ملخص
أطلقت الفصائل الفلسطينية 50 صاروخاً تجاه البحر في رسالة تهديد لإسرائيل حال المساس بالأسرى
بعد ثماني ساعات من المفاوضات المكثفة، التي كادت تتعثر ثلاث مرات، والتي جرت بين الأسرى الفلسطينيين وإدارة السجون الإسرائيلية، توصل الطرفان إلى وقف ألف معتقل إضرابهم المفتوح عن الطعام وتعليق باقي السجناء الذين يزيد عددهم على أربعة آلاف خطوات تصعيد الاحتجاجات.
وجاءت هذه المفاوضات، لمحاولة إيجاد حلول لتوتر السجون، بعد أن أضرب نحو ألف أسير فلسطيني عن الطعام، لكن خطواتهم الاحتجاجية لم تستغرق سوى 36 ساعة، وجاءت اعتراضاً على الإجراءات القاسية التي تنفذ مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى.
غليان المعتقلات
ومنذ أسبوعين تشهد السجون الإسرائيلية التي يحتجز فيها فلسطينيون حالة توتر شديد، وبحسب مؤسسات الدفاع عن الأسرى فإن غليان المعتقلات هذه الفترة يعد الأعنف منذ عام 1989، حيث يعيش المعتقلون أوضاعاً قاسية وانتهاكات جسيمة ترقى لجرائم حرب.
وفي تفاصيل ما يجري في السجون، فإن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قرر زيادة الضغط على الأسرى الفلسطينيين، وفق خطة يعمل على تنفيذها بتأييد من حكومة بنيامين نتنياهو واتخذ خطوات قاسية بحقهم، من بينها اقتحام قوات القمع (اليماز ودورو وكيتر) أكبر السجون التي يحتجز فيها أكثر من ربع المعتقلين الفلسطينيين (نحو 1400 سجين من أصل خمسة آلاف) بطريقة وحشية واعتدت على أسرى حركة "حماس" في القسمين الثالث والرابع من السجن الذي يضم 12 قسماً.
ونفذت قوات القمع اقتحامها للسجن في ساعات مبكرة من صباح أول من أمس الخميس، بطريقة مفاجئة وأثناء نوم الأسرى، وبعد الاعتداء على المعتقلين الذين يتبعون حركة "حماس" كبلت أيديهم وأرجلهم وأخرجتهم من أقسامهم التي هي عبارة عن خيام، في حين أن باقي السجن مشيد ويضم غرفاً.
شد وجذب
وعملت إدارة السجون على توزيع أسرى "حماس" على السجون الأخرى من دون أن يصطحبوا معهم ملابسهم وممتلكاتهم الأخرى، وهذا الإجراء الذي دفع ألف أسير إلى اتخاذ قرار عاجل بالإضراب المفتوح عن الطعام بدأ الساعة الثامنة صباح الخميس، وانتهى في مساء الجمعة، بعد أن أجرت إدارة السجون مفاوضات لوقف هذا الاحتجاج واستجابت خلال المباحثات لمطالب المعتقلين.
رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين الوزير قدورة فارس قال، إن إسرائيل تستخدم عمليات النقل المتكررة بحق الأسرى كأداة للتنكيل، وهذا إجراء مرفوض، لأن هناك أسرى يعانون مشكلات صحية ونقلهم يشكل لهم مضاعفات، لافتاً إلى أن هذه الخطوة تؤثر في المعتقلين الذين مر عليهم سنوات طويلة وخلقوا فيها حالة من الاستقرار والعلاقات الاجتماعية، التي تسهم في فاعليتهم داخل السجون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف فارس "اقتحامات السجون هذه الفترة هي الأوسع منذ سنوات، وجاءت بعد يومين من زيارة بن غفير لسجن النقب، وإصداره تعليمات بتشديد ظروف اعتقال الأسرى مرة أخرى، هذا انتهاك إضافي وجريمة حرب يجب إيقافها".
إجراءات عدة
ليس هذا كل ما يجري في المعتقلات، بل أيضاً تتخذ إدارة السجون قرارات تثير غضب الأسرى، ومن بينها منع أهالي الأسرى من زيارة أبنائهم، وسحب الأجهزة الكهربائية من داخل الغرف خصوصاً المراوح، ومنع الإفراج عن الأسرى حتى إذا كانوا مرضى معرضين للوفاة، وكذلك قطع المياه الساخنة عنهم مع وضع إقفال على الحمامات، وفرض تكاليف على علاجات الأسنان المقدمة لهم في المعتقل.
وإلى جانب ذلك، أصدرت إسرائيل منذ بداية العام الحالي ألفي اعتقال إداري، من بينهم 1200 ما زالوا يقبعون في السجون من دون تهم أو محاكمة، إضافة إلى أن الوزير إيتمار بن غفير طرح مشاريع قوانين ومقترحات لإعدام الأسرى وسحب جنسياتهم أسرى، وترحيل عائلات القتلى والأسرى من القدس الشرقية أو الأراضي الإسرائيلية إلى قطاع غزة.
مواقف الأسرى
ومنذ اليوم الأول لتسلمه منصبه، يعمل الوزير الإسرائيلي على تعميق معاناة الأسرى في أكبر السجون، إذ زار خمسة معتقلات من أصل 23. وقال إنه "استمع من كثب إلى طاقم السجانين والحراس ليرى إذا كانت السياسة التي يقودها في وزارة الأمن القومي يجري بالفعل تطبيقها على الأرض، وإنهاء ظروف المعسكر الصيفي".
ورداً على هذه الإجراءات، نفذ الأسرى خطوات احتجاجية وعصياناً إدارياً شاملاً تمثل في لبس ملابس السجن بشكل مستمر، والتأخير في الساحة وإعاقة الفحص الأمني وعدم الوقوف للعد الصباحي والمسائي.
مناورة وتهديد
وكيل وزارة الأسرى والمحررين بغزة بهاء الدين المدهون قال، إن الأوضاع معقدة وصعبة، واستمرار إدارة السجون في تجاهل مطالب الأسرى يفجر الأوضاع داخل السجون، ويدفع للدخول في موجة جديدة من التصعيد والمواجهة التي لن تبقى حبيسة أسوار السجن بل ستمتد لكل مكان".
وبالفعل، أطلقت الفصائل الفلسطينية نحو 50 صاروخاً تجاه البحر، من بينها صاروخ "عياش 250"، الذي يصل مداه إلى نحو 250 كيلومتراً، وقرأ موقع "إنتلي نيوز" العبري ذلك بأنه يأتي رسالة في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على أسرى الحركة.
رسالة قوة
وحول هذه المناورة، قال رئيس حكومة غزة التابعة لحركة "حماس" عصام الدعاليس إن "إطلاق 50 صاروخ رسالة قوة، على إسرائيل فهمها إذا أوقعت مكروهاً بأسرانا، وعلى بن غفير تذكر ما حدث في مايو (أيار) الماضي عندما ارتقى خضر عدنان".
من جهته حذر نائب رئيس حركة "فتح" محمود العالول السلطات الإسرائيلية من المساس أو الاستفراد بالأسرى لأن لذلك تبعات خطرة، موضحاً أنهم يسعون بشكل متواصل لمنع إدارة السجون من التجاوز ويعملون مع المؤسسات الدولية على ذلك.
ولم تنف إسرائيل التضييق على الأسرى، إذ أقر وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير "أعمل على وقف تحسين حياتهم في السجون، لا يزال هناك الكثير الذي يتعين علي العمل والقيام به، وأسعى إلى أن توافق الحكومة على خطتي التي تشمل إجراءات أخرى لفرض مزيد من الشروط والتشديدات".