كشفت هديل آل عاشور عن أن حيازة الميداليات الذهبية ليست أضغاث أحلام، بل واقع وحراك وجهد وشغف وطموح، كما تقول المقاتلة التي تسعى إلى اتخاذ بطولة ألعاب آسيا التي تستضيفها الصين هذا العام محطة تؤهلها للوقوف على بساط أولمبياد باريس 2024.
تستعد هديل لخوض النسخة الثانية من الألعاب السعودية بين 26 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 10 ديسمبر (كانون الأول) في العاصمة الرياض، بعد مشاركتها ضمن دورة الألعاب الآسيوية التي تقام في الصين الشهر المقبل.
وبعد حصولها على ثماني ذهبيات تلفت الملاكمة النظر نحو قضية التنمر ضد الطفل باعتباره الدور الأهم في رسالتها كلاعبة رياضية، كما تقول.
ورصدت جهات حقوقية ودينية عربية مثل الأزهر التنمر المدرسي باعتباره ظاهرة تنامت في السنوات الأخيرة وبرزت على السطح وبدأت تسترعي انتباه دول ومنظمات دولية عدة.
ووفقاً لإحصاءات صادرة عن منظمة اليونيسكو 2019 فإن ربع مليار طفل يتعرضون للتنمر سنوياً حول العالم، مفيدة بتعرض واحد من بين كل ثلاثة طلاب لهذه الهجمات مرة واحدة في الأقل شهرياً، وواحد من كل 10 يكون ضحية التنمر الإلكتروني.
أولمبياد باريس
ترتبط مشاركة هديل في أولمبياد باريس 2024 بشرط حصولها على الذهبية من بطولة دورة ألعاب آسيا، ولذلك قالت "هذا ما أسعى إليه في الحاضر وسأمنحه كل الوقت والجهد للحصول على أفضل نتيجة مرجوة".
وأضافت "ظننت أنني سأكتفي بتعلم رياضات فنون القتال لأجل نفسي وحياتي الشخصية، لكن الأمر تعدى ذلك بكثير وأصبح طموحاً وهدفاً".
تعد هديل أول ملاكمة سعودية تحصل على الذهبية في دورة الألعاب السعودية النسخة الأولى منها بوزن 60 كيلوغراماً، إلى جانب حصولها على المرتبة الثالثة على مستوى عربي خلال مشاركتها في دورة الألعاب العربية الخامسة عشرة، التي استضافتها الجزائر هذا العام كأول مشاركة دولية في سيرتها الرياضية.
وتبلغ نسبة النساء في الرياضة نحو 31 في المئة، ووفقاً لمسح أجري في عام 2021 في الولايات المتحدة، فإن 21 في المئة من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 سنة معجبون بالملاكمة النسائية الأقوى على الإطلاق، وفقاً لتصنيف ESPN الشامل لـ60 رياضة مختلفة.
بداية القصة
تقول اللاعبة المنتسبة إلى النادي الأهلي السعودي "لرياضات الدفاع عن النفس موضع اهتمام في نفسي منذ الطفولة، بمرور الأيام أصبحت الرياضة في حياتي منهجية وتخضع لخطة قواعدها مدروسة، فقط خضت التجربة على رغم صعوبتها وأمضيت أشهراً طوالاً في التدريب بمفردي".
ولفتت إلى أن التحدي كان متعة قائمة بذاتها، إذ "أعاد لنشاطي القوة والحيوية، حتى أعلن الاتحاد السعودي لرياضة الملاكمة موعد انطلاق أول بطولة للسيدات في السعودية، الأمر الذي طور تجربتي من خلال تمثيل بلدي في المحافل المحلية والدولية".
تابعت عضوة المنتخب السعودي لرياضة الملاكمة "شاركت ضمن معظم البطولات المحلية مثل دورة الألعاب السعودية النسخة الأولى منها، ولحقت بالمنتخب السعودي في رحلة معسكر بالفيليبين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
التنمر على الصغار
وفي سياق القضية التي جندت نفسها للدفاع عنها، تروي قائلة "وقفت على تجارب أطفال صغار ظهرت على شخصيتهم بوادر التطور والثقة في تعاملاتهم الاجتماعية بشكل واضح إثر ممارستهم رياضات الدفاع عن النفس، وقد أحدث الأمر فارقاً في حياة الذين تعرضوا للتنمر أو كانوا عرضة له".
حول تأثير الرياضة في حياتها الخاصة، تضيف "حياتي الآن أكثر انضباطاً، وطعامي صحي ونومي جيد، هذه النتائج المذهلة تدعوني إلى الاستمرار في ممارستها وبذل مزيد من الجهد والوقت".
وعزت إلى الملاكمة الفضل في تغير أسلوب إدارتها للمواقف، الذي قالت إنه أصبح "أكثر خفة وسلاسة في الوصول إلى المطلوب".