Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عندما يستعين الطب النفسي بهذه الكائنات الأليفة

المكفوفون أول المستفيدين والأحصنة تساعد في علاج البشر منذ أكثر من 400 قبل الميلاد

 الكلاب المرشدة تدرب لتكون عوناً حقيقياً للمكفوفين (بكسلز)

ملخص

الحيوانات الأليفة تساعد في علاج أمراض جسدية ونفسية، وتستخدم في عدد من المستشفيات حول العالم

طبع في ذاكرتنا مرافقة الكلاب للمكفوفين، وهي "الكلاب المرشدة" أو "الكلاب المرافقة للمكفوفين". تدرب بشكل خاص لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية في حياتهم اليومية، وغالباً ما تستخدم السلالات التي تتميز بالذكاء والوداعة والقوة الجسدية. "لابرادور"، و"غولدن ريتريفر" من الفصائل التي تتعلم بسرعة، ويمكنها تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام مثل تجاوز العوائق، واسترجاع الأشياء، وتحديد الممرات الآمنة.

ويعد "بيرنيز ماونتن" من أنواع الكلاب المستعدة للتعلم والعمل، ويتميز بالقوة والاستقرار، ويمكن أن يكون شريكاً ممتازاً للمكفوفين. وعلى رغم صغر حجمه فإن "بوكريتون تيريير" يمتاز بالذكاء والاهتمام بصاحبه، ويمكنه تنفيذ مهام مثل الاستماع لإشارات العبور وتحديد العوائق.

تدرب هذه الكلاب بشكل مكثف منذ صغرها في مراكز تخصصية على مجموعة من الإشارات البسيطة التي يستخدمها المكفوف لتوجيهه وتحديد الاتجاهات، والتعامل مع العوائق والممرات والسلالم بأمان.

ليست الكلاب فقط

أثبتت دراسات عديدة أن للحيوانات تأثيراً إيجابياً في صحة المرضى، بما يسمى "العلاج بمساعدة الحيوان" أو "التدخلات بمساعدة الحيوان". ولهذا التفاعل فوائد جسدية وعاطفية ونفسي، فكيف يمكن للحيوانات المساعدة في الشفاء؟

يقلل التفاعل مع الحيوانات، بخاصة الحيوانات اللطيفة والمدربة جيداً من مستويات التوتر والقلق، إذ إن ملاعبة الحيوانات تقلل من إنتاج هرمونات التوتر وتعزز الاسترخاء، وتخفض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.

وليست "الكلاب المرشدة" وحدها بطلة العلاج، بل تتشارك البطولة أيضاً القطط والكلاب الأخرى والأرانب والطيور والأسماك، وتستخدم في جلسات العلاج النفسي لتخفيف التوتر والقلق.

 

 

كذلك يوجد ما يعرف بـ"العلاج بالفروسية" أو Hippotherapy لتحسين اللياقة البدنية والصحة النفسية، وتطوير المهارات الحركية والاجتماعية بمجرد ممارسة ركوب الخيل، وقد ذكرها أبقراط حوالى 400 قبل الميلاد، ويعد علاجاً طبيعياً، وله آلياته الخاصة. وتستخدم دار للمسنين في ولاية تنيسي في أميركا الخيول الصغيرة لمجالسة كبار السن، وتجلب الخيول إلى المستشفيات المحلية لمساعدة مرضى الزهايمر، وفي دراسة جامعية نشرها موقع "National Library of Medicine" التابع للحكومة الأميركية، تبين أن مجالسة الحيوانات لكبار السن تقدم فوائد كثيرة تبدأ بطرد الملل والعزلة إلى المساعدة في تخفيف عوارض أمراض الخرف والاكتئاب والفصام.

كما تسبب الدلافين والحيتان نوعاً من البهجة، وتعد جلسات التفاعل مع هذه الحيوانات المائية من طرق العلاج المستخدمة للتخفيف من الاكتئاب والقلق، وتستخدم الحيوانات الزراعية كالخراف في علاج مشكلات السلوك والتواصل لدى ذوي الاضطرابات التوحدية والمشكلات النفسية.

في حين تستخدم حيوانات أخرى في علاج الضغط والتوتر مثل الأرانب والكلاب الصغيرة لما تقدمه من مشاعر الهدوء والراحة، وخفض مستويات الإجهاد.

يؤدي التعامل مع الحيوانات، إلى إطلاق هرمون الإندورفين والأوكسيتوسين، وهما مسكنان طبيعيان للألم، وهذا يخفف إحساس المرضى بالألم.

وفي الفوائد العاطفية والنفسية يمكن لقضاء الوقت مع الحيوانات أن يحسن المزاج ويحارب مشاعر الاكتئاب، كما يخفف الحب غير المشروط والرفقة التي تقدمها الحيوانات مشاعر الوحدة، ويعزز مشاعر السعادة.

ويمكن للحيوانات أن تعمل كمحفزات اجتماعية، مما يشجع الأشخاص على المشاركة في المحادثة والتفاعل مع الآخرين، وهذا مهم بشكل خاص للمرضى الذين قد يعزلون بسبب مرضهم، أو الذين يخضعون لبرامج تأهيلية، وقد ثبت أن التدخلات بمساعدة الحيوان تعزز الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة ومهارات حل المشكلات لدى المرضى الذين يعانون إعاقات إدراكية وحالات عصبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من خطط العلاج

يعد التدريب المناسب وتدابير النظافة والسلامة أموراً بالغة الأهمية عند دمج الحيوانات في أماكن الرعاية الصحية كجزء من خطة العلاج.

ويستخدم عديد من المراكز الطبية حول العالم "العلاج بمساعدة الحيوان" Animal Assisted Therapy (AAT)  للمساعدة في تحسين صحة المرضى. مركز "مايو كلينك" في الولايات المتحدة الأميركية، يعمل على دمج العلاج بمساعدة الحيوان في أقسام مختلفة، بما في ذلك طب الأطفال وإعادة التأهيل وطب الأورام، إذ تقوم الكلاب المدربة بزيارة المرضى لتوفير الراحة وتقليل التوتر، ومستشفى جونز هوبكنز يوفر برنامج "Paws for Health" الذي يتضمن زيارة الحيوانات العلاجية للمرضى لتخفيف القلق وتعزيز الاسترخاء، ويضم الفريق أكثر من 15 كلباً متطوعاً، ويمكن تقديم طلبات التطوع عبر الموقع الإلكتروني. ويستخدم مستشفى غريت أورموند ستريت في بريطانيا ومستشفى الأطفال في لوس أنجليس في أميركا، ومستشفى الأطفال الملكي في أستراليا كلاباً علاجية للتعامل مع المرضى الصغار وتقديم الدعم العاطفي أثناء علاجهم، مما يجعل إقامتهم في المستشفى أكثر راحة وأقل إرهاقاً.

إضافة إلى مستشفيات ومراكز علاجية أخرى مثل مستشفى جامعة كارولينسكا في السويد، ومستشفى جبل سيناء في كندا الذي يستعين بالكلاب لتخفيف وطأة الحقن على الأطفال وإلهائهم عن الألم في برنامج "Paw and Play".  ونشرت "بي بي سي" البريطانية خبراً مفاده أن مستشفى في مانشستر يستخدم حيوانات أليفة لعلاج أعراض الانفصام والاكتئاب أحادي القطب، منها جرو كانت ممرضة صحة نفسية قد اشترته لمساعدتها في التغلب على حزنها بعد وفاة والديها، وتستخدم الممرضة هذا الكلب إضافة إلى أرانب وقوارض في علاج المرضى.

 

 

تأثير الحيوانات

لا تزال الأبحاث حول التفاعلات بين الإنسان والحيوان جديدة نسبياً. وأظهرت الدراسات تأثيراً إيجابياً على صعيد الصحة، إذ تبين أن التفاعل مع الحيوانات يؤدي إلى انخفاض مستويات الكورتيزول وهو هرمون مرتبط بالتوتر، وانخفاض ضغط الدم، ووجدت دراسات أخرى أن الحيوانات يمكن أن تقلل من الشعور بالوحدة، وتزيد من مشاعر الدعم الاجتماعي وتعزز المزاج.

وتقوم دراسات عديدة حول كيفية تأثير الحيوانات في نمو الطفل، فتبحث في التفاعلات الحيوانية مع الأطفال المصابين بالتوحد، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، وغيرها من الحالات.

تقول رندا إنها استعانت بجرو غير مدرب لتخفيف وطأة طيف التوحد الذي يعانيه طفلها، وتخبر أنها لمست فارقاً مذهلاً بعد شهرين من تواجد الكلب في المنزل، "وكأن ابني يتسلح به، ويتحرك بطريقة أفضل، وبدأ يتفاعل معه بسرعة ويتقبلنا".

من جهتها تخبر نوال أن القط الذي تبنته يمتص كل توترها، ويصاب بالحساسية كلما مرضت، كأنه يحاول الوقوف إلى جانبها بما استطاع من إحساس.

من جهته يقول آدم إن كلبه خفف وطأة العزلة أثناء جائحة كورونا، فقدم لاحقاً لوالدته كلباً صغيراً يملأ وقتها بعد وفاة الوالد، ويقول إن كلب والدته يهتم بها ويتسمر إلى جانبها أثناء مرضها.

باختصار، وجدت الدراسات أن البشر الذين يتفاعلون مع الحيوانات تتحرك لديهم هرمونات السيروتونين والبرولاكتين والأوكسيتوسين التي تلعب دوراً في تحسين الحالة المزاجية.

هذا التفاعل يقلل من القلق ويساعد الإنسان على الاسترخاء، ويوفر الراحة، ويقلل من الشعور بالوحدة، ويزيد من التحفيز الذهني، كما يساعد في استعادة الذكريات والتسلسل الزمني للأحداث لدى المرضى الذين يعانون من إصابات في الرأس أو أمراض مزمنة مثل الزهايمر.

وعلى الصعيد البدني تساعد هذه الحيوانات في خفض ضغط الدم وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية ما يقلل من كمية الأدوية التي يحتاجها بعض الأشخاص، كذلك تساعد في إبطاء التنفس لدى الأشخاص القلقين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير