ليس المناخ وحده سببا لحرائق الغابات

من اليونان إلى إيطاليا وإسبانيا وصولاً إلى كندا والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، يواجه العالم بشكل غير اعتيادي موسم حرائق غابات استثنائياً، مع تعرّض السكان والأراضي النائية والمدن الكبرى على حد سواء لدخانها.

وبهذا الخصوص، تحدث المستشار في التخطيط البيئي قتيبة السعدون لـ "اندبندنت عربية" عن حرائق الغابات وأسبابها وأثرها في جوانب مختلفة منها البيئية والاقتصادية، والاجتماعية، وما تؤديه تلك الحرائق إلى تقلص الغطاء النباتي والحياة في البرية.

ويؤكد السعدون أن الحرائق التي انتشرت أخيراً في بقاع عدة من العالم تؤثر بشكل سلبي على استدامة الغابات واتزان المناخ، وتؤدي إلى تدهور نظام التربة وتقلص التنوع الأحيائي الذي تحتضنه الغابات. ويضيف "يؤثر ذلك على الاقتصاد والمجتمعات المحلية وعلى السياحة، سواء السياحة البيئية أو السياحة الطبيعية، إضافة إلى أنها تؤثر في تدفق خدمات النظم الإيكولوجية".

ويرى المستشار البيئي أن أسباب الحرائق متعددة ومختلفة، وتنقسم إلى قسمين، الأول مرتبط بالإنسان، وقد تكون بقصد، أو من غير قصد، فيقول "نستعرض أسباب حرائق الغابات فهي على سبيل المثال، ممارسة الرعي في سفوح الجبال واتخاذها مسكناً للرعاة وإشعال النار، أو أصحاب المناحل قرب أراضي الغابات حيث تستخدم النار لتوليد الدخان اللازم لأعمال المناحل، أو سلوكيات المتنزهين في مناطق الغابات من ترك نار الطبخ أو التدفئة أو بقاياها بغير اكتراث، وأبرز الأسباب هي رمي أعقاب السجائر".

ويضيف أن العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى حرائق الغابات محدودة مقارنة باستخدامات الإنسان الخاطئة، أبرزها الصواعق الجوية. ويقول "إن طائر "الحدأة" ينقل بعض الأجزاء المحترقة من الأغصان، وينقلها إلى مواقع أخرى من أجل انتشار الحرائق والتي تؤدي إلى خروج الثدييات والحيوانات، لينقض عليها هذا الطائر ويفترسها".

ويضيف السعدون في رسالته المسجلة لـ"اندبندنت عربية" عن منهجية درء الحرائق بمراحلها الثلاث، الأولى وهي الإجراءات اللازمة، مثل الرقابة والتوعية والإنذار المبكر للحد من الحرائق قبل حدوثها، أما أساس المرحلة الثانية فهي سرعة التبليغ والاستجابة الذكية. والمرحلة الأخيرة هي "إعادة التأهيل" وتقييم الإجراءات التي اتخذت أثناء الحدث لمراجعة مؤشرات النجاح والإخفاق والكفاءة والفعالية".

وختم المستشار البيئي حديثه عن أهمية محور الجاهزية وهو محور يشمل المراحل جميعها، سواء قبل أو أثناء أو بعد الحرائق، يتمثل في إجراءات علمية وإدارية وإجراءات فنية وإجراءات لوجستية أيضاً، ويقول "هناك يجب أن تكون لدينا خطط مدروسة من واقع حصر الغابات وكثافتها وتوزيعها وأنواعها ولكل نطاق له تخطيطه الخاص من ناحية الجاهزية والإنذار المبكر، وإلى آخره".

Listen to "المناخ ليس السبب الوحيد لحرائق الغابات" on Spreaker.