"قبلة إيرموسو“ تضع مستقبل رجل الكرة الإسبانية القوي في مهب الريح

لا يزال الاتحاد الإسباني لكرة القدم يعاني من تبعات الأزمة التي فجرتها قبلة رئيسه لويس روبياليس على فم لاعبة المنتخب الوطني جنيفر إيرموسو خلال الاحتفالات بالتتويج بكأس العالم للسيدات.

وتعرض رئيس اتحاد الكرة الإسباني روبياليس (46 سنة) لانتقادات من وزراء ومسؤولين في الحكومة المحلية بعد انتشار مقاطع فيديو للاعبة إيرموسو تقول من داخل غرفة تغيير الملابس لزميلاتها إنها "لم تحب ما حدث".

وعلى رغم رد الفعل الحاد من روبياليس في بداية الأزمة حين وصف من ينتقدون الواقعة بأنهم "حمقى"، لكنه تراجع لاحقاً وتوجه باعتذار.

وعقب انتشار فيديو الواقعة التي حدثت أثناء توزيع روبياليس الميداليات الذهبية على الفريق الوطني الإسباني عقب الانتصار (1-0) على إنجلترا في أستراليا يوم الأحد الماضي، وصف روبياليس الأسئلة المثارة عن الواقعة بأنها "حمقاء"، وقال "القبلة مع جنيفر؟ هناك حمقى في كل مكان، عندما يرتبط اثنان بلحظة من المودة فهذا لا يعني أي شيء أكثر من ذلك، ولا يمكن الاستماع إلى الحمقى، نحن الأبطال وهذا كل شيء".

ومع استمرار الانتقادات وازدياد حدتها أصدر اتحاد الكرة الإسباني بياناً شمل نفي اللاعبة إيرموسو أن يكون تصرف روبياليس قد فرض عليها وقالت "كانت لفتة متبادلة بشكل تلقائي تماماً بداعي الفرحة الكبيرة بالفوز بكأس العالم، ارتبط بعلاقة قوية بالرئيس وسلوكه معنا جميعاً يستحق 10 من 10، وهذا تصرف طبيعي نتيجة للمودة والامتنان".

ويبدو أن رد روبياليس أثار غضب كبار المسؤولين في إسبانيا مما دفع بعضهم لمطالبته بالاستقالة من منصبه.

وقال القائم بأعمال وزير الثقافة والرياضة ميكيل إيثيتا لإذاعة "آر أن إي" إن القبلة غير مقبولة، وطالب روبياليس بتقديم تفسير واعتذار.

وكتبت القائمة بأعمال وزيرة المساواة إريني مونتيرو عبر منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي، المعروفة سابقاً باسم "تويتر"، أن القبلة التي لا تحدث برضا الطرفين هي "نوع من العنف الجنسي تعانيه كل النساء يومياً، وهو أمر غير مرئي حتى الآن ولا يمكن أن يصبح طبيعياً".

وتساءلت وزيرة الحقوق الاجتماعية إيوني بيلارا، التي تنتمي لحزب "مونتيرو"، "إذا كان فعلاً ذلك تحت أنظار إسبانيا كلها، فماذا يمكن فعله على انفراد؟".

وعاد روبياليس للاعتذار وقال في بيان بالفيديو مساء أول من أمس الإثنين، "ارتكبت خطأ بالتأكيد وأقر بذلك، لكن الأمر لم يكن بسوء نية وغلبتني المشاعر وسط الفرحة بالتتويج".

وقال القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز، أمس الثلاثاء، إن اعتذار روبياليس "لم يكن كافياً".

وأضاف في مؤتمر صحافي "سمعنا اعتذاره وهذا لا يكفي... يجب أن يكون أكثر وضوحاً ومقنعاً في الاعتذار، ويجب أن يتخذ مزيداً من الخطوات لتوضيح هذا التصرف غير المقبول".

وعلى رغم أن اتحاد الكرة الإسباني لا يتبع حكومة بلاده التي لا تملك سلطة تعيين أو إقالة رئيس الاتحاد، لكن يبدو أن الضغوط الشديدة على روبياليس وضعت الكيان الحاكم للعبة الشعبية الأولى تحت ضغط شديد، وهو ما دفع إدارته للدعوة لعقد جمعية عمومية استثنائية، غداً الجمعة لمناقشة موقف روبياليس.

وقال الاتحاد في بيان مقتضب "في ضوء الأحداث الأخيرة التي وقعت خلال مراسم تتويج منتخب السيدات بكأس العالم يوم الأحد الماضي في سيدني، يود الاتحاد الإبلاغ بأن إجراءاته الداخلية بشأن مسائل النزاهة مفتوحة، وكذلك البروتوكولات الأخرى المطبقة".

وكشفت تقارير صحافية إسبانية أن روبياليس الذي نال سريعاً دعم الاتحادات الإقليمية لكرة القدم في إسبانيا لا ينوي التقدم باستقالته من منصبه الذي فاز به في مايو (أيار) 2018.

وعلى رغم شعبية روبياليس الواسعة بين الأندية الإسبانية وسطوته الشديدة على الاتحادات الإقليمية، لكن صحيفة "ماركا" الإسبانية كشفت في تقرير لها أن الحكومة الإسبانية ممثلة في المجلس الأعلى للرياضة (سي أس دي) تدرس إمكان تحويل القضية إلى المحكمة الإدارية الرياضية (تاد) وهي الهيئة التي يمكنها الإطاحة بروبياليس من منصبه من دون وقوع ضرر على الكرة الإسبانية لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

وتلقت لجنة التنمية المستدامة ثلاث شكاوى مختلفة ضد لويس روبياليس، وهي الخطوة الأولى لوصول القضية إلى (تاد)، القادرة على إيقاف رئيس اتحاد الكرة ولو بشكل مؤقت، إذ ينص قانون الرياضة الإسباني الجديد على فرض عقوبات محتملة على القادة بسبب السلوكيات والأفعال سيئة السمعة والعامة، وتتراوح فترة عدم الأهلية بين عامين و15 عاماً.