Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غياب العمق الاستراتيجي للفلسطينيين يجبرهم على تصنيع الأسلحة محلياً

دمر الجيش الإسرائيلي مختبراً لصنع السلاح داخل مخيم بلاطة للاجئين بعد اقتحامه

توفي الشاب محمد أبو عصب بعد ثلاثة أيام على إصابته بجروج خلال تصديه لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة، السبت 19 أغسطس الحالي (أ ف ب)

ملخص

اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح جهاد المسيمي أن مخيم بلاطة وغيره من المخيمات الفلسطينية سواء في فلسطين أو خارجها هي محطات انتظار حتى عودة اللاجئين لبلادهم... نحن ضيوف هنا حتى عودتنا لديارنا في اللد والرملة ويافا وعكا

على رغم اقتحام القوات الإسرائيلية ثلاث مرات، منزل عبدالله أبو شلال عضو "كتائب شهداء الأقصى"، التابعة لحركة "فتح" في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين جنوب شرقي نابلس، شمال الضفة الغربية، إلا أنها لم تفلح في اعتقاله مع أنها دمرت منزله في المخيم الأكثر اكتظاظاً في الضفة.

لكن إسرائيل أعلنت الأسبوع الماضي تدمير مختبر لتصنيع المتفجرات في منزل أبو شلال بعد اقتحام جيشها برفقة وحدة الهندسة مخيم بلاطة الذي يعيش فيه نحو 30 ألف لاجئ فلسطيني.

ومع أن اقتحامها للمخيم تخللته اشتباكات مسلحة مع العناصر الفلسطينيين، إلا أن القوات الإسرائيلية عثرت على أكثر من 15 قنبلة بدائية الصنع في مختبر لتصنيع المتفجرات قبل أن تفجر الموقع، إضافة إلى مقر لحركة "فتح".

وتوفي أمس السبت الشاب محمد أبو عصب بعد ثلاثة أيام على إصابته بجروج خلال تصديه لاقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم بلاطة الذي كان مدخله مزروعاً بالعبوات الناسفة التي أبطلها الجيش الإسرائيلي قبل اقتحامه المكان ذي الشوارع الضيقة والأزقة الكثيرة.

وأسس مخيم بلاطة للاجيئن الفلسطينيين في بداية خمسينيات القرن الماضي على قطعة أرض تابعة لقرية بلاطة جنوب شرقي نابلس، ويضم فلسطينيين هجرتهم العصابات الصهيونية من قراهم ومدنهم، بخاصة في يافا واللد والرملة، لكن مساحة المخيم باتت تصل إلى نحو كيلومتر مربع، ومع ذلك فإن التوسع العمراني فيه أصبح يمتد عمودياً وليس أفقياً بسبب قلة المساحات حوله.

ويشكل المخيم أحد "المعاقل الرئيسة للمقاومة الفلسطينية التي تمثل حركة فتح وجناحها العسكري عمودها الفقري في ذلك المخيم"، وفق الكاتب جهاد حرب الذي قال إن "نسبة الفقر في مخيم بلاطة تصل إلى أكثر من 55 في المئة، في رقم هو الأعلى بين المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية، ولذلك يلجأ الشبان إلى حركات المقاومة، بخاصة حركة فتح".

وكغيره من المخيمات الفلسطينية، فإن الأمن الفلسطيني لا يحتفظ بمقار في مخيم بلاطة، ونادراً ما يدخله وذلك منذ تأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994، لكن الأمن الفلسطيني "يقوم بعمليات خاطفة في مخيمات اللاجئين لفض النزاعات العائلية وتنفيذ اعتقالات أمنية سياسية"، بحسب حرب.
أما قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتقتحم مخيم بلاطة وغيره من المخيمات بعد اتخاذها إجراءات وقائية وعمليات استطلاع مسبقة.

اقرأ المزيد

من جهة أخرى، اعتبر عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" جهاد المسيمي أن المخيمات تمثل "البؤرة الأساسية لولادة المقاومين الفلسطينيين لأنهم أصحاب القضية الأساسيين بسبب تهجيرهم من قراهم وبلداتهم عام 1948"، وشدد على أن "مخيم بلاطة وغيره من المخيمات الفلسطينية سواء في فلسطين أو خارجها هي محطات انتظار حتى عودة اللاجئين لبلادهم... نحن ضيوف هنا حتى عودتنا لديارنا في اللد والرملة ويافا وعكا".

وأوضح المسيمي أن "عدم وجود عمق استراتيجي للفلسطينيين لاستيراد الأسلحة والمتفجرات، يجبرهم على تصنيعها محلياً وفي معامل ومختبرات داخل المناطق السكنية بالقرى والمدن والمخيميات"، لكنه أشار إلى أن من يصنّع تلك المتفجرات "حريص على الفلسطينيين في محيط تلك المختبرات أكثر من حرصه على نفسه... فهو يقاتل من أجلهم وليس ضدهم".


وتابع أن الفترة المقبلة "ستشهد تصاعداً في المقاومة الفلسطينية بأشكالها كافة"، لافتاً إلى أن محاولات إسرائيل "لن تنجح في القضاء على المقاومة، فلا خيار لنا إلا أن ننتصر والمواجهة ستتواصل حتى ذلك الحين".

وتصاعدت موجة العنف بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ نحو عام ونصف العام بسبب اقتحام الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية حيث سجلت وزارة الصحة الفلسطينية سقوط 200 فلسطيني منذ بداية 2023.

وعن الجانب الإسرائيلي، قتل 30 شخصاً في هجمات فلسطينية سواء في الضفة الغربية أو داخل إسرائيل منذ بداية العام الحالي.

وفي الـ24 من يوليو (تموز) الماضي اقتحم الجيش الإسرائيلي مخيم "نور شمس" شرق مدينة طولكرم لساعات عدة، مما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين بجروج خلال اشتباكات بين الجانبين.

كما أصيب أربعة فلسطينيين بجروج خلال انفجار عبوة ناسفة "بشكل عرضي" بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المخيم.

وقبل ذلك بثلاثة أسابيع شن الجيش عملية عسكرية على مخيم جنين في شمال الضفة الغربية بهدف القضاء على المسلحين فيه، أسفرت عن سقوط 12 فلسطينياً.

المزيد من تقارير