أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف حيال الطلب الصيني

ارتفعت أسعار النفط اليوم الأربعاء وبدد تراجع المعروض نتيجة خفوض الإنتاج من جانب السعودية وروسيا تأثير المخاوف في شأن تباطؤ الطلب من الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، فيما أظهر تقرير زيادة مخزونات الخام الأميركية.
وأفادت وسائل إعلام رسمية أن مجلس الوزراء السعودي أكد أمس الثلاثاء دعمه التدابير الاحترازية التي تتخذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها المعروفون باسم "أوبك+"، لتحقيق استقرار السوق.
وصعدت العقود الآجلة لخام "برنت" 22 سنتاً بما يعادل 0.3 في المئة إلى 86.39 دولار
وارتفع خام "غرب تكساس الوسيط الأميركي" 19 سنتاً أو 0.2 في المئة إلى 83.11 دولار للبرميل.
وكان العقدان زادا بما يقارب دولاراً واحداً خلال الجلسة السابقة.
وحقق النفط الخام مكاسب للأسبوع السادس على التوالي أثناء الأسبوع الماضي، وبلغ أعلى مستوياته منذ منتصف أبريل (نيسان) الماضي أول من أمس الإثنين، مدعوماً بتراجع إمدادات "أوبك+" وآمال في أن يعزز التحفيز تعافي الطلب على النفط في الصين.

تقليص الإنتاج

إلى ذلك قررت السعودية، أكبر مصدر للخام في العالم، تقليص إنتاجها من الخام بنحو مليون برميل يومياً اعتباراً من الأول من يوليو (تموز) الماضي وحتى نهاية أغسطس (آب) الجاري، مع القابلية للتمديد أملاً في تعزيز الأسعار من خلال تقييد العرض مع استمرار المخاوف إزاء الاقتصاد العالمي.

وتضاف تلك الخفوضات إلى نحو 3.16 مليون برميل قلصتها دول تحالف "أوبك+" من إنتاجها على مراحل بدأت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 وحتى مايو الماضي، وتطوعت روسيا بخفض مستويات الإنتاج والتصدير في الشهر نفسه بمقدار 500 ألف برميل يومياً، كما أعلنت الجزائر خفضاً بنحو 20 ألف برميل يومياً.

وتصل الخفوضات المعلنة من السعودية وروسيا إلى 1.5 في المئة من الإمدادات العالمية لترفع إجمال تعهدات "أوبك+" بخفض إنتاج النفط إلى 5.16 مليون برميل يومياً. 

 ويعمل التحالف على الحد من المعروض النفطي منذ أواخر عام 2022 لدعم الأسواق في مواجهة حال التقلب التي تشهدها والمخاوف من ركود اقتصادي يحد من الطلب. 

وسيعقد تحالف "أوبك+" اجتماعه المقبل للسياسات خلال نوفمبر المقبل، لكن ‏لجنة من الوزراء الرئيسين (لجنة المراقبة الوزارية المشتركة) ستعقد ‏اجتماعاً في الرابع من أغسطس الحالي  لمراجعة حال السوق.‏

 زيادة مخزونات الخام الأميركي

في غضون ذلك جاءت بعض ضغوط النزول من بيانات معهد البترول الأميركي أمس الثلاثاء، والتي أظهرت وفقاً لمصادر السوق ارتفاع مخزونات الخام الأميركية بمقدار 4.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، على رغم انخفاض مخزونات البنزين ونواتج التقطير.

ونقلت مصادر في السوق عن أرقام من معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط الخام الأميركية ارتفعت الأسبوع الماضي بينما انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير.
وقالت المصادر التي تحدثت شرط عدم الكشف عن هويتها إن مخزونات الخام ارتفعت 4.1 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في الرابع من أغسطس الجاري.
وتراجعت مخزونات البنزين 400 ألف برميل، فيما تراجعت مخزونات نواتج التقطير 2.1 مليون برميل، ولم يتسن الحصول على تعليق من المعهد.

وفي تقريرها الصادر لشهر يوليو الماضي توقعت "أوبك" نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 2.4 مليون برميل يومياً عام 2023، بزيادة 100 ألف برميل على توقعات الشهر الماضي، وهي المرة الأولى التي تعدل فيها المنظمة توقعاتها منذ فبراير (شباط) الماضي. 

وأرجعت المنظمة توقعات زيادة الطلب إلى ارتفاع طلب الصين، أكبر مستورد وثاني مستهلك للخام في العالم خلال الربع الثاني من هذا العام، إضافة إلى تحسن طفيف في الطلب داخل أميركا اللاتينية خلال الفترة نفسها.