Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موجات الحر الشديد تخفض ساعات النوم

تراوح حاجة معظم البشر بين 7 و9 ساعات بحسب العمر

يعاني كثيرون من صعوبة في النوم مع ارتفاع درجات الحرارة (Shutterstock)

ملخص

ارتفاع درجات الحرارة بمستوى قياسي يجعل نوم البشر أكثر صعوبة ويضر مرضى كثيرين حول العالم.

لا تناسب موجات الحر الشديد محبي النوم، إذ إن ازديادها بفعل التغير المناخي قد يكون سبباً في قلة النوم الضارة بالصحة.

ويتوقع أن تشهد دول عدة في أوروبا الغربية والوسطى، خلال الأيام المقبلة، موجة حر ستكون حدتها غير معهودة خلال هذه الفترة من السنة، وسيحد ذلك على الأرجح من قدرة كثرة على النوم.

وتقول الباحثة في علم الأعصاب في كوليج دو فرانس أرميل رانسياك لوكالة الصحافة الفرنسية، إن "التمتع بنوم جيد ممكن حتى حدود 28 درجة مئوية، لكن ارتفاع الحرارة أكثر يجعل النوم أكثر صعوبة".

فالدماغ الذي يضم خلايا عصبية تنظم درجة حرارة الجسم والنوم ومترابطة بشكل كبير، يتأثر جداً بالحر. ومن شأن الحرارة المرتفعة أن ترفع منظم الحرارة المركزي وتنشط أنظمة التوتر.

ومن بين الشروط للحصول على نوم عميق، خفض درجة حرارة الجسم. وهنا تقول رانسياك "في ظل جو حار جداً، يكون تمدد الأوعية الدموية في البشرة أقل فاعلية، ويتقلص فقدان الحرارة، مما يؤخر النوم".

مسألة صعبة

وتتسبب درجات الحرارة المرتفعة ليلاً في زيادة احتمال الاستيقاظ وجعل النوم العميق مسألة صعبة.

وتوضح الباحثة أن "الفرد يميل في نهاية دورة إلى الاستيقاظ ومواجهة صعوبة في معاودة النوم"، لأن الجسم يسعى إلى "إيقاف مرحلة خطر حراري".

وبينما لا يحتاج الجميع إلى القدر نفسه من النوم يومياً، إذ تختلف هذه الحاجة بحسب العمر، تراوح حاجة معظم البشر بين سبع ساعات وتسع.

وبينت دراسة نشرت عام 2022 أن البشر خسروا خلال العقدين الأولين من القرن 21 ما معدله 44 ساعة من النوم سنوياً مقارنة بالفترات السابقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ظل الارتفاع في درجات الحرارة الناجم عن التغير المناخي، قد يصل "العجز" في ساعات النوم لكل فرد إلى 50 وحتى 58 ساعة سنوياً بحلول نهاية القرن، بحسب الدراسة التي أدارها كيلتون مينور من جامعة كوبنهاغن وتستند إلى بيانات أكثر من 47 ألف شخص من أربع قارات زودوا أساور ذكية.

ومن شأن قلة النوم المفرطة بالمقارنة مع حاجة الفرد في هذا المجال أن تؤثر سلباً في قدرة الجسم على استعادة نشاطه.

وتشير رانسياك إلى أن "النوم ليس ترفاً، بل إن توازنه مسألة حساسة جداً وافتقار الجسم له يتسبب بآثار ضارة".

"دين" النوم

وفي حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، يقول كبير الأطباء في معهد البحوث الطبية الحيوية للقوات المسلحة الفرنسية فابيان سوفيه، إن الآثار الرئيسة لنقص النوم على المدى القصير، هي "إدراكية"، أي "النعاس والتعب وخطر التعرض لإصابة في العمل أو لحادث سير، وفقدان الصبر".

أما على المدى البعيد، فيؤدي نقص النوم المتكرر والمطول إلى "دين النوم" الضارة، ليس فقط للفئات الهشة ككبار السن والأطفال، والمصابين بأمراض مزمنة.

ويحذر عالم الأعصاب من أن "قلة النوم تؤثر في عملية الأيض لدى الفرد، ويعرضه لزيادة الوزن أو للإصابة بمرض السكري أو أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض التنكس العصبي كألزهايمر".

ويتسبب "دين" النوم أيضاً في خفض مقاومة التوتر وزيادة خطر الانتكاس أو الإصابة باضطراب نفسي. إذا كيف يحصل الشخص على نوم أفضل في الطقس الحار؟

يرى سوفيه أن الحل "ليس بالتكييف كيفما اتفق" بل "على الشخص أولاً تغيير عاداته، كالنوم بملابس خفيفة والتهوية قدر الإمكان، وسوى ذلك"، مضيفاً "لا ضرورة لأن تكون حرارة الغرفة بين 18 و22 درجة مئوية، إذ إن حرارة ما بين 24 و26 درجة مئوية تكفي".

ويلفت إلى أن "التأقلم" مع درجات حرارة مرتفعة "يستغرق بين 10 و15 يوماً"، في ضوء تجارب العسكريين الذي يؤدون مهام في بلدان حارة.

وتقول رانسياك "ينبغي تقوية الآليات التي تتيح تقلب درجة الحرارة لدينا أثناء دورات النهار والليل، والاستغناء عن كل ما يؤثر سلباً على النوم، أو في الأقل الحد منه".

ومن الأمثلة على ذلك أخذ حمام بارد لكن ليس كثيراً، وممارسة الرياضة ليس في وقت متأخر لعدم رفع درجة الحرارة كثيراً، والحد من شرب السوائل التي تؤثر سلباً على النوم كالقهوة، والحد من شرب الكحول.

وتقول عالمة الأعصاب إن "الكحول بمثابة صديق زائف: فهي تساعد في الاسترخاء مما يحفز النوم، لكنها ترفع درجة حرارة الجسم قليلاً، وهو ما يؤدي إلى النوم بشكل متقطع".

وللفراش دور أيضاً في عملية النوم، لأن بعض الفرش تراكم الحرارة بشكل متزايد، بحسب سوفيه. وللتخفيف من نقص النوم ليلاً، يقترح الطبيب أخذ "قيلولات قصيرة لنحو 30 دقيقة".

اقرأ المزيد

المزيد من صحة