Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عندما دعا صدام إلى محاربة العراق إذا "اعتدى على دولة عربية"

وثائق نشرتها مجلة "المجلة" ذكرت أن حافظ الأسد ارتاب كثيراً من محاولات الملك حسين ضمه إلى تحالف مزمع بين العراق ومصر والأردن واليمن

صدام حسين في القمة العربية في عمان عام 1987 (غيتي)

ملخص

مجلة "المجلة" تكشف عن وثائق سرية لخطط صدام حسين ويوم قال "حاربوا العراق إذا اعتدى على دولة عربية"

في حلقة أولى نشرت مجلة "المجلة" وثائق ورسائل سرية حصلت عليها، تتناول حملة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين على خصمه السوري حافظ الأسد، والملابسات التي رافقت تشكيل "حلف رباعي" سعى إليه صدام مع مصر والأردن واليمن.

بعد مضي نحو شهرين على وقف إطلاق النار الذي مهد النهاية للحرب العراقية – الإيرانية، وتحديداً في نوفمبر (تشرين الثاني) 1988، وبحسب محضر اجتماع، وصل إلى الأرشيف الرسمي السوري مع وفد من المحامين العرب تجاهل صدام إيران وتركيز حملته على الأسد، لأن "النظام في سوريا وقف إلى جانب العدو والمحتل الغازي (يقصد إيران)"، وبما يشبه الملامة سأل الوفد عن سبب تقربهم من سوريا "فأنتم لا تقيمون علاقة مع الشعب والجغرافيا وإنما تقيمون علاقة سياسية مع النظام القائم نفسه، هل الناس الذين يحكمون سوريا غيروا تفكيرهم؟ فهذا تفكير وموقف استمر ثماني سنوات (وقوف الأسد مع إيران) وليس أسبوعاً لكي نقول إنها غلطة أو إغراء جن، أليس كذلك"؟ "المجلة" كتبت أيضاً أن صدام بعد الحرب مع إيران عمل على: إحكام القبضة في الداخل، ومحاولة تشكيل حلف رباعي أراد أن يضم مصر والأردن واليمن، والضغط أكثر على خصمه "البعثي" حافظ الأسد، وإجراء مناورات تصالحية في الخليج.

اللافت ما قاله أيضاً بشأن "عدم التدخل في الشؤون الداخلية"، داعياً العرب إلى "تجييش الجيوش لمحاربة العراق إذا اعتدى على قطر عربي أو إذا تدخل في شؤونه"، يذكر أن هذا الكلام جاء قبل ما يقارب سنتين لغزوه دولة الكويت المجاورة عام 1990.

حذر الأسد

الخشية السورية من "الحلف الرباعي" كانت في محلها، إذ وبحسب في وثيقة تحلل هذا التكتل حصلت عليها "المجلة" من أرشيف نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام نقله معه إلى باريس في 2005، توقعت دمشق "أن هذا المجلس سيفرز سلسلة من الأزمات في الساحة العربية، فثلاثة من أعضائه لديهم تطلعات باتجاه السعودية والكويت". وأيضاً ليس هناك رابط جغرافي بين أعضائه، إضافة إلى وجود نزاعات حدودية بين بعض الدول وجيرانها.

 وتنقل الوثيقة عن زعيم خليجي قوله "نحن في الواقع نستغرب الوضع. زارنا (العاهل الأردني الراحل) الملك حسين وهو يأتي إلينا دائماً، في الشهر أحياناً مرات عدة، وكنا عرفنا بموضوع التجمع، وانتظرت أن يحدثني عنه فلم يتحدث بكلمة واحدة، واستغربت ذلك، وتساءلت: لماذا لم يطرح الموضوع علينا؟ هم قالوا تجمع اقتصادي بحت، قلنا ماشي الحال".

لكن مبعوث الأسد أجابه "ليست هناك عوامل اقتصادية واحدة ولا عوامل جغرافية، هناك أهداف سياسية".

موقف الملك حسين

وتنقل "المجلة" أن الأسد سأل الملك حسين عن موقف دول الخليج، فأجاب "زرت بعض دول الخليج وتعمدت ألا يرافقني أحد حـتى لا تشكل (الزيارات) حرجاً لأحـد، في الكويت عاتبنا أميـر الكويت الشيخ جابر لأننا نعيش في مستوى معين وهم يرون أنه لا داعي للتنمية ولا للمشاريع". وتابع الملك حسين حملته على دول الخليج التي بدأت تبدي تخوفاً من العراق، و"حاول تطمينها وتأكيد أن العراق قوة لهذه الدول"، وذلك بحسب محضر اجتماع الأسد - حسين.

وعلى رغم كل الإغراءات التي ساقها، بقيت قناعة الأسد بأن رواية الملك حسين "غير صحيحة، لأنها لا تتفق مع رؤيتنا للخلفية التي أدت إلى إنشاء ذلك المجلس. لقد استنتجنا منذ البدء أنه سيكون مشكلة لدول الخليج التي على ما يبدو أبدت تخوفها وحاول الملك حسين كما قال تطمينها". كما أن الملك حسين كان أبلغ رئيس الوزراء السوري في عمان "لا بد من عمل شيء، إذا استطعنا توحيد جهودنا في هذه المنطقة ما كانوا يستطيعون (دول الخليج) حشرنا واللعب بنا، لا بد من عمل شيء والاعتماد على النفس، لو كانت العلاقة التي تربطنا مع سوريا هي نفسها التي تربط سوريا والعراق لما تجرأوا أن يعملوا ما يعملونه الآن. أنا تحدثت مع الرئيس حافظ عن التجمع الاقتصادي ومكان سوريا محفوظ وقيادي. لا بد أن نكون حذرين في البداية ونعلن أنه تجمع اقتصادي، هذه الدول تشكل عمقاً، لدينا المواد الخام والبشر، مكان سوريا محفوظ ومهم".

خلق الشكوك بين السعودية وسوريا

وتكشف الوثيقة عن أن الملك حسين قال للأسد "في مؤتمر القمة الإسلامي الذي عقد في الكويت ولم يحضره صدام حسين، بل حضر نائبه، وفي نهاية المؤتمر أخذت معي نائب الرئيس العراقي (عزت الدوري) وسألته عن سبب عدم حضور الرئيس صدام حسين إلى الكويت فأجابني نائب الرئيس: أنا شخصياً لم أكن سأحضر. ولما سألته عن السبب قال إن برقية وردتهم من السعودية تطلب ألا يشارك العراق لأن الرئيس الأسد سيحضر، وعلق الملك حسين أنهم لا يريدون اللقاء بين أي قطرين".

القيادة السورية، ناقشت حديث الملك حسين، وما مصلحة السعودية في عدم حضور صدام حسين وهي التي كانت بذلت جهوداً للمصالحة بين القطرين سوريا والعراق، وكان الاستنتاج، بحسب وثيقة سورية، أن "الهدف خلق الشكوك بين سوريا والسعودية، وإيجاد المبرر العراقي لعدم زيارة صدام حسين للكويت، لأنه كان يعد لـزيارة من نوع آخر وتحققت في الثاني من أغسطس (آب) 1990".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

"لا يوجد شيء غير سياسي"

وأيضاً بحسب وثيقة سرية كتبت "المجلة" أن الرئيس المصري حسني مبارك، وبعد غزو العراق للكويت قال للأسد في لقاء مغلق، إنه لمس "سوء النية عندما عرض العراقيون والأردنيون إنشاء قوة عسكرية". وأضاف "فوجئت وقلت لهم: لماذا"؟ كذلك فوجئ الرئيس مبارك بطلب صدام حسين توحيد أجهزة المخابرات في الدول الأربع، فرفض قائلاً "توحيد الأجهزة هذا شيء خطر".

وفي محاولة ثانية "لتفكيك" هذا الحلف الرباعي، ومبعوثاً من الأسد، زار خدام صنعاء، أحد أطراف هذا التحالف، بتاريخ الـ13 من سبتمبر (أيلول) عام 1989، والتقى الرئيس علي عبدالله صالح مرتين. يحلل خدام مواقف عبدالله صالح المتناقضة فهو شريك للعراق ضد إيران، ويريد تطويق السعودية عبر هذا التحالف الرباعي، وهو قوي الصلة بسوريا. وعندما سأل الرئيس اليمني عن "قمة عدم الانحياز" التي عقدت في بلغراد، أجابه خدام " كان جيداً لولا المجلس الرباعي"؟ فتساءل عبدالله صالح "أتقصد سفيرنا محمد الرباعي"؟ فأجبته: كلا المجلس الرباعي، أنتم أقمتم، لا بل أعلنتم، أنه مجلس اقتصادي فتحول إلى محور سياسي. فعقب قائلاً "بالتأكيد سيكون سياسياً، لا يوجد في العالم شيء غير سياسي". اللافت، تختم "المجلة" أن علي عبدالله صالح حاول التوسط بين صدام والأسد وسلم خدام وثيقة للمصالحة.

المزيد من تقارير