Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الطيار الأفغاني الذي قاتل "طالبان" حاز أخيرا حق اللجوء في بريطانيا

حصري: بعد 5 أشهر من التصدي لنداء "اندبندنت" الاعتراف بالالتزام تجاه المحارب السابق الذي قاتل إلى جانب القوات البريطانية في بلاده، أذعنت حكومة المملكة المتحدة أخيراً واتخذت الأجراء المناسب

الطيار سيتقدم الآن بطلب إحضار أسرته الصغيرة من أفغانستان إلى المملكة المتحدة (اندبندنت)

ملخص

حصري: بعد 5 أشهر من التصدي لنداء "اندبندنت" الاعتراف بالالتزام تجاه المحارب السابق الذي قاتل إلى جانب القوات البريطانية في بلاده، أذعنت حكومة المملكة المتحدة أخيراً واتخذت الأجراء المناسب. الأفغاني بطل الحرب الذي قاتل "طالبان" حاز أخيرا حق اللجوء في بريطانيا

بعد حملة استمرت قرابة خمسة أشهر قامت بها "اندبندنت"، حاز الطيار الأفغاني بطل الحرب - الذي خدم إلى جانب القوات البريطانية في أفغانستان وتعرض لتهديد بترحيله إلى رواندا - الحق في اللجوء في المملكة المتحدة.

الملازم في القوات الجوية الأفغانية، الذي هرب من قبضة "طالبان" ووصل إلى المملكة المتحدة على متن قارب صغير، لأن استخدام أي طريقة شرعية أخرى كان "مستحيلاً" بالنسبة إليه، تم رفض طلبه السابق بموجب خطة إعادة توطين المواطنين الأفغان في المملكة المتحدة. وأثار ذلك القرار استياء سياسيين بارزين وشخصيات عسكرية رفيعة المستوى، رأت أنه لمن "المشين" أن تدير بريطانيا ظهرها لبطل حرب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن في تحول بين لمسار هذه القضية، أقرت وزارة الداخلية البريطانية الآن في رسالة بعثت بها إلى الطيار، بأن "لديك خوفاً مبرراً من التعرض للاضطهاد، ما يجعلك تالياً غير قادر على العودة إلى موطنك الأصلي".

وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من التردد الحكومي، والتشكيك في خدمة الطيار مع القوات البريطانية من جانب وزارتي الداخلية والدفاع، ورفض من وزير الدفاع بن والاس ورئيس الوزراء ريشي سوناك التدخل في قضيته.

وأعرب الطيار - الذي اضطُر إلى ترك عائلته الصغيرة مختبئةً وسط ظروف صعبة في أفغانستان - عن "ارتياحه الشديد" لأن وزارة الداخلية استجابت أخيراً لندائه بالبقاء في المملكة المتحدة.

وأشاد بهذا القرار الجنرال السير ريتشارد بارونز، القائد السابق لـ "قيادة القوات المشتركة للمملكة المتحدة"  UK Joint Forces Command، لكنه انتقد التهديد الحكومي السابق بترحيله إلى رواندا، معتبراً أنه طريقة غير ملائمة للاعتراف بمساهمة الطيار في الجهود البريطانية العسكرية.

ورأى بارونز أن "الدخول غير الشرعي إلى البلاد يمثل مشكلةً بالتأكيد، لكن ما إن أصبحت وقائع هذه القضية واضحة، فإن قرار إرسال الطيار إلى رواندا لم يكن مجرد رد خاطئ فحسب، بل قوض أيضاً صدقية التزاماتنا، وشوه مبادئ العدالة والنزاهة التي نحن نسعى جاهدين إلى التمسك بها كأمة".

وأعرب السير ريتشارد دانات، القائد السابق للجيش البريطاني، عن "سعادته" بتغيير الحكومة موقفها، لكنه أثار تساؤلاً عن سبب استغراق "مثل هذا الوقت الطويل لاتخاذ الخطوة الصحيحة".

وزير الدفاع البريطاني السابق اللورد جون هاتون هنأ "اندبندنت" وقال إن "العدالة تحققت"، فيما اعتبر الوزير الأسبق للدفاع كيفن جونز أن التهديد بوضع الطيار على متن رحلة إلى رواندا بلا عودة، "يتناقض مع المبادئ الأساسية للعدالة والمعاملة المنصفة".

تجدر الإشارة إلى أن منح المحارب الأفغاني السابق وضع لاجئ، يمكنه الآن من البحث عن عمل، إلا أن معركته لم تنتهِ بعد فالتحديات التي يواجهها لا تزال قائمة، لأنه سيفقد كل دعم حكومي في غضون 28 يوماً من صدور القرار، وسيواجه تأخيراً محتملاً لمدة سنة قبل لم شمل أسرته وضمان سلامتها بجلبها إلى بر الأمان.

وفي تعليق على هذا التطور قال لـ "اندبندنت": "أنا سعيدٌ للغاية. فعندما تلقيت الرسالة المتعلقة بالترحيل إلى رواندا، شعرتُ بصدمة من محتواها. ومع ذلك، فوجئت هذا الصباح بالمقدار نفسه، عندما اكتشفتُ أنني مُنحت الحق في اللجوء. لم أتمكن من تصديق ذلك".

ومضى قائلاً: "أريد أن أعرب عن امتناني العميق لكل من وقف إلى جانبي. شكراً لـ "اندبندنت"، فأنا أقدر بشدة جميع جهودكم، لقد عملتم بلا كلل بالنيابة عني. ولن أنسى أبداً كيف دعمتموني".

وأردف قائلاً: "قرأتُ الرسالة وفكرت، ربما لم أفهم مضمونها بشكل صحيح. لكنها كانت واضحة إلى حد لا يمكن إنكاره. بات في إمكاني البقاء في المملكة المتحدة وبدء حياة جديدة هنا. وعندما أدركتُ ذلك تماماً، شعرتُ بسعادة غامرة للوصول إلى هذه النتيجة. ما حصل هو أمر مفاجئ حقاً. لقد أخبرتُ زوجتي بأن لدي أخباراً مهمة لها. وآمل في أن تتمكن من الانضمام إلي في وقت قريب".

في المقابل، رحب جميع الذين دعموا حملة "اندبندنت"، بقرار منح الطيار الأفغاني السابق الحق في اللجوء، لكنهم حضوا الحكومة البريطانية على الوفاء بتعهدها بجلب آلاف من المواطنين الأفغان المؤهلين لإعادة التوطين في المملكة المتحدة، الذين ما زالوا عالقين في أفغانستان وباكستان وفي دول أخرى.

وقال الأدميرال اللورد ويست الذي كان رئيساً لأركان البحرية البريطانية في الفترة الممتدة ما بين عام 2002 إلى عام 2006: "أنا سعيد بأننا وصلنا إلى هذا النقطة - إنه القرار الصحيح".

كما أعرب عن أسفه لأن "الأمر استغرق فترةً طويلة لدرس قضيته بالشكل السليم". وعلق قائلاً: "لقد أثبتت وزارة الداخلية الآن أن الأمر ممكن - لذلك إذا كان هناك أفغان آخرون يواجهون ظروفاً مماثلة ولديهم حق مشروع، فيجب علينا معالجة أوضاعهم أيضاً".

اللورد دانات القائد السابق للجيش البريطاني أعرب عن فرحته قائلاً: "أشعر بسعادة غامرة. إنها النتيجة المناسبة وأنا راض للغاية. لكن مع ذلك، يخالجني أيضاً شعور بالإحباط، وأتساءل: لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت الطويل لاتخاذ القرار الصحيح؟ القضية كانت واضحة منذ أشهر، لماذا لم يتحركوا في شأنها في حينه؟".

السير لوري بريستو السفير البريطاني السابق في أفغانستان أثناء سقوط عاصمتها كابول في عام 2021، قال: "أنا سعيدٌ من أجله. هذه أخبار إيجابية للغاية. المبدأ الأساسي يقضي بأنه يتعين علينا الوفاء بالتزاماتنا تجاه الأفراد الذين عملوا من أجلنا ومعنا، معرضين أنفسهم للخطر أثناء قيامهم بذلك".

وأبدى جون هيلي وزير الدفاع في حكومة الظل "العمالية" المعارضة، ترحيباً حاراً بالقرار. وقال إن هذه الواقعة سلطت الضوء على "فشل حزب “المحافظين” في دعم الأفغان الشجعان، الذين ساعدوا القوات البريطانية قبل سقوط أفغانستان، وكيف خذلوهم منذ ذلك الحين".

الزعيم السابق لحزب "المحافظين" السير إيان دانكن سميث، رأى من جانبه أنه "إذا كان (الطيار) قادراً على إظهار أنه قاتل معنا ضد “طالبان” وأنه في خطر، فهو موضع ترحيب"، مشيراً إلى أن "هناك أشخاصاً أتوا إلينا طلباً للمساعدة بعد كارثة (الإخلاء)، ونحن مدينون لهم".

ودعا الحكومة البريطانية إلى تأمين ملاذ للأفراد الذين تمت الموافقة على طلباتهم بموجب مخطط إعادة التوطين الذي وضعته وزارة الدفاع، لكنهم ما زالوا طي النسيان سواءٌ في أفغانستان أو في باكستان. وأضاف السير إيان: "آمل في أن نتمكن من تقديم المساعدة لأكبر عدد ممكن من الأفراد الذين لديهم أسباب وجيهة لطلب اللجوء والبقاء هنا. ويبدو من الصعب للغاية المضي قدماً في هذه العملية بشكل أسرع، لكن بالنسبة إلى الناس هناك، فإن الوضع هو أشبه بكابوس".

الجنرال السير جون ماكول النائب السابق للقائد الأعلى لقوات الحلفاء في أوروبا قال: "إنها أنباءٌ سارة، لكن من المخيب للآمال حقاً أن الأمر استدعى قيام “اندبندنت” بحملة للتوصل إلى حل عادل، كان ينبغي إقراره قبل أشهر".

وأضاف: "الأمر المؤسف هو أن كثيرين من الذين تم قبولهم على أنهم يستحقون دعمنا بعدما قاتلوا إلى جانبنا، ما زالوا عالقين في أفغانستان وباكستان، في انتظار الحصول على إذن بالمجيء إلى هنا. نحن لا نزال ننتظر وضع استراتيجية واضحة المعالم وهادفة، إذ يبدو أن هؤلاء يتعرضون للإهمال والتغاضي".

أليستر كارمايكل المتحدث باسم حزب "الديمقراطيين الأحرار" للشؤون الداخلية، أشار إلى أن حملة "اندبندنت" كشفت النقاب عن العيوب وأوجه القصور في سياسة الحكومة. وأعرب عن ارتياحه "لاتخاذ تدابير تصحيحية في هذه الحالة"، لكنه شدد على "الحاجة للقيام بإصلاحات جوهرية لتفادي وقوع حوادث مماثلة في المستقبل".

وزير الدفاع السابق اللورد جون هاتون علق قائلاً: "أعتبر هذه النتيجة إنجازاً كبيراً. لقد تحققت العدالة. ومع ذلك، فمن غير العادي أن يتطلب الأمر حملةً كهذه، لضمان حصول قدامى المحاربين الأفغان على المعاملة المناسبة. لقد أحسنتم صنعاً في اندبندنت".

ستيف سميث العقيد السابق في الجيش البريطاني والمدير التنفيذي لمنظمة "كير فور كاليه" Care4Calais الخيرية للاجئين (تُعنى بتسهيل أوضاع طالبي اللجوء في شمال فرنسا وبلجيكا)، التي دعمت قضية الطيار، أكد أن الجميع في المؤسسة الخيرية "مسرورون بهذه الأخبار". وأضاف أن "الطيار هو حقاً شخص مميز. ونحن فخورون بالطريقة التي تصرف بها طيلة هذه المحنة، ويشرفنا أن ندعمه".

وأضاف: "نحن في المقابل ممتنون للغاية لحملة “اندبندنت” بالنيابة عن قدامى المحاربين الأفغان. وهذه نتيجةٌ رائعة للطيار، لكنها ليست النهاية. فأسرته الصغيرة لا تزال في خطر في أفغانستان، ويجب اتخاذ الخطوات اللازمة للم شملها معه في المملكة المتحدة في أقرب وقت ممكن.

سيكون الطيار الآن قادراً على العمل والدراسة في المملكة المتحدة، والتقدم بطلب لجوء لأسرته الصغيرة الموجودة في أفغانستان كي تنضم إليه في بريطانيا.

يُشار هنا إلى أن اللاجئين يُضطرون أحياناً للانتظار أكثر من سنة حتى تتم معالجة طلبات لم شمل أسرهم، بحيث أظهرت الأرقام التي حصلت عليها "اندبندنت" الشهر الماضي، أن هناك تراكماً لأكثر من 11 ألف ملف، لأشخاص ينتظرون نقلهم إلى المملكة المتحدة للانضمام إلى أفراد أسرهم.

ونظراً إلى منح الطيار وضع لاجئ، فسيكون أمامه الآن 28 يوماً للعثور على مكان جديد يعيش فيه، والعثور على وظيفة لإعالة نفسه. وقد تم إيواؤه حتى الآن في فندق أنفقت عليه وزارة الداخلية البريطانية، وكان يحصل على 9 جنيهات استرلينية (11.43 دولار أميركي) في الأسبوع، على شكل إعانة.

متحدثٌ باسم الحكومة البريطانية أعلن أنها لم تعلق على حالات فردية، مضيفاً أن "الحكومة توفر مساراً آمناً وقانونياً من خلال سياسة لم شمل الأسر، التي تسمح للأفراد الذين يتمتعون بوضع الحماية في المملكة المتحدة، برعاية شركائهم أو أطفالهم للبقاء معهم أو الانضمام إليهم هنا، بشرط أنهم كانوا يشكلون أسرةً فعلية، قبل فرار الكفيل من بلده الأصلي طلباً للحماية".

© The Independent

المزيد من متابعات