Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجمهوريون يهاجمون راماسوامي فيما خيم غياب ترمب على أولى مناظراتهم

على رغم غياب الشخص الذي يدعى دونالد ترمب عن أولى مناظرات الحزب الجمهوري، لم تكن الجلسة التي استمرت لساعتين مملة

لم يحضر دونالد ترمب المناظرة، وعِوض ذلك، سجّلَ مقابلة استباقية – لكنّ حضوره كان لا يزال محسوساً (رويترز)

ملخص

على رغم غياب الشخص الذي يدعى دونالد ترمب عن أولى مناظرات الحزب الجمهوري، لم تكن الجلسة التي استمرت لساعتين مملة: الجمهوريون يهاجمون راماسوامي فيما خيم غياب ترمب على أولى مناظراتهم

من شبه المؤكد أن أي شخص ظنّ أن غياب دونالد ترمب عن المناظرة التمهيدية الجمهورية الأولى سيجعلها مملّةً أخذ يعيد النظر في هذا التنبؤ بحلول الوقت الذي دعا فيه المذيعان بريت باير ومارثا ماكالوم إلى أول فاصل إعلاني بعد ما يقرب من نصف ساعة من المناظرة يوم الأربعاء.

بعد دقائق فقط من بدء المناظرة، وبينما وقفوا على نفس المسرح في منتدى فيسيرف في ميلواكي حيث سيلقي المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري خطاب قبوله العام المقبل، أدخل المرشحون الثمانية مذيعي "فوكس" في حالة من الارتباك في بعض الأحيان من خلال إطلاق الشتائم والتعقيبات اللاذعة السريعة، وجذب صيحات الاستحسان والاستهجان من حشد من الجمهوريين في ويسكونسن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مصدر الضغينة؟ سؤال من مقدّمي المناظرة إلى فيفيك راماسوامي، المبتدئ السياسي ورجل الأعمال السابق في مجال التكنولوجيا الحيوية الذي حصل على قدر متزايد من الدعم والذي يأتي وراء المتصدرين، السيد ترمب وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس.

ورداً على سؤال عن سبب تفضيل الناخبين إيّاه على السياسيين "الأكثر خبرة"، أجاب السيد راماسوامي مقتبساً سطراً من خطاب باراك أوباما الرئيسي أمام مؤتمر للحزب الديمقراطي منذ ما يقرب من عقدين وَصَفَ فيه نفسه بأنه "طفل نحيف باسمٍ مضحك". وقال للمشرفين إن الوقت قد حان لـ "دخيلٍ" بدلاً من "السياسيين المحترفين في الحزب الجمهوري".

وعندما حان الوقت للسيد بنس للرد، قدّم نائب الرئيس السابق وحاكم ولاية إنديانا — الذي لطالما كانت شخصيته العامة واحدة من شخصيات المنحدرين من منطقة الغرب الأوسط الأميركي، قليلي الكلام الذين غالباً ما يتفوّهون بعبارات ريغانية مألوفة ومكرورة — سلسلةً من السطور المعدّة مسبقاً حول تجربته في المناصب العامة وسلّط الضوء على مصداقيته المحافِظة التي يعود تاريخها إلى السنوات التي أمضاها عضواً في مجلس النواب.

وبعد أن قاطعه السيد راماسوامي ليقول إنه "ليس متأكداً" مما إذا كان قد فهم ما قاله السيد بنس، ليردّ المحافظ المخضرم عليه بشراسة.

التفت بنس إلى السيد راماسوامي، وهو أصغر منه بثلاثة عقود تقريباً، عارضاً عليه توضيح ما قاله مرة أخرى.

"سأتمهل هذه المرة". قال السيد بنس بعد أن كرر بعض التفاصيل عن سجلّه زعيماً للمحافظين في مجلس النواب منوّهاً أن اليوم "ليس الوقت المناسب للتدريب أثناء العمل" بالنسبة إلى رئيس. وأضاف: "لسنا بحاجة إلى إحضار مبتدئ".

وبدا أن التنفيذي السابق في التكنولوجيا الحيوية، الذي قضى معظم حملته، التي يُستبعد أن تكلل بالنجاح في الترشُّح للرئاسة، في التعبير عن مواقف لا تختلف كثيراً عن تلك التي يدعمها الرئيس السابق، يترنح في بعض الأحيان من شدة الهجمات من "السياسيين المحترفين" الذين كان يستغلّ الوقت المخصص لحديثه في إهانتهم والتقليل من شأنهم.

بعد أن قاطع السيد راماسوامي الآخرين ليقول إن بقية المرشحين "تمّ شراؤهم ودفع ثمنهم" ويصف تغيّر المناخ بأنه "خديعة"، تدخَّل حاكم ولاية نيو جيرسي السابق كريس كريستي ليقول إنه "اكتفى" من الوافد الجديد، الذي قال إنه "يبدو وكأنه تشات جي بي تي، في إشارةٍ إلى أنّ السيد راماسوامي اقتبس كلاماً عن السيد أوباما.

وأضاف: "آخر شخص في إحدى هذه المناظرات... وقف في وسط المسرح وقال 'ماذا يفعل رجل نحيل الجسم ويمتلك اسماً غريباً هنا؟' كان باراك أوباما، وأخشى أننا نتعامل مع نفس النوع من الهواة".

على مدار الجلسة التي استمرت ساعتين، تراوحت الموضوعات التي ضغط بها باير وماكالوم على المرشحين من كيفية معالجة الديون السيادية الأميركية، إلى سياسة التعليم الفيدرالية، إلى الأجسام الطائرة المجهولة.

لكن الثابت طوال الوقت بدا أنه كراهية واضحة للسيد راماسوامي من قِبل السيد بنس والسيد كريستي وحاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هالي، التي نكَّلت برجل الأعمال البالغ من العمر 38 سنة عندما تحول الموضوع إلى دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا.

طُلب من السيدة هالي، التي شغلت منصب سفيرة لدى الأمم المتحدة في عهد السيد ترمب، شرح سبب اعتقادها أن الولايات المتحدة يجب أن تستمر في دعم جهود أوكرانيا لصد القوات الغازية الروسية بعد فترة وجيزة من انتقاد السيد راماسوامي للسيد بنس والسيد كريستي لزياراتهما الأخيرة إلى كييف، عاصمة أوكرانيا، والاستخفاف برئيس البلاد، فولوديمير زيلينسكي، باعتباره "بابا" لـ "السياسيين المحترفين".

أجابت هالي بأنّ على كبير الموظفين التنفيذيين لأميركا أن "يتحلّى بالوضوح الأخلاقي" و "يعرف الفرق بين الصواب والخطأ" وكذلك بين "الخير والشر".

وقالت: "عندما تنظر في الوضع بين روسيا وأوكرانيا، ستجد دولة حليفةً لأميركا غزاها سفاح".

"وانتصار روسيا انتصارٌ للصين. علينا أن نعرف أن أوكرانيا هي خط الدفاع الأول بالنسبة لنا. والمشكلة التي لا يفهمها فيفيك هي أنه يريد تسليم أوكرانيا إلى روسيا، ويريد أن يسمح للصين بالتهام تايوان، ويريد أن يتوقف عن تمويل إسرائيل"، مضيفةً: "لا يفعل المرء ذلك بالأصدقاء".

ورداً على ذلك، أهان السيد راماسوامي السيدة هالي باتهامها بالتموضع من أجل "وظيفة مستقبلية في مجلسي إدارة لوكهيد ورايثيون".

وأعادت حاكمة ولاية كارولينا الجنوبية السابقة الانقضاض مرة أخرى ملتفتة لمواجهة السيد راماسوامي وقالت له: "ليست لديك خبرة في السياسة الخارجية، وهذا واضح".

وانطلق المهرجان الصاخب الذي استمر ساعتين، والذي أقيم قبل خمسة أشهر تقريباً من انطلاق أول تجمّع انتخابي في ولاية أيوا في موسم انتخابات 2024 في يناير (كانون الثاني)، من دون المرشح الجمهوري الأول، السيد ترمب، الذي تحاشى المناظرة المتاحة للجميع مع منافسيه الأساسيين مفضّلاً الجلوس مع المحاور المتملّق، شخصية "فوكس نيوز" السابقة تاكر كارلسون.

وقال السيد ترمب، الذي سلّم نفسه يوم الخميس في سجن مقاطعة فولتون بجورجيا ليُعتقل وتُؤخذ بصماته ويُصوَّر إثر اتهامه بالابتزاز والتهم الجنائية الأخرى — هذا رابع استسلام من هذا القبيل للسلطات منذ أبريل — إنّه لا ينبغي أن يشارك في المناظرات في ضوء حجم تقدُّمه بين معظم استطلاعات الرأي للناخبين الجمهوريين الأساسيين.

لكن غياب الرئيس السابق كان، كما قال باير في لحظة فكاهة "فيلاً ليس في الغرفة" [الغائب الحاضر الذي لم يحضر طيفه]— وفي مرحلة ما كان مصدراً لبعض أكثر النقاشات إثارة للجدل بين المرشحين.

ومن المتوقع أن يكون أحد المتنافسين على خشبة المسرح، السيد بنس، شاهداً في واحدة على الأقل من المحاكمات الجنائية الأربع المقبلة للسيد ترمب العام المقبل. اثنان من المرشحين — السيد بنس والسيدة هالي — خدما في إدارة السيد ترمب لكنهما يحاولان الآن طرح نفسيهما بديلَين عنه في حمل لواء الحزب الجمهوري، والثالث — السيد كريستي — كان في يوم من الأيام حليفاً وثيقاً للرئيس السابق، لكنه أصبح ناقداً شرساً له مع تنامي الخطر القانوني الذي يواجه السيد ترمب.

وفي حين استهجن السيد كريستي ومنافس آخر من الحزب الجمهوري هو آسا هاتشينسون، السيد ترمب بسبب أفعاله التي تسببت بمواجهة لوائح اتهام في أربع ولايات قضائية منفصلة، فإن غالبية المرشحين على خشبة المسرح أعربوا على الأقل عن قدرٍ معيّن من الولاء للرئيس السابق الذي خضع لمساءلة مجلس النواب مرّتين والمتهم رسمياً أربع مرات، وذلك في ردّهم على سؤال عما إذا كانوا سيدعمونه إذا فاز بالترشيح.

وعندما أثار عدم تعبير السيد كريستي الواضح عن الدعم صيحات الاستهجان من الجمهور المؤيد لترمب، قال الحاكم السابق إن "شخصاً ما" يجب أن "يتوقف عن تطبيع" سلوك السيد ترمب غير المشروع المزعوم، والذي وصفه بأنه "لا يليق بمنصب رئيس الولايات المتحدة".

وحين تواصلت صيحات الاستهجان من الجمهور، قال كريستي إنّ "الشيء العظيم" في أميركا هو أن "الاستهجان مسموح به"، لكنه أضاف أن الاستهجان "لا يغيّر الحقيقة" في شأن السيد ترمب.

مع اختتام المناظرة وتقديم المندوبين البدلاء لكل مرشح في "قاعة إحاطة صحافية" تُفتح بعد النقاش ليبيّن كل مندوب ما يرى أنها أسباب فوز مرشحه في المناظرة، قال المتحدث باسم حملة ترمب ستيفن تشيونغ لصحيفة "اندبندنت" إن الرجل الغائب هو الذي كان محور النقاش اليوم بالفعل.

وأضاف أنّ الرئيس السابق "فاز بوضوح في المناظرة من دون الحاجة إلى أن يكون موجوداً في الواقع على الخشبة" لأن مقابلته مع كارلسون شوهدت ما يقرب من ثمانين مليون مرة على منصة "إكس" X، المنصة التي كانت تعرف سابقاً باسم "تويتر".

وقال تشيونغ: "من الواضح أننا خرجنا متربّعين على القمة".

وذكر السيد تشيونغ أنّ تقدم السيد ترمب في الانتخابات التمهيدية كان مؤشراً على أن حملته — والحزب الجمهوري بشكل عام — بحاجة إلى الانتقال للعمل على استراتيجية للانتخابات العامة والبدء في استهداف الرئيس جو بايدن بدلاً من استهداف بعضهم البعض.

وقال: "أعتقد الآن أن ما نركز عليه هو الحرص على أن نبعث برسالة تقول هذه انتخابات عامة والرئيس ترمب سيخوضها في مواجهة الرئيس بايدن أو كل مَن يختاره الديمقراطيون". "هذا أهمّ ما في الأمر، ونحن بحاجة إلى التركيز— نحن بحاجة إلى البدء في مقارعة الرئيس بايدن".

© The Independent

المزيد من دوليات