ملخص
قرار من الحكومة الجزائرية بتمديد التدريس في الجامعات إلى العاشرة ليلاً يثير لغطاً بين الأكاديميين والطلاب والعمال
فوجئ الوسط التعليمي العالي في الجزائر بقرار الحكومة تمديد مواقيت فتح مرافق مؤسسات الجامعات إلى العاشرة ليلاً للمرة الأولى في البلاد، خصوصاً مع عدم تقديم توضيحات حول الأهداف المرجوة، وإن كان أكاديميون يرون أن الدراسة ليلاً تعتمدها بلدان عدة في العالم.
بين الإيجابيات والسلبيات يقف طرف ثالث على أرض الواقع، متحدثاً عن "ضعف" اللوجستيات الجامعية في مناطق جزائرية، علاوة على تقاليد سكان بعضها الذين يرون القرار صعباً في المدى القريب.
وطالبت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية في توجيه إلى مديري المؤسسات الجامعية والمدير العام لديوان الخدمات الجامعية، بضرورة مراعاة التمديد أثناء ضبط برامج الأنشطة البيداغوجية والعلمية، بما في ذلك إعداد جداول التوقيت الخاصة بالتدريس وتنظيم الأحداث العلمية.
السلطات التعليمية في الجزائر نبهت على المسؤولين الجامعيين أيضاً ضرورة الإبقاء على أهم المرافق التي يرتادها الطلاب والأكاديميون تحت تصرفهم إلى غاية التوقيت المحدد بالعاشرة ليلاً، على غرار المكتبات والحاضنات.
وبات الديوان الوطني للخدمات الجامعية في الجزائر مكلفاً بضمان التنسيق مع مؤسسات التعليم العالي لضبط مخططات النقل الجامعي، وفقاً لمواقيت التدريس المعتمدة على مستوى كل جامعة، مع اتخاذ الترتيبات اللازمة بعد التشاور مع ممثلي الأكاديميين والعمال والطلاب بخصوص تمديد فترة التدريس.
صعوبة التفعيل
ألقى قرار تمديد التدريس بالجامعات الجزائرية إلى فترات ليلية تجاذبات بين الجامعيين من أكاديميين وطلاب وعمال وصولاً إلى أولياء المسجلين الجدد من الفائزين في امتحانات البكالوريا، ليس بسبب الدراسة ليلاً، وإنما جدوى الخطوة في ظل عدم الاستجابة التي عرفها قرار اتخذته الوزارة الوصية بتمديد فتح الفضاءات الجامعية إلى السادسة مساء، سواء على مستوى المرافق البيداغوجية أو من طرف مسيري الخدمات الجامعية.
ولعل تلك التحفظات أزاح المكلف بالإعلام في المجلس الوطني للأساتذة الجامعيين الشاذلي سعدودي الستار عنها بقوله "إنه لا يمكن تمديد ساعات العمل إلى غاية الساعة السادسة أو السابعة مساء، فكيف يمكن تمديدها إلى غاية الساعة العاشرة ليلاً؟"، موضحاً أن الأمر "يصعب تطبيقه ليس في المدن الداخلية فقط بل حتى على مستوى العاصمة الجزائر نفسها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السياق أجمع أساتذة وطلاب جزائريون في تعليقهم على القرار بأنه سيلقى نفس مصير سابقه الذي اعتمدته الوزارة الوصية العام الماضي على رغم أن التمديد كان إلى غاية السادسة مساء، وكتبوا في منشورات على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي أن نقص وسائل النقل وانعدام الإنارة في بعض القاعات والمسالك، إضافة إلى بعد المسافات بين المرافق البيداغوجية والإقامات الجامعية، وغياب الأمن في طرقات وشوارع وأمام إقامات الطلاب من بين أهم العراقيل.
واعتبروا أن الأسباب السابقة تجعل تمديد الدراسة إلى العاشرة ليلاً مغامرة تستدعي إعادة النظر، مشيرين إلى أنه إذا كان هذا حال المدن الكبرى، فكيف الحال مع المناطق المحافظة حيث يعد خروج الطالبات في الليل ضرب من الخيال.
لكنهم في الوقت نفسه عبروا عن ارتياحهم لطموحات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في تعزيز دور الجامعة بتمديد ساعات إبقاء المؤسسات الجامعية مفتوحة لتعزيز البحث العلمي، واستقبال جميع الطلاب الموجهين إلى الجامعات، مع الوضع في الاعتبار أهمية التحضير الجيد.
أولياء الطالبات
من جانبهم انتقد أولياء الطلاب بخاصة الجدد منهم القرار الذي يجعل بناتهم يصلن إلى البيت العائلي متأخرات بسبب قلة وسائل النقل، موضحين أن قضية الأمن تظل من الضرورات التي تحمي الطلاب، مما جعلهم يدعون وزارة التعليم العالي إلى إعادة النظر في القرار بما يضمن راحة كل الأطراف من طلبة وأوليائهم إلى الأساتذة ومستخدمي القطاع من إداريين وعمال مهنيين، ويحقق التقدم إلى الجامعات الجزائرية.
من جانبها بررت الحكومة قرارها بالقول إن الخطوة تندرج في سياق ضمان إبقاء مؤسسة التعليم العالي في نشاط متواصل وحيوية مستمرة، مثلما تقتضيه خصوصية الحياة في الوسط الجامعي، لا سيما من حيث الجانب البيداغوجي والبحثي، وتوخياً لترشيد استغلال الهياكل والفضاءات لتحسين ظروف الاستقبال وقدرات الاستيعاب.
ودعت الحكومة الجزائرية إلى الشروع في اتخاذ الترتيبات اللازمة لضمان تجسيد التمديد الزمني ميدانياً، بما في ذلك التشاور مع ممثلي الأساتذة والعمال والطلاب، ووضع نظام مناوبة يسمح باحترام الحجم الساعي للمستخدمين الذين سيتداولون على تأطير مرافق المؤسسة المعنية بتمديد مواقيت فتحها.