ملخص
ازدادت هجمات المسيرات الأوكرانية على الأراضي الروسية خلال الأسابيع الأخيرة
قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لمجلس الوزارة اليوم الأربعاء إن روسيا ستحشد قواتها على حدودها الغربية في أعقاب انضمام فنلندا لحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة، وأوضح في كلمته الافتتاحية أمام مجلس وزارة الدفاع أن بولندا عضو حلف شمال الأطلسي أعلنت بالفعل خططاً لتقوية جيشها، وأنه يتوقع نشر عدد كبير من القوات والأسلحة التابعة لحلف شمال الأطلسي في فنلندا، التي أدى انضمامها إلى زيادة الحدود البرية المشتركة بين روسيا ودول الحلف إلى المثلين تقريباً.
وبحسب ما أعلنته الوزارة، قال شويغو "الغرب بصورة جماعية يخوض حرباً بالوكالة على روسيا"، وأشار إلى "الدعم غير المسبوق" لأوكرانيا بإمدادها بأسلحة تقدر قيمتها بعشرات المليارات من الدولارات لمساعدة كييف في صد القوات الروسية.
ووصف شويغو دخول فنلندا حلف شمال الأطلسي وانضمام السويد له مستقبلاً بأنه "عامل خطر يزعزع الاستقرار"، وتخلت الدولتان الواقعتان بشمال أوروبا عن حياد استمر عشرات السنين، وصمد خلال الحرب الباردة، وسعيتا إلى الحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي بعد الهجوم العسكري الروسي ضد أوكرانيا في مطلع العام الماضي.
وقال الوزير "من المرجح أن يجري على الأراضي الفنلندية نشر وحدات عسكرية وأسلحة هجومية إضافية تابعة لحلف شمال الأطلسي قادرة على إصابة أهداف حيوية في شمال غربي روسيا على عمق كبير"، وأضاف "اليوم سندرس خلال اجتماع المجلس الأمور المتعلقة بإنشاء منطقة عسكرية في كل من لينينغراد وموسكو بالتزامن مع تعزيز تجمعات جنود القوات المسلحة لروسيا الاتحادية على حدودنا الغربية".
وأردف أن بولندا أعلنت عزمها بناء أقوى جيش في القارة، وأصبحت "الأداة الرئيسة لسياسة الولايات المتحدة المناهضة لروسيا".
وقال شويغو إن عدد الوحدات العسكرية التابعة لحلف شمال الأطلسي من خارج المنطقة المتمركزة في شرق أوروبا ارتفع بواقع مرتين ونصف مرة منذ فبراير (شباط) من العام الماضي، ليبلغ العدد الإجمالي للقوات 30 ألف جندي حالياً.
وأضاف "هذه التهديدات للأمن العسكري الروسي تتطلب رداً مناسباً في توقيته وطبيعته، سنناقش التدابير اللازمة لتحييدهم خلال الاجتماع ونتخذ القرارات المناسبة".
بولندا
من ناحية أخرى قال ماتيه فاشيك وكيل وزير الداخلية البولندي لوكالة الأنباء البولندية الرسمية اليوم الأربعاء إن بلاده سترسل ألفي جندي إلى حدودها مع بيلاروس، وهذا العدد أكبر مرتين من العدد الذي طلبه حرس الحدود لمنع حالات العبور بصورة غير مشروعة إلى بولندا والحفاظ على استقرارها.
وشهدت بولندا زيادة في عدد المهاجرين من الشرق الأوسط ومن أفريقيا في الأساس ممن حاولوا عبور الحدود في الأشهر الماضية، واتهمت بولندا في العامين الماضيين بيلاروس بتجنيد المهاجرين في الدول الفقيرة وإرسالهم عبر الحدود بشكل غير قانوني لزعزعة الاستقرار.
وقال فاشيك للوكالة "اتخذت لجنة الأمن هذا القرار، اتخذ وزير الدفاع ماريوش بلاشتشاك هذا القرار".
وذكر فاشيك أن جميع محاولات المهاجرين الدخول بشكل غير قانوني إلى بولندا في الوقت الراهن تنظمها سلطات بيلاروس، وأضاف "لو كان هناك حرس حدود حقيقي على الجانب الآخر، لا خدمات لتسهيل التهريب، لم تكن لتحدث حالات العبور هذه في الأصل".
ولم ترد سفارة بيلاروس في وارسو على طلب للتعليق عبر البريد الإلكتروني، وبدأت بيلاروس تدريبات عسكرية بالقرب من الحدود هذا الأسبوع.
إسقاط مسيرتين
أسقطت الدفاعات الجوية الروسية مسيرتين كانتا متجهتين إلى موسكو حسبما أعلن رئيس بلدية المدينة، فجر الأربعاء، في وقت تزداد الهجمات من هذا النوع على العاصمة الروسية.
وقال سيرغي سوبيانين عبر "تيليغرام" "سجلت محاولة طائرتين مسيرتين عسكريتين التحليق فوق مدينتنا. وقد أسقطت كلاهما بواسطة الدفاع الجوي، واحدة في منطقة دوموديدوفو (جنوب العاصمة)، والثانية في منطقة طريق مينسك السريع"، من دون أن يعطي تفاصيل بشأن مصدر الهجوم.
وأضاف "حالياً لا توجد معلومات عن ضحايا" على صلة بالمسيرتين اللتين أسقطتا، مشيراً إلى أن خدمات الطوارئ موجودة في مكان الواقعة.
وازدادت خلال الأسابيع الأخيرة هجمات المسيرات الأوكرانية على الأراضي الروسية، وغالباً ما تستهدف موسكو وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا.
ووفقاً للسلطات، شهدت موسكو هجمات عدة بمسيرات الأسبوع الماضي، بما في ذلك هجوم ألحق أضراراً بمبنى تجاري في حي للأعمال.
هجمات البحر الأسود
في السياق، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء في تسجيل مصور أن بلاده سترد على هجمات روسيا في البحر الأسود لضمان عدم حصار مياهها وقدرتها على استيراد وتصدير الحبوب وسلع أخرى.
جاء هذا بعد أيام من هجمات بطائرات مسيرة أوكرانية محملة بالمتفجرات أصابت سفينة حربية روسية قرب ميناء روسي رئيس وناقلة روسية.
وقال زيلينسكي "إذا استمرت روسيا في الهيمنة على البحر الأسود، خارج أراضيها، وحاصرتنا أو أطلقت علينا النار مرة أخرى، أو أطلقت الصواريخ على موانئنا، فإن أوكرانيا ستفعل الشيء نفسه، هذا دفاع عادل عن فرصنا، في أي ممر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف "ليس لدينا كثير من السفن، لكن يجب أن يفهموا بوضوح أنه بحلول نهاية الحرب، لن تكون لديهم سفن، صفر".
ودعا الرئيس الأوكراني في تصريحات أدلى بها إلى صحافيين من دول أميركا اللاتينية روسيا إلى وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على الموانئ الأوكرانية والسماح بالتجارة.
ولم يتضح بعد موعد هذه الإفادة التي أدلى بها في مكتبه في كييف.
قصف أوكراني على دونيتسك
اتهم أليكسي كولمزين رئيس بلدية دونيتسك، الذي عينته روسيا، أوكرانيا بقصف مدينة دونيتسك مما أوقع ثلاثة قتلى، الثلاثاء.
وقال كولمزين على قناته على تطبيق "تيليغرام" إن 10 أشخاص أصيبوا بجروح بينهم فتى عمره 11 سنة.
وأضاف أن عدداً من المباني تضررت في أحياء عدة بالمدينة، منها محطة حافلات ومستشفى ومتجر ومبان سكنية.
دبابات مستعملة لأوكرانيا
وقال تاجر سلاح، الثلاثاء، إن دولة أوروبية اشترت العشرات من الدبابات المستعملة طراز "ليوبارد1" لصالح أوكرانيا التي تواجه الهجوم العسكري الروسي، مشيراً إلى أن تلك الدبابات كانت مملوكة في السابق لبلجيكا.
وكانت دبابات ليوبارد الألمانية الصنع محل جدال في وقت سابق من هذا العام، بعد أن قال وزير الدفاع البلجيكي لوديفين ديدوندر إن الحكومة بحثت إعادة شراء دبابات لإرسالها إلى أوكرانيا، لكن تقارير نقلت عنه القول إن الأسعار غير معقولة.
وسلط السجال الضوء على المأزق الذي تواجهه حكومات غربية تحاول توفير أسلحة لأوكرانيا بعد أكثر من عام من الحرب شديدة الوطأة، فالأسلحة التي نبذوها باعتبار أنها قد عفا عليها الزمن، أصبحت الآن مطلوبة بشدة، وغالبا ما تكون مملوكة لشركات خاصة.
واشترى فريدي فيرسلوس، الرئيس التنفيذي لشركة (أو أي بي) لاند سيستمز الدبابات من الحكومة البلجيكية منذ أكثر من خمس سنوات.
وقال لـ"رويترز"، إنه باع الآن جميع الدبابات الخمسين لحكومة أوروبية أخرى لم يستطع ذكرها بسبب بند السرية. وقال إنه أيضاً لا يمكنه الكشف عن السعر.
وقالت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، مساء الثلاثاء، إن شركة "راينميتال"، المصنعة للأسلحة، حصلت على الدبابات وستجهز معظمها للتصدير إلى أوكرانيا.
انفجار مصنع روسي
قالت السلطات المحلية في روسيا إن انفجاراً وقع اليوم الأربعاء بمصنع للمعدات البصرية في منطقة سيرجيف بوساد الواقعة على بعد 50 كيلو متراً شمال شرقي موسكو، أسفر عن إصابة 45 شخصاً في الأقل.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن خدمات الطوارئ قولها إن الانفجار وقع على ما يبدو في مخزن لمعدات ألعاب نارية، وأفادت قناة "ماش" الإخبارية على الإنترنت أن شركة للألعاب النارية تستأجر المخزن.
وقال مكتب رئيس بلدية سيرجيف بوساد إن 23 شخصاً نقلوا إلى المستشفى بينهم ستة يرقدون في العناية المشددة، وأظهر مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتسن التحقق من صحته، تصاعد دخان كثيف من مبان عالية ذات نوافذ مهشمة.
وينتج مصنع زاجورسك للمعدات البصرية والميكانيكية معدات بصرية لقطاعي الصناعة والرعاية الصحية وكذلك لقوات الأمن الروسية، لكن "تاس" نقلت عن مسؤولي خدمات الطوارئ قولهم إنهم لا يعتقدون أن الانفجار نجم عن هجوم لطائرة مسيرة أوكرانية، إذ شهدت موسكو ومحيطها هجمات بمثل هذه الطائرات خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية.