حرائق هاواي تحصد عشرات القتلى

بلغت حصيلة ضحايا حريق الغابات المروع الذي دمر بلدة تاريخية سياحية في هاواي 53 قتيلاً، أمس الخميس، ما يجعل الكارثة التي تضرب الجزر الأكثر دموية منذ أن أصبحت ولاية أميركية، وتم نشر الحرس الوطني، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حرائق هاواي كارثة طبيعية، مفرجاً عن مساعدات فيدرالية لجزيرة ماوي بهدف تمويل أعمال الإغاثة والإيواء الفوري وجهود إعادة الإعمار.

تطال الحرائق خصوصاً جزيرة ماوي وبدرجة أقل جزيرة هاواي (رويترز)

جزيرة ماوي

وتطال الحرائق خصوصاً جزيرة ماوي وبدرجة أقل جزيرة هاواي، وتفاقمت حدة النيران بسبب رياح عاتية غذتها قوة الإعصار "دورا" الذي يضرب راهناً منطقة المحيط الهادئ، وتحول أحد المنتجعات على الساحل الغربي لماوي إلى رماد، وأكدت نائبة حاكم الولاية سيلفيا لوك لصحافيين أن هذه المدينة التاريخية التي كانت عاصمة مملكة هاواي في القرن الـ19 "أُبيدت"، وقالت "إنه أمر مروع جداً"، وأفاد مسؤولون محليون بأن حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 53 قتيلاً، وتضرر أو دمر أكثر من 270 مبنى في المدينة، وفقاً لآخر إحصاء أصدرته السلطات.

عمليات إجلاء

ورجح حاكم الولاية جوش غرين في تصريح لشبكة "سي أن أن" أن ترتفع حصيلة القتلى، وقال "عام 1960 كانت لدينا 61 وفاة، هذه المرة من المحتمل جداً أن يتجاوز إجمالي الوفيات ذلك بشكل كبير".

"هذه الحرائق وكل العواصف الشديدة التي ما زلنا نشهدها ناتجة بلا شك عن ارتفاع درجات الحرارة في كل أنحاء العالم" (أ ب)

وقالت السلطات في ماوي، إنه من المقرر إجراء مزيد من عمليات إجلاء السكان والسياح بالحافلات، وتم إجلاء آلاف الأشخاص من المناطق المنكوبة إلى مراكز للطوارئ أو إلى المطار.

وأجبرت الحرائق المستعرة السكان على إلقاء أنفسهم في المحيط هرباً من ألسنة اللهب، وأكد خفر السواحل إنقاذ عشرات الأشخاص من المياه.

تبرعات

وكتب الرئيس السابق باراك أوباما، المولود في هاواي، على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) "من الصعب رؤية بعض الصور الآتية من هاواي، المكان العزيز جداً لكثيرين منا"، داعياً إلى تقديم تبرعات.

دمرت الرياح العديد من أعمدة الكهرباء وانقطعت الاتصالات في جزء من جزيرة ماوي، ما أدى إلى تعقيد مهمة الإنقاذ إلى حد كبير، خصوصاً أن خدمة مكالمات الطوارئ 911 خرجت عن الخدمة في مناطق معينة في الجزيرة.

الجغرافيا البيئية

وقال توماس سميث الأستاذ المساعد في الجغرافيا البيئية في كلية "لندن" للاقتصاد والعلوم السياسية، "علماً أن الحرائق ليست غير معتادة في هاواي إلا أنها تمتد هذه المرة على مساحة أكبر من المعتاد، وامتداد النيران سريع وألسنة اللهب عالية"، وتحدث عن ظروف أدت إلى اندلاع حرائق هذا العام وبينها النباتات "شديدة الجفاف" على جزيرة ماوي، وسقوط أمطار أقل من المتوسط هذا الربيع، ودرجات حرارة أعلى من المعتاد، إضافة إلى تأثير الإعصار على رغم مروره على بعد مئات الكيلومترات إلى الجنوب الغربي، والمنخفض في الغرب بالقرب من اليابان ما ساعد على تأجيج الرياح".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي لشبكة "سي أن أن" "هذه الحرائق وكل العواصف الشديدة التي ما زلنا نشهدها ناتجة بلا شك عن ارتفاع درجات الحرارة في كل أنحاء العالم". وأضاف "علينا أن نأخذ هذا الأمر على محمل الجد".