ملخص
يحتاج مئات الفلسطينيين إلى أطراف اصطناعية سنوياً في ظل وجود الآلاف من مبتوري الأطراف
بقي الشاب الفلسطيني أحمد جعارة نحو سنة محروماً من يديه ورجليه إثر إصابته بصعقة كهربائية، حتى جاءت مؤسسة خيرية هندية ووفرت له أطرافاً اصطناعية تعينه على استكمال حياته بشكل شبه طبيعي، ومع أن جعارة عبر عن شكره للهند على هذه اللفتة، فإنه أبدى استياءه من طبيعة هذه الأطراف لأنها "غير مريحة وصعبة التحريك"، لذلك اضطررت إلى "التخلي عن اليدين الاصطناعيتين".
"الخارجية" الهندية
وبدعم من وزارة الخارجية الهندية تقوم مؤسسة "جايبور فوت" بتركيب أطراف اصطناعية لنحو 600 فلسطيني خلال الفترة الحالية في مدينة رام الله، وهذه هي الزيارة الأولى للمؤسسة الهندية إلى فلسطين بعد عملها في عشرات من دول العالم الفقيرة التي تشهد نزاعات مسلحة وحروباً في قارات أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، وتستغرق عملية اصطناع وتركيب الأطراف الاصطناعية ساعات عدة فقط لتركيبها بعد أخذ القياسات من الشخص مبتور الأعضاء.
40 يوماً
ويضم الطاقم الفني الهندي تسعة أشخاص، وسيستمر عمله في فلسطين 40 يوماً لإنجاز مشروعه.
وخلال تركيب طرف اصطناعي له في المركز برام الله، قال شاب فلسطيني إن رجله الاصطناعية التي ركبها قبل سنوات في حاجة إلى استبدال، وأوضح الشاب رافضاً الكشف عن هويته أنه أراد تركيب الطرف الاصطناعي الهندي المجاني لفترة محدودة قبل تركيب طرف مناسب له. وقال إنه فقد رجله على أثر إصابته برصاص الجيش الإسرائيلي في الانتفاضة الثانية.
ويحتاج مئات الفلسطينيين إلى أطراف اصطناعية سنوياً، في ظل وجود الآلاف من مبتوري الأطراف بسبب إصاباتهم إما برصاص إسرائيلي، وإما بسبب حوادث العمل والسير، لكن تلك الأطراف الاصطناعية تكلف أصحابها مبالغ مالية مرتفعة لا يستطيع كثر تأمينها، وعلى رغم أن السلطة الفلسطينية تعمل على توفيرها مجاناً للجرحى، لكن لمرة واحدة فقط.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتحتاج تلك الأطراف إلى تبديل مستمر، لذلك فهي مكلفة لمبتوري الأطراف بسبب عدم وجود تغطية مالية مجانية للتغيير، وعلى رغم ارتفاع أسعاره، يدخل معدن التيتانيوم في اصطناع هذه الأطراف بسبب قوته، وخفة وزنه إلى جانب الألمنيوم والسيليكون، وتوجد في فلسطين مصانع عدة لإنتاج الأطراف، لكنها مكلفة بسبب ارتفاع قيمة المواد المصنعة لها.
التكنولوجيا المستخدمة
إلا أن المتخصص في الأطراف الاصطناعية صابر أبوشعيرة أشار إلى أن الأطراف التي تقدمها المؤسسة الهندية بدائية، وغير مريحة. وقال إن عديداً من المصابين الذي ركبوها تخلوا عنها لسوء وضعها. أضاف أن عديداً من مبتوري الأطراف سجلوا أسماءهم للحصول على الأطراف الاصطناعية من المؤسسة الهندية "لكنهم فوجئوا من بدائيتها". وأوضح أن المؤسسة الهندية تستخدم البلاستيك في اصطناع الأطراف الاصطناعية "الذي يسبب الألم، ويكون ثقيلاً وصعب الحركة، والبعض تخلى عنها بعد ساعات على تركيبها، أو أنه حتى لم يأخذها من المركز برام الله"، منوهاً في الوقت عينه بأن المعامل في فلسطين تستخدم مواد متطورة في اصطناع الأطراف الاصطناعية، لكنها مكلفة، "بحيث لا يستطيع جميع المصابين تركيبها".
وقال مؤسس المنظمة ديفيندرا راج ميهتا إن "التكنولوجيا المستخدمة في صنع الأطراف تتيح الإنتاج بسرعة وبسعر متدنٍّ".
وبالتعاون مع جامعة "ستانفورد" الأميركية، طور مبتكرو هذه الأطراف ركبة اصطناعية من النيلون تتمتع بقدرة على التزييت الذاتي.
وعلى رغم توفر الأطراف الاصطناعية الإلكترونية في فلسطين، فإن كلفتها المرتفعة تجعلها غير رائجة، إذ تبلغ كلفة الطرف الواحد نحو 15 ألف دولار أميركي.