ملخص
لا تزال قريتان فلسطينيتان تتمسكان بفن السامر في أعراسها رغم اندثاره، فما قصته؟
بإيقاع منضبط موزون، تتمايل أجساد المشاركين في الأعراس بقرية المزرعة الشرقية شرق رام الله، مشكلين لوحة فنية بديعة عبر التصفيق وتحريك اليدين والكفين مع ترديد الأبيات الشعرية.
وإلى فريقين متقابلين ينقسم المشاركون في فن السامر أو الصحجة كما يسميها أهالي مدينة البيرة، الفريق الأول يردد صدر بيت الشعر، والثاني يرد عليه بالعجز بشكل جماعي موحد.
ويتوارث أهالي المزرعة الشرقية تلك الأبيات الشعرية عن آبائهم وأجدادهم، ويفتخرون بالتمسك بها، وتردداها في أعراسهم التي تجمع القرية كلها.
ولم يعد فن السامر يقتصر على كبار السن، لكن الشبان أصبحوا ينافسونهم في المشاركة فيه بعد اعتمارهم "الحطة والعقال" على رؤوسهم.
وخشية من ضياع أبيات شعر فن السامر، لجأ أهالي المزرعة الشرقية إلى كتابتها وتوثيقها بهدف الاحتفاظ بها من جيل إلى جيل. والسامر غناء لتلك الأبيات الشعرية يرافقه التصفيق الإيقاعي، وتمايل الجسد بإيقاع منضبط وموزون.
وعلى رغم اختلاف قوة الحركة وسرعتها وتكرارها ومدى انحناء الظهر، وترتيب الحركات في السامر، إلا أنها جميعاً تبقى بالقالب ذاته، فهي دبكة خفيفة سهلة وحيوية.
ويطلق "البداع" مع بدء ترديده أول كلمة في بيت الشعر شارة الانطلاق لفن السامر قبل أن ينضم إليه الرديدة الذين يصطفون في حلقات دائرية أو مستطيلة.
ويتناوب الفريقان التصفيق، فالفريق الذي يمارس التصفيق لا يغني إلا بعد أن ينتقل الدور له وبعد أن يتوقف الفريق الآخر ليتم تبادل الأدوار، ويفضل كبار السن فن السامر على غيره من الفنون كالدبكة، لأنه لا يحتاج إلى جهد عضلي وقوة بدنية.
وبسبب رصانة معاني فن السامر وجزالتها، فهو يمنح المشاركين فيه الطمأنينة والراحة والطرب إلى جانب دوره في التسلية والمرح.
ويقتصر وجود فن السامر حالياً في فلسطين على قريتي المزرعة الشرقية شرق رام الله وسنجل شمالها ومدينة البيرة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أعراس القرية
ويحرص مصطفى سعد ابن قرية المزرعة الشرقية على المشاركة في أعراس القرية التي يكون فيها فن السامر فقرة ثابتة فيها، إذ ينتظر أهالي القرية الأعراس بفارغ من الصبر.
وأشار سعد إلى أن شبان القرية أصبحوا يزاحمون كبار السن بالمشاركة في الصحجة بعد اعتمارهم الحطة والعقال على رغم أن هذه اللباس التقليدي أصبح مهجوراً.
أما المطرب الشعبي أحمد العامر، فيرى أن فن السامر يعد جزءاً من فقرات الأعراس الفلسطينية التي تبدأ بأغان تراثية مثل (يا زارعين السمسم)، قبل استقبال العريس بالأغاني ثم رقص الدبكة الشعبية وأخيراً فن السامر.
وأوضح العامر أن الآلات الموسيقية التي يستخدمها في حفلاته الغنائية هي "اليرغول والمجوز والشبابة"، مشيراً إلى تزايد عشق الفلسطينيين لتلك الآلات التراثية.
وتبدأ أبيات السامر الشعبي بمدح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام:
أول كلامي بصلي عالنبي الهادي أحمد محمد عليه الشمع وقادي
ثاني كلامي بصلي عالنبي المختار أحمد محمد ناصرنا على الكفار
وبعد ذلك يبدأ البديع بترديد أبيات شعرية للترحيب بالضيوف والمباركة لأهل العرس، مثل:
اللي يحبك يجيلك على القدم ماشي واللي ما يحبك يقلك ما دارناشي