ملخص
الحجر البني المحمرّ ربما قُذِف إلى الفضاء قبل حوالى 10 آلاف سنة في أول حالة مكتشفة من هذا القبيل: باحثون يخمنون أن صخرة انقذفت من الأرض ربما "ارتدّت" إليها كنيزك
قد يكون حجر قاتم غريب عُثِر عليه أخيراً في جزء بعيد من الصحراء الكبرى أول حالة معروفة على الإطلاق لصخرة أُطلِقت من الأرض وعادت إلى الكوكب كنيزك بعد آلاف السنين.
ويشتبه علماء، بمن فيهم جيروم غاتاتشيكا من المركز القومي للبحث العلمي في فرنسا، في أن الحجر القاتم البني المحمرّ، الذي عُثِر عليه في المغرب عام 2018، ربما قُذِف إلى الفضاء قبل نحو 10 آلاف سنة بعد اصطدام كويكب بالأرض، وظل في المدار قبل أن يرتطم مرة أخرى بالكوكب.
اقرأ المزيد
- ارتطامات نيازك عملاقة غيرت شكل الأرض
- الديناصورات اندثرت جراء تغير المناخ قبل ضربة النيازك بملايين السنين
- صيادو النيازك رحالة في صحراء المغرب
- رصد كوكب يشبه "مرآة عملاقة بالفضاء"
- عالم فضائي "ممنوع" قد يغير فهمنا لتشكل الكواكب
- دراسة تتوصل إلى أن النجوم والكواكب تتشكل وتتطور على نحو متناسق
- تلوث على كواكب أخرى قد يساعدنا في العثور على كائنات فضائية
- أضواء المدن على كواكب أخرى مفتاح البحث عن الحياة الفضائية
ووجد الباحثون أن الصخرة كان لها غلاف لامع يُسمَّى "قشرة انصهارية" ويتشكل عادة عندما يبدأ سطح الصخور الفضائية التي تدخل الغلاف الجوي للأرض بسرعات عالية في الانصهار.
وقال العلماء: "يشير وجود قشرة انصهارية متطورة بقوة إلى أن الصخرة المسماة 'أن دبليو إي 13188' هي في الواقع نيزك".
كذلك حُدِّدت آثار أشكال بديلة من العناصر مثل البيريليوم والهيليوم والنيون على الصخرة بتركيزات منخفضة في شكل غريب.
وقال الباحثون: "هذا التركيز منخفض جداً بالنسبة إلى نيزك، ما يعني أن وقت الانتقال قصير جداً إلى الأرض، في حدود بضعة آلاف من السنين".
ودفع هذا الاكتشاف العلماء إلى استنتاج أن الصخرة شهدت تعرضاً "قصيراً جداً"، لكن "كبيراً" إلى الأشعة الكونية وذلك لحوالى 10 آلاف سنة.
في حين أكد هذا الاكتشاف الأولي أن الصخرة هي في الواقع نيزك، لم يتضح ما إذا كانت قد نشأت بالفعل على الأرض.
وفي بحث تناول الصخرة ولم يخضع إلى مراجعة علمية، قُدِّم في مؤتمر دولي للكيمياء الجيولوجية الأسبوع الماضي، قال العلماء إن الصخرة تحتوي على بعض الخصائص الكيماوية المشابهة للصخور البركانية الموجودة على الأرض.
"لذلك، نعتبر 'أن دبليو إي 13188' نيزكاً، أُطلِق من الأرض ثم عاد إلى سطحها".
ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف أُطلِقت الصخرة من الأرض إلى الفضاء في المقام الأول.
وقال العلماء: "إن عملية الإطلاق – بسبب اصطدام كويكب بالأرض أو القذف المباشر أثناء ثوران بركاني – لا يزال يتعين تحديدها".
وفي مزيد من الاختبارات، أمِل الباحثون في تقييم ما إذا كانت الصخرة تحتوي على عنصر الأرغون الملتقط من الغلاف الجوي للأرض.
وقالوا إن أرغوناً ملتقطاً كهذا، "ينبغي أن يكون وفيراً على نحو خاص"، في صخرة انبثقت من الأرض.
© The Independent