إثر إلغاء المادة 370 لا يزال حظر التجوال مفروضاً على إقليم كشمير الخاضع للإدارة الهندية. وجراء توقيف أنظمة الاتصالات، لم يتمكن الكشميريون على جانبي الحدود من معايدة بعضهم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
وطوقُ حظر التجول مُحكم في الإقليم الهندي الإدارة إثر قرار الهند الأحادي إلغاء المادة 370. وعُلّق العمل بأنظمة الاتصالات منذ الرابع من أغسطس (آب) 2019 إلى اليوم، يوم العيد، فانقطعت الاتصالات بين العائلات المقيمة على ضفتي خط وقف إطلاق النار وتعذّر عليها معايدة الأحباء.
قصة أشرف
أشرف من سريناغار يتحدر من مثل هذه العائلات، وهو جاء من الشطر التابع للإدارة الباكستانية في التسعينيات، وتزوج واستقر هناك، في حين أن أهله، شقيقته الوحيدة وأشقاءه الأربعة، واصلوا العيش في منطقة سوبور في سريناغار. وكلما سنحت الفرصة، كان أشرف يحظى بتأشيرة ويزور سريناغار ويلتقي عائلته.
وفي حديث لـ "اندبندنت أوردو"، قال أشرف إن والده توفي وإنه التقى والدته المرة الأخيرة عام 2015 حين زارت ميربور. وهو يقول إن والدته سعت طوال أربع سنوات في المحكمة، إلى الحصول على جواز سفر. وإثر تدخل المحكمة، تمكّنت والدته في نهاية الأمر من "الحصول على جواز سفر صالح لمدة عامين، ولكن اليوم، السلطات الهندية لم تعد تصدر لهم جوازات سفر".
وأفاد أشرف بأن آخر مرة تحدث فيها مع أمه كانت منذ أسبوعين، بعدما بدأت الأمور تتفاقم، فانقطعت الاتصالات كلياً. وقال بنبرة منفعلة "حتى في مناسبة العيد، لم تتسنَّ لي معايدة والدتي المسنة ولم يتسنَّ لي كذلك الكلام مع شقيقتي الوحيدة".
المادة 370
واستشهد شقيق أشرف الأكبر سناً على أيدي القوات الهندية. وهو يقول إن "الكشميريين كلهم لن يرضوا بإلغاء المادة 370 على ما حصل"، ويضيف "أنتمي إلى تلك المنطقة وأعتقد أن لحظة رفع حظر التجول، ستهب عاصفة تتلبد غيومها. فالناس لن يجلسوا مكتوفي الأيدي".
وروى أشرف أن أحد معارفه في الشطر الهندي الإدارة من كشمير، أبلغه أن قيود حظر التجول خُففت بعض الشيء بمناسبة صلاة العيد في الجانب الهندي من كشمير، وأن الناس خرجوا للاحتجاج في هذا الوقت، فأُعيد إحكام طوق حظر التجول من جديد.
وهذه ليست قصة أشرف فحسب، بل قصة كثيرين من أمثاله في كشمير التابعة للإدارة الباكستانية، الذين انقطعت الاتصالات معهم منذ الرابع من أغسطس، ولا يعرف الناس في الشطر الباكستاني أحوال أحبائهم في الشطر الواقع تحت الإدارة الهندية من كشمير.
ومع قطع الاتصال بالشبكة الهاتفية، يتوق التلامذة الكشميريون في شطري كشمير إلى التواصل مع أحبابهم وسماع صوتهم. وغردت الطالبة المقيمة في الهند والناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي، شهلا رشيد، على تويتر قائلة "من أين للعيد أن يكون، إذا لم يسعني معايدة أمي في الصباح الباكر؟".
استجواب أجهزة الاستخبارات
وحين تواصلنا مع عائلات أخرى مقيمة في الشطر الواقع تحت الإدارة الباكستانية من كشمير، قالت إنها ترغب في الكلام ولكنها تخشى أن يتعرض أحباؤها في المناطق التابعة للإدارة الهندية في كشمير، إلى مضايقة الأجهزة الاستخبارية. وفي حديث مع "اندنبندنت أوردو"، روى رضا (اسم مستعار) أنه يتحدر من منطقة راجوري في الشطر الواقع تحت الإدارة الهندية، ولكنه لم يتعرض يوماً منذ وصوله للمرة الأولى إلى باكستان، للاستجواب على أيدي الأجهزة الباكستانية. لكنّ أجهزة الاستخبارات اعتقلت صبياً، يقيم على مقربة من منزله ويتحدر من عائلة من سريناغار بعد الاشتباه به، ثم أفرجت عنه بعد استجوابه.
ويقول رضا إن "الخوف من تعريض أحبائهم لخطر الاستجواب هو السبب الوحيد وراء تجنب سكان القسم الهندي الإدارة من كشمير، أي تواصل مع وسائل الإعلام". وبحسب رضا، يتعرض أحباؤه للاستجواب القاسي على أيدي الأجهزة الهندية إذا ما زاروا الشطر الباكستاني الإدارة من كشمير للقاء الأعزاء على قلوبهم هناك.
ولدى التواصل مع مسؤولين أمنيين، قالوا إن "الحاجة تبرز أحياناً إلى الاستجواب لتقصي قنوات مريبة أو أنماط"، وإن "براءة كثيرين تثبت، هذا ما هو عليه عملنا، ولكنه لا يُطلق يد الأجهزة الأمنية في الاستجواب وإقلاق راحة أياً كان أو إزعاجه".