Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مثقفون مصريون: لا لهدم "درب" الفنون في القاهرة

 مركز معماري ثقافي وفني عريق يمثل احد معالم القاهرة العريقة

"مركز درب الفنون" تحفة معمارية في القاهرة القديمة (خدمة المركز)

ملخص

مركز معماري ثقافي وفني عريق يمثل احد معالم القاهرة العريقة  

زائر حي مصر القديمة في القاهرة لا بد أن تلفت انتباهه البقعة المعمارية المتجانسة التي تحتل جانب الطريق المؤدي إلى متحف الحضارة. هي مجموعة من البنايات المشيدة على الطراز العربي، بنيت قبل عقدين تقريباً بجهود عدد من الفنانين والحرفيين في حي الفخارين الشهير بصناعة الفخار والخزف. شيدت هذه المساحة المعمارية على أنقاض الأفران والورش العشوائية التي كانت تشغل المكان ذات يوم.

منذ تم الانتهاء من تطوير هذه المنطقة وتحويلها إلى ما هي عليه الآن صارت بقعة مضيئة ومصدر جذب لعديد من الفنانين والمثقفين من مصر والعالم. لم تكتسب هذه المنطقة جاذبيتها لوجود ورش الخزف والمهن التراثية فقط، ولكن لما تشهده بين الحين والآخر من أنشطة فنية وثقافية متعددة ينظمها "مركز درب 17 18 للفنون"، الذي يشغل عدداً من هذه البنايات. تزامناً مع بداية هذا التطوير الذي لحق بقرية الفخارين قرر الفنان المصري معتز نصر الدين أن يؤسس في هذا المكان مركزاً ثقافياً شاملاً يحتضن كافة الأنشطة الفنية من فنون بصرية ومسرح وسينما.

هكذا ظهر "مركز درب 17 18 " في حيز الوجود، ليحتل مكانه بين أبرز المساحات الفنية المستقلة في العاصمة المصرية. احتضن هذا المركز منذ تأسيسه عديداً من الأنشطة المهمة ذات الطابع المحلي والدولي، من حفلات موسيقية وراقصة، وعروض سينمائية ومعارض فنية دولية يتم تنظيمها بين الحين والآخر، هذا إلى جانب الورش الفنية والحرفية والندوات واللقاءات.

نداء لإنقاذ المركز

قبل أيام قليلة فقط فوجئ الوسط الثقافي والفني في مصر بنداء نشره مؤسس المركز الفنان معتز نصر الدين، يدعو فيه محبي الفنون والثقافة في مصر إلى إنقاذ "مركز درب". ذكر نصر الدين أنه قد تلقى إخطاراً شفهياً من السلطات المحلية بضرورة إخلاء المركز على وجه السرعة تمهيداً لهدمه. تلقى نصر الدين هذا الإخطار من دون سابق إنذار أو تمهيد كما يقول. أما السبب المعلن فهو توسعة الطريق المجاور للمركز والمؤدي إلى متحف الحضارة، أو هذا ما أخبرته به السلطات المحلية. في مزيج من الدهشة والغضب استقبل الوسط الفني والثقافي المصري هذا الخبر، فقد بدا الأمر عبثياً ومؤلماً لكثيرين. لا تقتصر خدمات "مركز درب الثقافي" على محيطه الحضري القريب فقط بل تمثل هذه المساحة متنفساً مهماً لعديد من المبدعين والمهتمين في مجالات مختلفة، كما أن وجوده في هذا الحي كان له دور مؤثر في تغيير أوجه النشاط في المنطقة المحيطة به.

شهدت الساعات القليلة الماضية تدخل عدد من الشخصيات المؤثرة للمطالبة بوقف قرار الهدم، بين هؤلاء مثلاً السياسي ورئيس الحزب المصري الديمقراطي محمد أبو الغار، والإعلامية لميس الحديدي. تقدم أيضاً أحد نواب البرلمان بتساؤل برلماني عاجل لمحافظ القاهرة ووزيرة الثقافة، ولكن على رغم هذه المطالبات والمناشدات التي لم تتوقف، فإن الأمر ظل مشوباً بالغموض، فحتى كتابة هذه السطور لم يصدر أي تصريح من السلطات المحلية يبرر هذا القرار أو يشرح أبعاده. وفي إشارة إلى إصرار السلطات المحلية على المضي قدماً لتنفيذ قرار الهدم، أعلن الفنان معتز نصر أن هناك لجنة من المحافظة والحي التابع له المركز مدعومة بقوة أمنية توجهت إلى المكان لتأكيد جدية الهدم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لا يخفي مدير "مركز درب" دهشته وصدمته من هذا القرار المفاجئ، والأسلوب الذي أُبلغ به، إذ لم يتلق حتى الآن أي إخطار رسمي بالإخلاء، ولم يتم إطلاع إدارة المركز على خطة التطوير لمناقشة البدائل المتاحة. أمام هذا الإصرار من السلطات المحلية اضطر نصر الدين إلى التوجه باستغاثته إلى الوسط الثقافي المصري، كما تقدم بدعوة قانونية أمام مجلس الدولة، وهي الجهة القضائية المتخصصة بالمنازعات الإدارية.

يتساءل الفنان معتز نصر الدين ومعه جموع الفنانين والمثقفين في مصر عن سبب الإصرار على هدم المركز الثقافي رغم وجود بدائل متاحة. الجهة المقابلة للمركز كما يقول نصر الدين تشكل فراغاً بامتداد أكثر من 30 متراً، ما يتيح إمكانية توسعة الطريق من دون المساس بالمركز الثقافي. يتمنى مدير المركز أن يكون الأمر كله مجرد سوء تقدير من بعض الموظفين الذين لا يعرفون قيمة هذا المركز كما يقول، وما يضيفه للحياة الفنية والثقافية المصرية، ودوره في تنمية المنطقة المحيطة به. جمع نداء الاستغاثة الذي أطلقه نصر الدين حتى الآن نحو 10 آلاف توقيع، على أمل أن تثمر هذه الجهود والنداءات في وقف قرار الهدم قبل فوات الأوان.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة