Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شباب الصين يفقدون الأمل في المستقبل وطيف البطالة يلاحقهم

شي جينبينغ يحضهم على التحلي بالصلابة

مع الركود الاقتصادي، ترتفع البطالة في صفوف الشباب الصيني  (بي أكس هير. كوم)

ملخص

الشباب الصيني يكد في الدراسة والعمل ولكن البطالة في انتظاره والآفاق مسدودة 

نشرت "إيكونوميست" تقريراً مطولاً أفادت فيه بأن الشباب في أنحاء الصين كلها يشعرون بخيبة أمل. فوفق التقرير، "هم نشأوا على قصص الديناميكية الاقتصادية والحراك الاجتماعي. كان حجم الاقتصاد الصيني يتضاعف كل 10 سنوات بين عام 1978، عندما تبنى قادة الحزب الشيوعي إصلاحات السوق للمرة الأولى، وبين عام 2018. واستطاع أطفال المدن متابعة الدراسة، والالتحاق بجامعات جيدة، وتوقع وظيفة من وظائف ذوي الياقات البيضاء بعد التخرج. وتمكن الطلاب المحظوظون في المدن الصغيرة أو الريف من القيام بالأمر نفسه وشقوا طريقهم إلى الطبقة الوسطى. وكانت لدى الشباب الأقل تعليماً خيارات أقل. لكن كان الانتقال إلى المدن متاحاً أمامهم حيث كانت الأجور المتزايدة في المصانع أو في مواقع البناء كافية لتكوين أسرة".

وأضافت المجلة البريطانية: "في العقود التي سبقت وصول شي جينبينغ إلى السلطة عام 2012، كانت الصين أيضاً أكثر انفتاحاً. لم يكن زعيما الحزب جيانغ زيمين (1989-2002) وهيو جينتاو (2002-2012) ليبراليين. لكنهما لم يشددا العقال على المجتمع المدني والمثقفين ووسائل الإعلام. وازدهرت المشاريع الخاصة. وجرى تشجيع الشركات على الخروج إلى العالم والتعلم من الغرب والاحتذاء عليه. وسافر مزيد ومزيد من الصينيين ودرسوا في الخارج. وظهرت ثقافة استهلاكية ورقمية ديناميكية وطموحة وحتى ممتعة".

أما في نظر الشباب اليوم، فالتوقعات أكثر قتامة، بحسب "إيكونوميست": "الاقتصاد يعاني وهم يكابدوا أسوأ الظروف. ويظل معدل البطالة بين الصينيين في المناطق الحضرية الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 سنة يزيد على 20 في المئة منذ أشهر، أي حوالى ضعف المستوى الخاص بالفئة العمرية نفسها قبل الجائحة. وتُعَد أرقام الوظائف الرسمية لهذه الفئة بالغة السوء إلى درجة أن الصين توقفت أخيراً عن نشرها تماماً. ولم يعد التعليم العالي سلماً موثوقاً بأنه يوصل إلى مسار مهني يعتد به ويمكن الارتقاء بواسطته اجتماعياً ومالياً. وتظهر حساباتنا أن أكثر من 70 في المئة من هؤلاء الشباب العاطلين من العمل كانوا عام 2021 من الخريجين. وإلى جانب ندرة الوظائف، هم يواجهون أسعاراً مرتفعة للغاية في قطاع العقارات. وتبدو أحلامهم المتواضعة في العثور على عمل وشراء منزل وإعالة أسرة بعيدة المنال أكثر فأكثر".

التنين الصيني: مارد أيقظته إمبريالية الغرب
على مر التاريخ، خضعت الصين لاستعمار غربي وحروب أفيون ما زالت آثارها ترسم نظرة بكين للغرب وتقود عملية الصعود والتوسع الصيني في العالم. إليكم القصة.
Enter
keywords

 

للتعرف إلى شعور الشباب، أجرت "إيكونوميست" مقابلات مع العشرات منهم. "رسالتهم متسقة في شكل لافت للنظر"، على حد تعبيرها. "ليس لدينا أمل"، يقول شاب يبلغ من العمر 27 سنة في هويتشو. "وأدى الشعور بالضيق الذي شعر به هو وجماعته إلى ظهور مفردات عدمية جديدة، تضم عبارات مثل تانغ بينغ (الاسترخاء) وبايلان (ترك الأمور تتعفن)"، بحسب المجلة. "وباستخدام أدوات لتحليل المشاعر لاستخراج المشاعر من النصوص المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، وجدنا أن مزاج الشباب الصيني قاتم أكثر فأكثر".

وهذا من شأنه أن يزعج المسؤولين في بكين، وفق المجلة. "تتراوح أعمار نحو 360 مليون صيني (ربع السكان) بين 16 و35 سنة. ولكآبتهم آثار عميقة في مستقبل الصين واقتصادها وطموحات الحزب. لكن بدلاً من تهدئة الشباب، تميل الحكومة إلى توبيخهم. العام الماضي، قال شي جينبيغ إن عليهم "التخفف من الغطرسة والدلع". وتشجعهم افتتاحيات وسائل الإعلام الحكومية على "النضال" والتضحية بشبابهم من أجل قضية النهضة الوطنية، على النحو الذي يحدده الحزب. والقمع آخذ في الازدياد. "تذوقوا المرارة" [الصمود أثناء المصاعب من دون شكوى] يقول السيد شي للشباب. ومن المؤكد أن تحذيره، على رغم كونه من الكليشيهات الصينية القديمة، سيضرب وتراً حساساً بين عامة الناس من أصحاب الوظائف الصغيرة والمياومين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليس الأمر كما لو أن الشباب الصيني لا يعمل بكد، على حد تعبير التقرير. "منذ سن مبكرة يواجهون ضغوطاً هائلة لتحقيق أداء جيد في المدرسة واجتياز امتحان القبول الجامعي المعروف بصرامته والشهير باسم غاوكاو. ما يقرب من 13 مليون شاب خضعوا له هذا العام. وسيكون كثر منهم قد أمضوا سنوات في الاستعداد له على حساب أنشطة أخرى". وأضاف التقرير: "مع ذلك، هناك شعور متزايد بين الشباب بأنهم بغض النظر عن مدى صعوبة دراستهم أو عملهم، لن يفوزوا بنوعية حياة أفضل. يتحدثون عن نيجوا، أو "الارتداد"، وهي كلمة أكاديمية تُستخدَم لوصف الموقف الذي لم يعد الكد والسعي يُثمر. وعرضت الفكرة "في حب المعضلة"، وهي دراما تلفزيونية شهيرة بدأ عرضها عام 2021. وفي العرض، تشبّه شخصيتان المنافسة في التحصيل العلمي بجمهور جامح في السينما: يقف شخص ما للحصول على رؤية أوضح، ما يلزم من يقفون وراءه جميعاً بالوقوف. ثم يقف الناس على المقاعد والسلالم. لكن في النهاية، على رغم جهودهم كلها، لا يستطيع أحد رؤية الشاشة في شكل أفضل".

ولفتت "إيكونوميست" إلى أن بيانات تشير إلى هذا الشعور بنيجوا. "مع زيادة عدد خريجي الجامعات، لم يرتفع عدد الوظائف التي تناسبهم بالمعدل نفسه. ومما زاد الأمر صعوبة أن عدداً كبيراً من الشباب الذين قرروا تمديد دراستهم أثناء الجائحة ينضمون الآن إلى سوق العمل، ما ضخ في السوق عدداً أكبر من الخريجين". وتتمثل إحدى المشكلات في عدم التوافق بين المهارات التي يكتسبها الخريجون من المؤسسات التعليمة وتلك المطلوبة من قبل أصحاب العمل. "وفق دراسة أكاديمية أجرتها بوابة التوظيف 'تشاوبين'، حصل 39 في المئة من الباحثين عن عمل في المدن الرئيسية على سنتين إضافيتين على الأقل من التعليم، إضافة إلى تلك التي تتطلبها الوظائف التي سعوا إليها. وخارج هذه المدن الكبيرة، كانت النسبة أقرب إلى ـ70 في المئة".

وأضافت المجلة: "تكثر الحكايات على وسائل التواصل الاجتماعي عن الشباب المتعلمين الذين يشغلون وظائف منخفضة المهارات، مثل فرز القمامة. وظفت إحدى شركات صناعة السجائر طلاباً حاصلين على درجة الماجستير لخط إنتاجها. وحلم الشباب الصينيون ذات مرة بأن يكونوا محظوظين بما يكفي للحصول على وظائف في مجال التكنولوجيا. وتبنى جاك ما، مؤسس 'علي بابا'...، بفخر ثقافة '996'، في إشارة إلى جدول العمل الممتد من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساء، وذلك لستة أيام في الأسبوع، وفي الأغلب من دون أجر إضافي. لكن في السنوات الأخيرة بدأ العاملون في مجال التكنولوجيا يشكون من شعورهم وكأنهم مسيّرات آلية وبأن آفاق الحياة قاتمة (تعاظمت قتامة في الآونة الأخيرة مع تسريح عاملين). وإثر سيل المظالم عبر الإنترنت عام 2019، أجاب السيد ما، ربما في شكل غير مقنع، أن "القدرة على العمل وفق دوام 996 هي نعمة كبيرة".