Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رأي بريطانيين في جيرانهم الجواسيس الروس

سكنوا ضواحي بريطانيا طوال سنوات وألقت شرطة مكافحة الإرهاب القبض عليهم وفي حوزتهم ملابس رسمية مزيفة وجوازات سفر وبطاقات صحافية مزورة بنية "سوء الاستغلال"

الجواسيس المشتبه فيهم: (من اليسار) كاترين إيفانوفا وأورلين روسيف وبيسير ديزامبازوف (اندبندنت)

في المملكة المتحدة، تحدث عدد من الجيران عن طبيعة الحياة في الضواحي التي كان يعيشها جواسيس [ألقي القبض عليهم أخيراً] بعد الاشتباه في أنهم يعملون لمصلحة روسيا، وقد كان اثنان منهم جارين لأحد رجال الشرطة البريطانية طوال سنوات.

وكان المواطنون البلغاريون أورلين روسيف (45 سنة) وبيسير ديزامبازوف (42 سنة) وكاترين إيفانوفا (31 سنة) قد اعتقلوا في فبراير (شباط) الماضي في عملية مداهمة بارزة نفذتها الشرطة البريطانية، ولكن قبل ذلك بدا أنهم شغلوا وظائف عادية.

اتُهم الثلاثة بحيازة جوازات سفر وبطاقات هوية مزورة ووثائق أخرى "بنية الاستغلال لتحقيق مآرب سيئة"، وذلك بعدما نفذت شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا مداهمة لمنزليهم في هارو [شمال غربي لندن] وغريت يارموث [في المقاطعة الإنجليزية نورفولك].

ويقال إن الشرطة تعرفت إلى وثائق مزورة تحاكي تلك المتداولة في دول عدة من بينها المملكة المتحدة وبلغاريا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وجمهورية التشيك، كانت في حوزتهم. كما زُعم أنها عثرت على ملابس خاصة بالقناتين الوثائقيتين التلفزيونيتين "ديسكفري" و"ناشيونال جيوغرافيك"، قيل إنها استخدمت في عمليات مراقبة نفذها الجواسيس.

وتحدث جيرانهم عن صدمة أصابتهم يوم الثلاثاء الماضي بعدما أخذت التفاصيل تتبدى حول السنوات التي [أمضاها الجواسيس] في بريطانيا والتي بدت بريئة في ظاهرها.

قال السكان إن ديزامبازوف وإيفانوفا، اللذين عاشا في المنزل عينه كزوجين في "منطقة هادئة بعيدة من الضوضاء" في هارو، كانا "ودودين"، وعُرفا بالاسمين ماكس وكيت. قال أحد الجيران إنهما "كانا بعيدين من الأنظار"، حتى إنهما كانا جارين لأحد رجال الشرطة البريطانية.

شارك الاثنان في منظمة مجتمعية تقدم خدمات للبلغاريين، وقيل إنهما عملا في لجان انتخابية في لندن تساعد المغتربين البلغاريين على الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات.

"لست أفهم، لا شيء يذكر هنا في ضواحي هارو"، قال سيمون كورسيني البالغ من العمر 49 سنة، والذي يملك "جينوز كافيه" Gino’s Cafe في البلدة الخضراء شمال غربي لندن منذ 25 عاماً.

وتحدث موظف في متجر على مقربة من منزل ديزامبازوف عن الأخير، فقال إنه "تماماً مثل أي شخص عادي، يدخل ويخرج" من متجره شأنه شأن أي كان.

أحد السكان المقيمين على مقربة من منزل ديزامبازوف، علماً أنه لم يرغب في الكشف عن اسمه، أبلغ "اندبندنت" إنه [شخصياً] كان غالباً ما يرحب بديزامبازوف وإيفانوفا، واصفاً إياهما بـ"الجارين الودودين وكثيري الكلام [غير المتحفظين] وعاديين"، اللذين عاشا مع والدة إيفانوفا ويتحدران في الأصل من صوفيا، عاصمة جمهورية بلغاريا.

كان ديزامبازوف يعمل سائقاً في المستشفيات، فينقل أكياس الدم من بنك دماء إلى آخر، قال الجار، بينما كانت إيفانوفا تدير مجموعة تدعم المهاجرين الذين يلجأون إلى هذا الموطن الجديد، وتساعدهم في العثور على سكن ووظائف.

يرد في الملف الشخصي الخاص بإيفانوفا على "لينكد إن" أنها تعمل مساعدة في مختبر طبي تابع لشركة طبية خاصة.

كذلك قال الجار السابق إن الزوجين استمتعا بالذهاب في رحلات إلى الخارج وإقامة حفلات الشواء معاً في حديقتهما الخلفية، بينما واظب ديزامبازوف على ممارسة تمارين رفع الأثقال في منزله برفقة أحد الأصدقاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

داليا كاهوليف ذات الـ 37 سنة، التي تقطن الحي نفسه منذ ثلاث سنوات مع أطفالها، قالت إنها تعرف ربما إيفانوفا ولكن الزوجين كانا "منعزلين عن الناس"، على حد وصفها.

وذكرت كاهوليف أن "الحي تسوده علاقات جيدة بين الجيران، ولكن حقيقة أننا لم نتواصل أبداً مع الزوجين [الجاسوسين] تشير إلى أنهما كانا يتجنبان الآخرين".

"من الواضح إنهما تجنبا لفت الأنظار"، قالت بولين سومر، الموظفة في المتجر الأقرب إلى منزل ديزامبازوف وإيفانوفا.

وذكر كثير من السكان إنهم لاحظوا وجود عدد كبير من رجال الشرطة على طريق العودة في فبراير (شباط) عندما ألقي القبض على الزوجين، ولكن لم يخطر في بال أحد أن السبب وراء ذلك [جريمة تجسس].

أما [المتهم] روسيف الذي سكن في أحدث عنوان له إحدى الغرف في نزل في بلدة غريت يارموث، فيزعم في ملفه الشخصي على "لينكد إن" أنه عمل سابقاً مستشاراً لوزير الطاقة البلغاري.

عند انتقاله لاحقاً إلى المملكة المتحدة في عام 2009، أمضى روسيف ثلاث سنوات في منصب كبير المسؤولين التكنولوجيين في شركة تقدم الخدمات المالية، وذكر أنه صاحب شركة متخصصة بالذكاء الاصطناعي وأنظمة الاتصالات المتطورة على مدى السنوات العشر الماضية.

منزل الضيوف، الذي يقال إن روسيف سكن فيه، واحد من فنادق عدة وغرف مبيت تقدم وجبة الفطور، تشكل الجزء الأكبر من "شارع برنسيس"، الواقع على مرمى حجر من الواجهة البحرية المزدحمة في مدينة نورفولك وطريق واحد فقط من الشارع الرئيس.

قال العاملون في الشركات المجاورة إنهم لم يلحظوا أي علامة تؤشر إلى وجود ضيوف في مكان الإقامة طوال عام من الزمن على أقل تقدير، وعلى رغم أن إحدى النوافذ العلوية كانت مفتوحة، أحد لم يجب عندما قرعت "اندبندنت" جرس الباب.

كذلك بدا أن أياً من العاملين في الفنادق الواقعة في الشارع نفسه لم يتعرف إلى روسيف عندما عرضت "اندبندنت" عليهم صورته المنشورة يوم الثلاثاء.

ولكن مع ذلك، قال كثيرون إنهم رأوا خيمة زرقاء للشرطة منصوبة خارج العقار قبل أشهر عدة، ولكنهم لم يكونوا متأكدين من السبب وراء ذلك، ولم يجدوا أي داعٍ لطرح تساؤلات أخرى كونهم معتادين على عمل الشرطة في الشارع.

"تحدث هنا أمور مجنونة كثيرة، وتبقى من دون تفسير"، قال بيلي، نادل يبلغ من العمر 28 سنةـ "إنها مدينة متقلبة جداً في الوقت الحالي"، أضاف.

"تبقى الأمور ساكنة، أو تضج المنطقة بكل الحوادث من السرقات الصغيرة حتى قتل الناس... إنها مدينة ساحلية، ويشكل ذلك جزءاً لا يتجزأ منها لسوء الحظ". ولكن أضاف بيلي أن وجود جاسوس روسي مشتبه فيه مسجل على أنه أحد سكان الشارع "أمر غريب بعض الشيءـ أُقر بذلك".

وقال موظف آخر في شركة مطلة على البحر: "على ماذا يتجسسون؟ إنها غريت يارموث بحق السماء".

و"بصرف النظر عن ذلك، لقد رأينا كل شيء، وسمعنا كل شيء"، أضاف الموظف.

وظهر المشتبه فيهم الثلاثة في المحكمة الجنائية المركزية "أولد بيلي" في لندن في 31 يوليو (تموز)، وأودعوا الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق قبل موعد المحاكمة الذي لم يتحدد موعده بعد.

وكان رجل وامرأة خرجا من السجن بكفالة بعد إلقاء القبض عليهما في لندن ضمن التحقيق عينه المتصل بقانون الأسرار الرسمية، ومن المقرر أن يعودا إلى الحجز الشهر المقبل.

وتأتي الاعتقالات في وقت قالت الأجهزة الأمنية البريطانية إنها تصرف جزءاً متزايداً من عملها في مواجهة "تهديدات من دول معادية"، وكانت روسيا محط تركيز خاص منذ محاولة اغتيال سيرغي سكريبال في عام 2018.

من جانبه، قال كين ماكالوم، رئيس جهاز الاستخبارات البريطانية MI5، في آخر تحديث سنوي له بشأن التهديدات إن الجهاز "يبذل جهوداً حثيثة كي تكون المملكة المتحدة أصعب بيئة عرضة للعمليات السرية الروسية [بيئة محصنة ضد العمليات السرية الروسية]".

وأضاف: "سيكون علينا المضي قدماً في هذه الجهود [لكفاح العمليات الروسية]: إلى جانب محاولات الاغتيال، تتضمن مجموعة الأدوات السرية الروسية هجمات إلكترونية، ومحاولات تضليل وتجسس وتدخل في العمليات الديمقراطية [الاقتراع والتصويت]، واستخدام الأوليغارشية المتحالفة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وغيرها كأدوات للتأثير".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات