ملخص
"محادثات جدة" تزيد الضغط على روسيا لتدرك أنها اختارت المسار الخاطئ وعليها سحب قواتها وجعل السلام ممكناً.
دعا المستشار الألماني أولاف شولتس إلى بذل مزيد من الجهود الدبلوماسية للضغط على موسكو حول أوكرانيا بعد المحادثات التي استضافتها السعودية خلال أغسطس (آب) الجاري في شأن الحرب في هذا البلد.
وشارك ممثلون لنحو 40 دولة تتقدمها الولايات المتحدة والصين وألمانيا والهند وغابت عنها روسيا، في محادثات استضافتها مدينة جدة ضمن مسعى سياسي جديد للسعودية الراغبة في أداء دور دبلوماسي على الساحة الدولية.
وقال شولتس خلال مقابلته الصيفية السنوية مع قناة "زد دي أف" الألمانية "من المنطقي بالنسبة إلينا مواصلة هذه المحادثات لأنها تزيد الضغط على روسيا لتدرك أنها اختارت المسار الخاطئ، وعليها سحب قواتها وجعل السلام ممكناً".
وسبقت المحادثات في مدينة جدة لقاءات مماثلة استضافتها كوبنهاغن في يونيو (حزيران) الماضي، هدفت إلى البحث في مسار يضع حداً للنزاع الذي اندلع اعتباراً من فبراير (شباط) 2022.
واعتبر شولتس أن المحادثات التي عقدت على مستوى مستشاري السياسة الخارجية كانت "مميزة للغاية وهي فعلاً مجرد بداية".
تأييد أوكراني
وأعربت أوكرانيا الإثنين الماضي عن رضاها عن المحادثات التي عقدت في السعودية، إذ سعت إلى حصد تأييد لخطتها للسلام المؤلفة من 10 نقاط، أبرزها الانسحاب الكامل للقوات الروسية من أراضيها.
وفي المقابل أكدت روسيا أن إنهاء النزاع لن يكون من دون إلقاء كييف السلاح، فيما بدأت القوات الأوكرانية شنّ هجوم مضاد في محاولة لاستعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها، وعلى رغم حصولها على كميات ضخمة من الأسلحة الغربية تحضيراً للعملية، إلا أن الهجوم لم يحقق إلى الآن النتائج المرجوة.
وطلبت كييف مراراً من برلين تزويدها صواريخ "توروس" البعيدة المدى لتعزيز قدراتها العسكرية، إلا أن ألمانيا امتنعت من ذلك إلى الآن خشية استخدام هذه الأسلحة في استهداف أراضي روسيا.
وأبقى شولتس موقفه من الأمر مبهماً خلال حديثه إلى "زد دي أف"، مع تأكيده أن بلاده باتت ثاني أكبر مزود لأوكرانيا بالسلاح بعد الولايات المتحدة.
وقال، "سنقوم دائماً بمراجعة كل موقف بصورة دقيقة للغاية، وما هو الممكن والمنطقي وما يمكن أن تكون عليه إسهاماتنا".
باريس تندد
وفي السياق دانت فرنسا اليوم الأحد "بأكبر قدر من الحزم" القصف الروسي الجديد الذي استهدف منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا وتسبب بمقتل سبعة مدنيين في الأقل، بينهم طفل (12 سنة) ورضيعة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة أوروبا والشؤون الخارجية في بيان إن "هذه الهجمات الجديدة على السكان المدنيين تظهر مجدداً ازدراء روسيا الكامل بكل مبادئ القانون الدولي الإنساني والتي تنتهكها في شكل صارخ ومتكرر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت أن "هذا العنف لا يستثني الأطفال، وبحسب النيابة الأوكرانية، قتل مئات الاطفال منذ شنت روسيا حربها على أوكرانيا".
وذكرت المتحدثة بأن الوزيرة كاترين كولونا قالت إن "هذه الأفعال تشكل جرائم حرب ولا يمكن أن تبقى من دون عقاب"، مؤكدة أن فرنسا "بالتعاون الوثيق مع شركائها ستواصل تقديم دعم إلى الهيئات القضائية الأوكرانية والمحكمة الجنائية الدولية بهدف التصدي للإفلات من العقاب في هذه الجرائم".
وتعد خيرسون إحدى أربع مناطق في أوكرانيا أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمها في سبتمبر (أيلول) 2022، وتسيطر القوات الأوكرانية على جزء منها وتتعرض بانتظام لقصف روسي، وقالت النيابة الأوكرانية إن 500 طفل قتلوا فيما أصيب نحو 1100 منذ بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.
سفينة شحن
من جهة أخرى أطلقت سفينة حربية روسية اليوم الأحد نيراناً تحذيرية على سفينة شحن جنوب غربي البحر الأسود بينما كانت تتجه شمالاً، وهي المرة الأولى تطلق فيها روسيا النار على سفينة تجارية خارج أوكرانيا منذ انسحابها من اتفاق تصدير الحبوب الشهر الماضي.
وانسحبت موسكو من الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، وكان يتيح لأوكرانيا تصدير منتجاتها الزراعية إلى الأسواق العالمية عبر موانئها على البحر الأسود، محذرة من أنها ستعتبر جميع السفن المتجهة إلى المياه الأوكرانية ناقلات أسلحة محتملة.
وقالت روسيا في بيان إن سفينتها فاسيلي بيكوف التي كانت في دورية أطلقت نيران أسلحة آلية على الناقلة "سوكرو أوكان" التي ترفع علم جزيرة بالاو لعدم استجابة قبطانها لطلب التوقف من أجل إجراء عملية تفتيش.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الناقلة "سوكرو أوكان" كانت تشق طريقها نحو ميناء إسماعيل الأوكراني، فيما تشير بيانات الشحن من "رفينيتيف" إلى أن الناقلة حالياً قرب ساحل بلغاريا وفي طريقها إلى ميناء سولينا في رومانيا.
وقالت الوزارة "أطلقت أسلحة آلية نيرانا تحذيرية لإجبار السفينة على الوقوف"، مضيفة أن قوات روسية صعدت على متن السفينة بمساعدة طائرة هليكوبتر من طراز "كا-29".
وأردفت الوزارة أنه "بعد أن أكملت مجموعة التفتيش عملها على الناقلة واصلت ’سوكرو أوكان‘ طريقها إلى ميناء إسماعيل".
وقال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إنه سمع بوقوع حادثة لسفينة متوجهة إلى رومانيا وإن أنقرة تتحرى الأمر، ولم يتسن لوكالة "رويترز" حتى الآن التواصل مع السفينة أو الشركة المالكة لها للتعليق، كما لم تعلق أوكرانيا بعد على الحادثة.
وفي الوقت نفسه قالت قناة روسية رسمية على تطبيق "تيليغرام" إن حركة المرور على الجسر الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم استؤنفت بعد توقفها لفترة وجيزة اليوم الأحد، ولم تذكر القناة سبباً لتوقف حركة المرور.