Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تؤثر "الملونات الغذائية" في تربية الأطفال الصحية؟

كثر منهم في عمر سنة إلى سنتين يصابون مستقبلاً بصدمة غذائية نتيجة تناول الحلويات والسكاكر بشكل مفرط

أفضل طريقة لتلافي أضرار الملونات الغذائية هي تتبع أرقامها ورموزها قبل الشراء وإعطاء مزيد من الوقت لذلك أثناء التسوق (ويكي)

ملخص

المعلومات المتوافرة لدى اختصاصيي التغذية وبعض الأطباء حول الملونات الغذائية لا تكفي لإدانتها رغم إسناد كثير من التهم إليها بأنها مواد مسرطنة وذات تأثيرات صحية خطرة

يتدخل الذكاء الاصطناعي في عالم اليوم بعمليات تلوين الغذاء وحفظه، وتقول اختصاصية التغذية طيف العبادي في هذا الصدد إن "الأجهزة الإلكترونية حاضرة في جميع المصانع اليوم وتعطي خلال لحظات قليلة نتائج دقيقة عن تلوث الغذاء بالمواد البلاستيكية والملونات التي تستخدم في الحلويات"، فالمواد المضافة إلى الأغذية عموماً وإلى الحلويات خصوصاً تقسم إلى قسمين، طبيعي واصطناعي.

وتعود الخطورة في استخدام هذه المواد لـ"طريقة التصنيع والتغليف" بمعنى أنه لا يجوز التعميم في هذا المجال الواسع الذي "يعوزه البحث"، وفقاً للدكتور بسام يحيى، اختصاصي السكر في أحد مستشفيات القطاع العام الأردني.

ويعتقد يحيى، إضافة إلى صيادلة من القطاع الخاص في الأردن، بأنه من الضروري الخوض في أبحاث كثيرة ذات طابع علمي معقد قبل الشروع في الحديث عن هذه المواد، لكن الصيدلاني عمر مقدادي الذي يدير عدداً من الصيدليات في العاصمة عمان، ينصح زبائنه والمستهلكين عموماً بتتبع الرقم المتبوع بالرمز (E) فوق المنتجات الملونة والذي يسمى (E number) والمعروف أيضاً وفق وكالة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) باسم "الكود الغذائي" لمعرفة مزيد عن المواد الملونة التي لا بد من أن يكون لها رقم من هذا النوع يمكن تعقبه من خلال الإنترنت، ويضيف "لا نخسر شيئاً إذا أمضينا دقائق إضافية عند التسوق في قراءة الكودات وتتبعها عبر الإنترنت قبل شراء المنتج، خصوصاً منتجات الأطفال من الحلويات والسكاكر".


براءة مؤقتة

ولا يمكن لكثير من المتخصصين في الطب العام والتغذية والصيدلة تأكيد معلومات عدة متداولة على الشبكة العنكبوتية عن مجال الضرر الكبير الذي قد تسببه هذه المواد الملونة والبراقة، بل إن العبادي التي تخرجت في الجامعة قبل عامين فقط، ذهبت إلى القول إن معلومات عدة يتداولها الناس عن هذا الموضوع "غير مؤكدة"، مما يعني أن هناك نوعاً من الثقة بهذه المنتجات، خصوصاً من الأجيال الجديدة، وأن هذه المنتجات في الوقت الراهن "بريئة من التهم المسندة إليها إلى أن يثبت العلم بشكل واضح وصريح عكس ذلك"، لكن الاختصاصيين يلفتون النظر إلى خطورة هذه المواد من زاوية تسويقية، فهي وفق كثيرين، تلعب دوراً حاسماً في التشجيع على شراء السكاكر والحلويات لأنها تغير اللون.

ويضيف يحيى "حتى نكون علميين نحتاج إلى دراسة الأبحاث السابقة من أجل أن يكون الرأي صادقاً ودقيقاً. وما لا يختلف عليه المتخصصون هو أن هذه المواد المضافة غير مفيدة وعددها كبير، وهي أكثر من مادة واحدة، سواء للحفظ أو لتحسين اللون. أضف إلى ذلك أن الحلويات والسكاكر هي بحد ذاتها مواد تفتقر إلى القيمة الغذائية، مما يعني أن كثرة استهلاكها يتم بفعل عوامل أخرى وصفها الاختصاصيون بأنها تسويقية من أجل الربح، أو تربوية خاطئة تمارس من قبل الأهل الذين ينظر كثير منهم إليها على أنها مهدئات لغضب الأطفال أو طريقة لإشغالهم أو حتى تحفيزهم لإنجاز الفروض المدرسية أو النوم في مواعيد محددة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الجذب البصري والمضار الصحية

من ناحية ثانية، يهتم علم التسويق بعوامل الجذب البصري ويلعب دوراً في تغيير الرأي العام تجاه المنتجات التي يريد زيادة مبيعاتها من خلال فن البيع الذي يعمل المسوقون بواسطته على تطوير قيمة المنتج وإيصاله إلى المستهلك.

ويرى خبير التسويق العالمي فيليب كوتلر أن تغيير وجهة نظر الأميركيين إزاء منتج محدد تكون من خلال "إنفاق أموال زائدة" لجذب الانتباه نحو إيجابيات قليلة في مثل هذه المنتجات وتضخيمها لتقليل النظرة السلبية إليها والتغطية ما أمكن على مضارها الصحية.

إلى ذلك، يؤكد اختصاصي الطب العام مخلص مزاهرة عبر مقالة على الإنترنت أن "كثيراً من الأطفال من عمر سنة إلى سنتين يصابون بصدمة غذائية نتيجة تناول الحلويات والسكاكر بشكل كبير تحت ذريعة تربوية تمارس بشكل غير لائق طبياً من الأهل"، إذ يمتنع كثيرون منهم مستقبلاً عن تناول أغذية مفيدة بسبب مذاقها الذي لا يشبه مذاق السكاكر، وتشدد العبادي

في هذا الشأن على أن "الخروج من هذه المشكلة التي تسبب سوء تغذية للأجيال المقبلة يتمثل في خلق بدائل منزلية أكثر إبداعاً تعتمد على الجذب البصري مثل تجهيز الذرة المنزلية والفواكه المقطعة وترغيبهم في تناول الخضراوات وتطويعهم من أجل الوصول إلى التنوع الغذائي المطلوب في أعمارهم الصغيرة قبل البلوغ".

أشهر الملونات

ويعد "الكراميل" واحداً من أشهر الملونات التي بدأت بشكل طبيعي ثم تحولت إلى الصناعة مع الوقت، ويدخل في كثير من الحلويات والأغذية كملون أيضاً بسبب لونه الذي يثير الغرائز ويفتح الشهية ويدخل في معظم أنواع الحلوى والكولا وبعض المشروبات الروحية والمثلجات والحلوى الدبقة، ووفق مقالات في مواقع علمية مختلفة استندت إلى معلومات نشرت على موقع مؤسسة الغذاء والدواء الأميركية فإن من الملونات إلى جانب الكراميل، الملونات الصفراء الضارة (E 110) فيما الأصفر النافع رمزه (E100)، أما الأخضر الضار فرمزه (E143) والأخضر النافع (E140)، ويؤخذ اللون النافع من مصدر نباتي (الكلوروفيل) فيما تؤخذ الضارة من مصادر معدنية أو غير عضوية مثل اللون الأصفر النحاسي.

من جهة أخرى طالبت هيئات عالمية عام 1990 وكالة الدواء والغذاء الأميركية حظر بعض الملونات ومنع استعمالها نهائياً في الولايات المتحدة ومنها مادة "الإريثروزين" ورمزها (E127)، فيما يعد الكركم الذي يمنح اللون البني النارينجي الشهير من أقدم الملونات إلى جانب "النيلة" التي تمنح اللون الأزرق الغامق المعروف.

أخيراً، لا تغري الألوان الزاهية والبراقة في الحلويات تحديداً الأطفال فحسب، بل إن دراسات لأطباء نفسيين أكدت أن الكبار والبالغين يمرون بمراحل من حياتهم وبشكل يومي أحياناً يبحثون فيها عن الحب من خلال هذه المنتجات، إذ يسهل شراء هذه المنتجات التي يعدها بعضهم تعبيراً عن الحنين لأوقات الطفولة، فيما أكدت الموسوعة العلمية أيضاً أن منتجات الشوكولاتة التي يتناولها بعض البالغين، ومن الإناث تحديداً، بشكل متكرر غنية بالسعرات الحرارية وأُنتجت في بداية الأمر لأغراض عسكرية.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة