ملخص
اقتصاديان قالا في حديثهما إلى "اندبندنت عربية" إن الصفقة تعد إضافة ذراع استثمارية قوية للمجموعة على المدى البعيد
كشفت شركة الاتصالات السعودية (إس تي سي) عن صفقة جديدة تتمثل في الاستحواذ على 9.9 في المئة من أسهم شركة "تيليفونيكا" الإسبانية بقيمة بلغت 8.5 مليار ريال (2.25 مليار دولار).
وأشارت الشركة في بيانها إلى أن الخطوة تأتي في إطار استراتيجية التوسع والنمو التي تعتمدها وتعكس ثقتها بقدرة "تيليفونيكا" على الاستمرار في الريادة والنمو، إذ تمتلك محفظة من أصول البنية التحتية والمنصات التقنية المتقدمة، بما في ذلك الذكاء المعرفي والحوسبة الطرفية و"إنترنت الأشياء".
وأوضح المحلل الاقتصادي حمد العليان أن "عمليات التوسع هي نهج لشركة الاتصالات منذ فترة وسبق أن استثمرت في الخارج ولكن ما يميز هذا الاستثمار أنه جاء في وقت تعاني الأوساط الاقتصادية عدم وفرة السيولة، ويمكن القول إنها صفقة إيجابية لا سيما في ما يخص التوقيت".
وأردف أن "الآثار الإيجابية لهذه الصفقة لن تكون آنية أو على المدى القريب ولكن في المدى المتوسط والبعيد سيبدأ الأثر الفعلي لها، لا سيما أن الاستثمارات ستكون في إسبانيا وهي دولة فيها عدد كبير من مستخدمي الهواتف المحمولة"، لافتاً إلى أن الصفقة تعد إضافة ذراع استثمارية قوية لمجموعة الاتصالات السعودية.
وقال إن "الشركة لديها القدرة على إدارة استثماراتها في الخارج وكانت لها نماذج استثمارية في عدد من دول المنطقة نجحت بها"، وقال العليان إن "نتائج هذا الاستثمار ستبدأ بالظهور بعد عام من الإعلان، إذ إنه يعد مدخلاً جيداً للشركة السعودية لتكون حاضرة في السوق الأوروبية".
وعلى رغم النظرة الإيجابية لهذه الصفقة عموماً إلا أن سوق الأسهم السعودية "تداول" لم تستقبلها بشكل جيد، بحسب عليان الذي ذكر أنه "كان هناك تراجع في سهم الشركة خلال تداولات اليوم ولم يتفاعل سهم شركة الاتصالات بشكل جيد في جلسة التداول".
وأرجع ذلك إلى وجود نظرة سلبية من بعض المتداولين داخل السوق حول الصفقة، لكنه عاد ليؤكد أن هذا سيكون بشكل موقت وأن الصفقة ستنعكس إيجاباً على الشركة وحركة سهمها داخل سوق الأسهم في ما بعد.
الرغبة في التوسع
من جانبه، قال الكاتب الاقتصادي راشد الفوزان إن "الصفقة الجديدة لشركة الاتصالات السعودية التي تأتي ضمن عدد من الصفقات والاستحواذات التي أبرمتها خلال الأعوام الأخيرة الأخيرة، تهدف في مجملها إلى توسع نشاط الشركة في الاستثمارات الخارجية".
ولفت إلى أن التوجه الخارجي يعكس رغبة "أس تي سي في التوسع والنمو وعدم اعتمادها على السوق المحلية التي أصبح النمو فيها محدداً نوعاً ما".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحول الأسباب التي أدت إلى عقد عدد من صفقات الاستثمار الخارجية، أشار الفوزان إلى أن الشركة تملك إيرادات ضخمة قدرها 68 مليار ريال سنوياً (17.86 مليار دولار) إضافة إلى أرباحها السنوية التي تصل إلى 10 مليارات ريال (2.67 مليار دولار).
وأردف "بالتالي فإن الشركة تملك احتياطات ضخمة، مما جعلها تضع خطط توسعية للنمو بهدف الاستثمار في تلك الاحتياطات الضخمة إلى جانب توزيعها للأرباح السنوية على المسهمين، إذ تعد من الشركات الكبرى في سوق الأسهم التي توزع أرباحاً سنوية"، موضحاً أن لتلك الاستثمارات "آثاراً إيجابية ستنعكس على الاقتصاد الوطني وقوته في الفترة المقبلة".
وضع مالي متين
وفي الصدد ذاته، قال رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات السعودية الأمير محمد بن خالد بن عبدالله بن فيصل إن "الشركتين تجمعهما رؤية وأهداف مشتركة، إذ تسعيان إلى توظيف التقنيات المتقدمة لتوفير أفضل خدمات الاتصالات للمستخدمين، إلى جانب اعتماد استراتيجية فاعلة لتسريع وتعزيز النمو، ويمثل هذا الاستثمار استمراراً لتنفيذ استراتيجيتنا في التوسع والنمو من خلال الاستثمار النوعي في مختلف قطاعات التقنية والبنية التحتية الرقمية في الأسواق الواعدة حول العالم".
ورأى الرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات السعودية عليان الوتيد في بيان للشركة أن هذه الصفقة "تشكل فرصة استثمارية واعدة وتعكس استثماراتنا في تيليفونيكا الإمكانات التي تحظى بها الشركة وقدرتها على تعزيز القيمة للمسهمين، وثقتنا بالاستراتيجية الخاصة بنا وإدارتها".
وأكد التزامه توطيد التعاون بين الشركتين بهدف الاستفادة من جميع الفرص المتاحة، مضيفاً أن "هذه الصفقة تشكّل فرصة استثمارية واعدة تتيح الاستفادة الأمثل من الوضع المالي المتين، مع الاستمرار في سياسة توزيع الأرباح المعتمدة".
ومن جانبها، قالت "تيليفونيكا" إنها تبلّغت باستثمار "إس تي سي" أمس الثلاثاء ووصفته بأنه "مرحب به" بحسب وكالة "رويترز".
وستقدم "تيليفونيكا" خطة استراتيجية جديدة في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل تركز على تعزيز التدفق النقدي الحر للشركة الذي رجح رئيسها التنفيذي أن يصل إلى 4 مليارات يورو (4.3 مليار دولار) هذا العام.
كما ارتفعت أسهم "تيليفونيكا" 2.9 في المئة بعد إعلان الصفقة في بورصة مدريد اليوم الأربعاء ليسجل السهم 3.86 يورو (4.15 دولار)،
وظلت أسهم "إس تي سي" من دون تغيير كبير وارتفع السهم 0.1 في المئة فقط إلى 39.60 ريال سعودي (10.56 دولار) عند فتح التعاملات في سوق الأسهم السعودية.
وتعد شركة الاتصالات السعودية أكبر مشغل اتصالات في البلاد وتمتلك حصصاً في شركات تعمل في الكويت والبحرين، كما عقدت صفقات لتتوسع في أوروبا كان آخرها استحواذ شركة "توال" التابعة لها على أبراج شركة "يونايتيد غروب" في كل من بلغاريا وكرواتيا وسلوفينيا، وتعد هذه الصفقة ثاني دخول لها في سوق الاتصالات بأوروبا بعدما اتفقت على شراء بنية تحتية لأبراج بقيمة 1.2 مليار يورو (1.29 مليار دولار) من "يونايتد غروب" في أبريل (نيسان) الماضي.