اعتبرت الشرطة النروجية، الاثنين 12 أغسطس (آب)، أن الشاب الذي يشتبه بأنه أطلق النار السبت الماضي في مسجد بضواحي أوسلو وقتل أخته غير الشقيقة، ارتكب "عملاً إرهابياً" و"جريمة قتل"، الأمر الذي ينفيه المشتبه به.
ويمثل الشاب، الذي تعرّف عنه وسائل الإعلام النروجية باسم فيليب مانسهاوس والبالغ من العمر 21 سنة، أمام قاض تمهيداً لوضعه قيد الاحتجاز. ووسعت شرطة أوسلو الشبهات التي حُصرت بـ"القتل" و"محاولة القتل"، لتشمل أيضاً "العمل الإرهابي"، وفق بيان صدر قبل ظهر الاثنين. وتحدّد الشبهات رسمياً بحسب القانون النروجي بعد توجيه التهم. وستطلب الشرطة وضع المشتبه به في الحبس الانفرادي طوال أربعة أسابيع، خلال جلسة استماع ستطلب أن تكون مغلقة.
محامية المتّهم أوني فريس قالت من جانبها، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن موكلها ينفي الاتهامات الموجهة إليه.
متهم بقتل أخته غير الشقيقة
ويتّهم الشاب بإطلاق النار بعد ظهر السبت في مسجد النور في بايروم، إحدى الضواحي السكنية في أوسلو، ويتّهم كذلك بقتل أخته غير الشقيقة، البالغة من العمر 17 سنة، بعدما عثر على جثتها بعد ساعات على إطلاق النار، في منزل المتهم، وهي صينية الأصل وقد تبنتها الزوجة الحالية لوالد المشتبه به.
ولحظة وقوع الهجوم في مسجد النور، سيطر على الشاب أحد الأشخاص الثلاثة الذين كانوا موجودين في المكان، على الرغم من وجود قطعتي سلاح ناري معه. وأصيب الرجل، البالغ 65 سنة، بجروح طفيفة بعدما ألقى بنفسه على المهاجم، ممّا منع وقوع إصابات أخرى.
وقالت الشرطة، الأحد، إن مهاجم المسجد "كان يتبنى آراءً يمينية متطرفة". وأضاف المسؤول في شرطة أوسلو رون سكيولد، في مؤتمر صحافي، "كان يتبنى مواقف يعبّر فيها عن كرهه للأجانب، وكان يريد نشر الرعب".
دعوة إلى نقل "حرب الأعراق" إلى الحياة الحقيقية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقبيل الهجوم على المسجد، نشر رجل يستخدم أيضاً اسم فيليب مانسهاوس رسالة، في منتدى أندشان، تدعو قراءها إلى نقل "حرب الأعراق" إلى الحياة الحقيقية. وأشار الكاتب إلى برتران تارانت، الذي شن الهجوم على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا، في مارس (آذار) الماضي، قُتل فيهما 51 شخصاً. وعلى موقعه في تويتر، أكّد منتدى أندشان أن رجلاً "يدعي أنّه مطلق النار في أوسلو" نشر معلومات في المنتدى.
وزرع الهجوم الخوف في أوساط الأقلية المسلمة في النروج، والتي تحتفل في الوقت الراهن بعيد الأضحى، وأدى إلى زيادة الإجراءات الأمنية حول الاحتفالات.
وقالت الشرطة النروجية إنها أجرت في السابق اتصالات مع مهاجم مسجد بايروم لمناقشة أنشطته المثيرة للقلق بشكل واضح، على شبكة الإنترنت. أما المعارف والجيران فتحدّثوا، في وسائل الإعلام، عن شاب مرح وطبيعي تغيّر سلوكه العام الماضي. وذكرت إذاعة تلفزيون "أن.آر.كاي" العامة، إن المشتبه به أصبح شديد الالتزام بالديانة المسيحية وقد يكون تبنى وجهات نظر أكثر تطرفاً.
وعلى ضوء الحادث، أكّدت رئيسة الوزراء النروجية المحافظة إرنا سولبيرغ، الأحد، دعم حكومتها للأقلية المسلمة، علماً أن الحكومة تضمّ حزب التقدم، وهو حزب شعبي توجّه إلى بعض أعضائه تهم كراهية الأجانب.