Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الناعورة" رمز مدينة حماة السورية مهددة بالسقوط

حذرت أوساط ثقافية ومهتمة بشؤون التراث المادي من تداعي إحداها وتسمى "البشريات"

تسبب زلزال السادس من فبراير بإلحاق ضرر بحجارة ناعورة البشريات الكبرى الصلبة في حماة (اندبندنت عربية)

ملخص

تسبب زلزال السادس من فبراير (شباط) بإلحاق ضرر بحجارة ناعورة البشريات الكبرى الصلبة التي بقيت تحمل دواليبها مياه العاصي عبر صناديقها القديمة منذ تأسيسها إلى اليوم

صوتها المتثاقل حين ارتطام خشبها بمياه النهر يدعو الزائرين وعشاق نواعير مدينة حماة وسط سوريا، إلى الإصغاء لها، وتأمل دورانها الهادئ، وسط حرارة طقس مرتفعة، تترافق مع توافد المواطنين إلى ساحة العاصي في مركز المدينة، حيث تنتشر النواعير الخشبية على ضفاف النهر، لأخذ قسط من الراحة، على رغم مخاوف من سقوط الآلة الخشبية المائية بعد تصدعها وتشققات في جسمها الحجري.

حياة على ضفاف النهر

دائماً ما يستقطب هذا المكان محبي السباحة، وتقصده العائلات لقضاء يوم على ضفاف النهر عبر رحلة استجمام عائلية تلجأ إليها الأسر السورية بعد ارتفاع تكاليف المنتزهات والاصطياف في المناطق السياحية، لقضاء وقت حول الناعورة التي تمثل رمز المدينة منذ القدم والتي يعود تاريخها للقرن الـ14 ميلادي.

 

بعد ظهور تشقق في البناء الحجري الذي يمسك الجسم الخشبي، حذرت أوساط ثقافية ومهتمة بشؤون التراث المادي من تداعي وسقوط إحدى النواعير وتسمى البشريات، من أصل 40 ناعورة منها 19 ناعورة داخل المدينة.

وتسبب زلزال السادس من فبراير (شباط) بإلحاق ضرر بحجارة ناعورة البشريات الكبرى الصلبة، التي بقيت تحمل دواليبها مياه العاصي عبر صناديقها القديمة منذ تأسيسها إلى اليوم من دون توقف، وظلت شاهدة على رحلة تاريخ ثري بالأحداث حتى باتت من معالم المدينة الفريدة. وأكد رئيس دائرة الآثار في حماة، حازم جركس، "تضرر ناعورة البشريات الكبرى، التي تعد رمزاً من رموز المدينة، وحدوث تشققات في حجارتها والأقواس وتعرضها للميول".

 

إسعاف سريع

وتعد النواعير آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية، وتتواجد على شواطئ نهر العاصي في مدينة حماة، وتنقل الماء بواسطة صناديق إلى حوض علوي ومنه يجري في قنوات محمولة على قناطر، ليسقي المدينة وبساتينها، تلك المدينة التي دخلت ضمن القائمة الإرشادية لمواقع التراث العالمي لـ"اليونسكو" عام 1999. وأصل تسمية ناعورة لغوياً تعود لفعل (نَعَر) بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير، وهو صوت يصدر من أقصى الأنف وسميت ناعورة نسبة لصوتها.

في المقابل، أبدت الأمانة السورية للتنمية التي تعنى بشؤون الهوية الثقافية في البلاد، استعدادها لمشاركة خبراء في ترميمها عبر اتفاقية مع محافظة حماة ومديرية الآثار والمتاحف، وفق شروط ومعايير خاصة بترميم المواقع الأثرية المسجلة على قوائم التراث العالمي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويعزو الخبير في مجال الآثار ومعاون مدير الثقافة في المدينة، مجد حجازي، هذه التشققات إلى الهزات الارتدادية التي أصابت المدينة في شهر يوليو (تموز) الماضي، علاوة على تأثر المدينة بالزلزال المدمر. وطالب بإيقاف العمل بناعورة البشريات الكبرى، ومنع السباحة فيها أو حولها أو القفز من فوق حجارتها.

وتعد النواعير من الأوابد الأثرية على نهر العاصي، وقد أطلق المؤرخون على حماة وسط سوريا، مدينة النواعير، أو مدينة أبو الفداء، ويصفها الباحثون من أكبر وأقدم النواعير المصنوعة في العالم، التي استخدمت لسقاية المزروعات. وبالعودة إلى الناعورة المهددة بالسقوط، فهي مدرجة ضمن مجموعة نواعير تقع في مدخل حماة من جهة الشرق وتضم أربع نواعير.

 

ولعبت وسيلة الري تلك دوراً في الاقتصاد الزراعي، واليوم تلعب دوراً مهماً لا يقل أهمية عن دورها الزراعي في المجال السياحي، وباتت معلماً يقصده عشاق التراث.

إزاء ذلك، دفع المجلس المحلي بجملة أعمال في شهر مايو (أيار) الماضي من أجل تأهيل وصيانة عدد من النواعير، منها ما يسمى بناعورة "الدهشة" الواقعة في موقع باب النهر، وتقع مقابل قلعة حماة الأثرية.

كذلك، طالب مهتمون بالشأن التراثي العمل على حماية هذا النوع من الآلات الخشبية الأثرية بعد تعرضها لتداعيات الحرب والزلزال، وبدء عمليات ترميم ومراقبة هذه النواعير التي تتوزع على أجزاء المدينة حيث يشق نهر العاصي طريقه، ينبع من لبنان ويمر في سوريا ليصب في البحر المتوسط عند خليج السويدية، ويبلغ قطر النواعير بين 10 و22 متراً.

وعلى رغم خروج النواعير عن مهمتها الأساسية بري المزروعات، إلا أنها صمدت في وجه الاندثار ولم تأبه بضربات الحرب والزلزال، فقد ألحق الصراع المسلح الضرر بسبع منها، وعمل الخبراء الفنيون بإعادة صيانتها مجدداً لإعادة الحياة إليها، في حين تترقب الأوساط الأهلية ترميم ناعورة البشريات لتبقى مقصداً لمحبي السباحة في فصل الصيف.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات