أعلنت الحكومة البريطانية أنها بصدد إصدار "مئات" التراخيص الجديدة للتنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال لضمان احتياطاتها من الطاقة لأعوام مقبلة، مع مواصلة السعي إلى تحقيق صافي الانبعاثات الصفري في 2050.
وأكد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء ريشي سوناك أن "الاستثمار في بحر الشمال سيواصل فتح المجال لمشاريع جديدة وحماية الوظائف وتخفيف الانبعاثات وتعزيز استقلالية المملكة المتحدة في مجال الطاقة".
طلبات الترخيص
وأشار إلى أنه سيعتمد "مساراً أكثر مرونة لتقديم طلبات" التراخيص، وأن الأخيرة ستخضع لاختبار "توافق مع المناخ" مرتبط بأهداف خفض الانبعاثات.
وشدد على أن "الحكومة تتخذ إجراءات لإبطاء الانخفاض السريع في إنتاج النفط والغاز محلياً، مما سيضمن العرض "المحلي" من مصادر الطاقة ويقلل الاعتماد على دول عدوانية".
وأدى الهجوم الروسي إلى أوكرانيا اعتباراً من فبراير (شباط) 2022 إلى ارتفاع أسعار مواد الطاقة عالمياً، مع فرض دول غربية عقوبات على صادرات موسكو الضخمة من النفط والغاز.
ونقل البيان عن سوناك قوله "شهدنا جميعاً كيف قام "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتلاعب واستخدام الطاقة سلاحاً، معيقاً الإمداد ومتسبباً بتباطؤ النمو في دول حول العالم".
وأضاف "تعزيز أمننا في مجال الطاقة والبناء على هذه الاستقلالية لتقديم طاقة أكثر نظافة وبكلفة أقل، بات أمراً حيوياً أكثر من أي وقت مضى".
استيراد الغاز
ووفق أرقام هيئة بحر الشمال الانتقالية "هيئة النفط والغاز سابقاً"، فإن بصمة الكربون الصادرة عن إنتاج الغاز محلياً في المملكة المتحدة هي ربع تلك الناتجة من استيراد الغاز الطبيعي المسال.
وأكدت الهيئة عزمها على بناء منشأتين إضافيتين لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على شواطئ بحر الشمال في منطقة أكرون بشمال شرقي اسكتلندا وفايكينغ في إنكلترا.
وأشارت إلى أن هاتين المنشأتين، إضافة إلى اثنتين بنيتا، قد توفر ما يصل إلى 50 ألف وظيفة بحلول 2050.
ومن المقرر أن يزور سوناك في وقت لاحق منشأة للطاقة في أبردينشير "لتسليط الضوء على الدور المركزي الذي ستؤديه المنطقة في تعزيز استقلال المملكة المتحدة في مجال الطاقة، ولقاء الجيل المقبل من المبتدئين المهرة الذين سيكونون أساسيين في دفع هذا العمل قدماً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت الأنباء عن قرب منح الحكومة تراخيص التنقيب أثارت انتقاد الناشطين البيئيين الذين يعتبرون أن وقف عمليات الاستكشاف الجديدة ضروري، إذا ما أرادت لندن تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن.
ويتهم هؤلاء المحافظ سوناك بأنه يستخدم سياسات المناخ كأداة سياسية في خضم أزمة غلاء المعيشة، ويضع نصب عينيه الخروج فائزاً في الانتخابات التي يتوقع إجراؤها العام المقبل.
عمليات الحفر
وتعهد حزب العمال المتقدم في استطلاعات الرأي عدم الترخيص لأية عمليات حفر جديدة في بحر الشمال بحال فوزه في الانتخابات وعودته للحكم بعد أكثر من 10 أعوام في المعارضة.
وقال سوناك في حوار مع صحيفة "صنداي تلغراف" نشر الأحد "أعتقد أن حظر استخراج النفط والغاز من بحر الشمال، كما يقترح حزب العمال، هو أمر غير منطقي على الإطلاق".
وحذر من أن ذلك "سيضعف أمننا في مجال الطاقة ويعزز قدرة طغاة مثل الرئيس بوتين"، مؤكداً أن نهجه يرتكز على "دعم صناعة الطاقة للمملكة المتحدة"، ملمحاً إلى أن وقف الاستكشاف قد يتسبب بـ"إطفاء الأنوار" في البلاد.