إلى اللقاح، ولكن، من المنطلق نفسه، لا يمكننا ألا نعزو أي شيء إلى اللقاح. التهاب عضلة القلب أحد الآثار الجانبية المعروفة. ويبقى السؤال الوحيد المطروح، هل هذه حالة صحية نادرة أم شائعة".

أعلن ماسك هذا الرأي بعد 30 دقيقة فقط من نشر الموقع الإلكتروني المعني بأخبار المشاهير "تي أم زي" TMZ التقرير الأول عن حالة بروني. لم تكن في متناوله أي معلومات عن السبب وراء الأزمة القلبية التي تعرض لها الشاب، ولم تكن لديه أي فكرة خاصة عن أي أمراض محتملة ربما يعانيها بروني أصلاً، ولكن ماسك لم يجعل انعدام الأدلة لديه يمنعه من نشر نظرية المؤامرة هذه المضادة للقاح. عبارة بسيطة تقول "أتمنى لبروني الشفاء العاجل"، كانت ستفي بالغرض.

عندما نتحدث عن نظرية ماسك غير المجدية وغير المدعومة بالأدلة، لا تشير البيانات إلى أنها التفسير الأكثر ترجيحاً. من النادر الإصابة بالتهاب عضلة القلب بسبب أخذ لقاح "كوفيد- 19". في الواقع، نشرت "جمعية القلب الأميركية" تحليلاً في عام 2022 اشتمل على 43 مليون شخص تقريباً، وقد وجد أن الناس عرضة لمكابدة التهاب عضلة القلب نتيجة "كوفيد-19" نفسه أكثر منه بسبب تناول اللقاح.

كذلك من المهم الإشارة إلى أن السكتات القلبية المفاجئة بين صفوف الرياضيين الشبان ليست ظاهرة جديدة. في الواقع، في عام 2014، قبل وقت طويل من تطوير لقاحات "كوفيد-19"، شكلت "الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات" NCAA فريق عمل منوطة به مهمة تقييم الرعاية الصحية للقلب والأوعية الدموية لدى التلاميذ. في عام 2016، نشرت الرابطة بياناً صحافياً جاء فيه: "تمثل الوفاة المفاجئة نتيجة أمراض القلب السبب الأكثر شيوعاً للوفاة غير الرضحية [إصابة في الرأس أو الجسم تسبب أضراراً كبيرة] بين أوساط الرياضيين الجامعيين، و75 في المئة من وفيات الطلاب الجامعيين الرياضيين تحدث أثناء ممارسة الرياضة والتمارين الرياضية".

الآن، أنا لا أقول إن احتمالات إصابة بروني بالتهاب في عضلة القلب نتيجة أخذ اللقاح معدومة. على غرار ماسك، ليست لديَّ أي فكرة أعمق في الخبايا المتصلة بهذه الحالة الصحية المحزنة والمتطورة، ولكني أنظر في البيانات المستقاة من مصادر موثوقة، والتي تشير إلى أن الاحتمالات [في شأن إصابة بروني بالتهاب في عضلة القلب نتيجة أخذ اللقاح] منخفضة جداً. إذا كان [ماسك] يحرص على إطلاق التكهنات، فلا يسعني إلا أن أتساءل لماذا، ما دامت البيانات المتاحة قد أظهرت أن المرء في الواقع أكثر عرضة للإصابة بالتهاب عضلة القلب من "كوفيد-19" نفسه، لم يتوقع ماسك أن يكون "كوفيد-19" السبب وراء تلك الإصابة؟ أو لماذا لم يتكهن بأنها ربما كانت سكتة قلبية مفاجئة أخرى تصيب رياضياً شاباً؟ تبدو الإجابة أن ماسك كان يرمي إلى ترديد الخطاب المضاد للقاحات.

ليست هذه النية مستغربة أو مفاجئة نظراً إلى سوابق ماسك التي تفيض بنظريات المؤامرة اليمينية، ومعارضته السابقة لأخذ لقاح "كوفيد-19"، إضافة إلى مقابلته الأخيرة مع المرشح للانتخابات الأميركية الرئاسية المناهض للتطعيم روبرت أف كينيدي جونيور. معلوم أن نظريات المؤامرة المضادة للقاحات تكتسي الآن أهمية محورية في رسائل اليمين المتطرف، وقد وجد هذا النوع تحديداً من المعلومات المضللة موطناً له على جدران "تويتر" لصاحبه ماسك. مباشرة بعد استحواذ ماسك على "تويتر"، أشارت تقارير عدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إلى ارتفاع معدل نشر نظريات المؤامرة المضادة للقاحات من طريق حسابات حصلت حديثاً على شارات التوثيق الزرقاء في مقابل رسم بقيمة ثمانية دولارات. أظهرت دراسات كثيرة ارتفاع نسبة المعلومات المضللة المنتشرة على "تويتر" منذ وضع ماسك يده على المنصة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022.

حول إيلون ماسك "تويتر" إلى جهاز راديكالي متطرف، وتراه لا يظهر أي بوادر تؤشر إلى تغيير مساره الآن. بدلاً من بذل جهوده في حل مشكلات تشوب المنصة، والتي أفضت إلى تخلي ملايين من المستخدمين عنها وانتقالهم إلى مواقع منافسة، صب ماسك تركيزه على إعطاء المنصة اسماً جديداً هو "إكس".

يدعي ماسك أنه سيجعل من "إكس" تطبيقاً "فائقاً" أو تطبيق "كل شيء"، على غرار تطبيق "وي تشات" الصيني، مجهزاً بالكامل بالرسائل والمدفوعات والتسوق والخدمات المصرفية، ولكن إطلاق تسمية وشعار جديدين قبل تحقيق أي من تلك الميزات، وفي خضم انعدام الثقة المتزايد في المنصة، يمثل على ما يبدو مخاطرة كبيرة، خصوصاً أن عمليات دفع أخرى عدة لمنتجات ماسك قد أخفقت. وفق تقديرات "بلومبيرغ"، من شأن تغيير الاسم أن يمحو ما بين أربعة مليارات دولار و20 مليار دولار من قيمة المنصة في السوق. ومن يدري إلى أين ستودي هذه الحال بالشركة، التي تراجعت قيمتها فعلاً من 44 مليار دولار إلى 15 مليار دولار.

في الحقيقة، كان تغيير ماسك اسم منصته وشعارها إلى "إكس" محفوفاً بالمخاطر فعلاً، إذ ضرب بعرض الحائط اعترافاً بهذه العلامة التجارية عمره نحو عقدين زمنيين كانت أي شركة ستفعل المستحيل من أجل أن تحظى به. "غرد" بمعناها الحرفي واحد من الأفعال في قاموس اللغة، ولكن يبدو أيضاً أن الخطوة تنطوي على أخطار قانونية. تبين أن "ميتا" و"مايكروسوفت" كلتيهما تمتلكان علامتين تجاريتين باسم "إكس". في الواقع، تفيد "رويترز" أن "قرابة 900 علامة من العلامات التجارية الأميركية المسجلة تملك فعلاً حق ملكية الحرف "إكس" فعلاً في مجموعة واسعة من الصناعات".

في اليوم الثاني من تغيير شعار المنصة واسمها إلى "إكس"، يبدو أننا مقبلون على مزيد من المحتوى نفسه من منصة ماسك للتواصل الاجتماعي، نظريات المؤامرة المخبولة التي شجعها المالك نفسه من دون إيلاء أي اعتبار للعواقب بتاتاً. يا له من ترويج مقنع.

© The Independent

المزيد من آراء