Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

داخل العالم الغريب والمكلف لتصميم عروض الزواج

في المملكة المتحدة، ينفق الأشخاص (الرجال خصوصاً) مبلغاً قد يصل إلى 165 ألف جنيه استرليني لاستخدام أشخاص متخصصين بالتخطيط لعروض الزواج وكلما كان العرض مبالغاً به كان وقعه أفضل

"لا شك أن بعض الأزواج يحاولون أن يتفوقوا على عروض الزواج "المثالية كما صور إنستغرام" التي يرونها منتشرة على الإنترنت" (ذا بروروزال بلانرز)

ملخص

من تدبير عملية اختطاف وهمية إلى بتلات الورد المتطايرة: أليس ذلك نقيض الرومانسية؟

هل سبق أن رأيتم كلمة "تزوجيني" مكتوبة في السماء؟ وماذا عن وجهي شخصين غريبين مرسومين بالليزر على النجوم من قبل فريق التأثيرات الخاصة؟ أو حشد من مئات الأشخاص الذين يهتفون ويهللون قرب جسر البرج فيما تتطاير بتلات الورد حول ثنائي سعيد؟

لو اعتبرتم أياً من المشاهد المذكورة مألوفة، فيحتمل أنكم شهدتم عرض زواج مصمم- ونتاج خدمة تزداد شعبيتها في كل أرجاء المملكة المتحدة، وينفق عليها طالبوها بين 1500 و165 ألف جنيه استرليني، لكي يعرضوا الزواج على شخص ما. لو رأيتم في الموضوع بذخاً، فأنتم محقون، لا سيما وسط انتشار أزمة معيشية، لكن سوق شركات عروض الزواج مزدهر، فيما أفادت بعض الشركات عن تضاعف عدد عملائها أربع مرات في عام 2023، مقارنة بعام 2019.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول شيفاني كاتري، مؤسسة شركة ذا بروبوزال بلانرز (منظمو عرض الزواج) التي تقدم خدمة عرض الزواج في أماكن تتراوح بين جناح فندقي في لندن وشاطئ في بلد آخر "ننظم بين خمسة وستة عروض أسبوعياً". ما يحصل باختصار هو أن العملاء- ومعظهم من الرجال مغايري الجنس وفقاً لكاتري- يتواصلون مع الشركة، ويطلبون من فريق صغير أن يحضر لهم عرض الزواج المثالي. يصل متوسط كلفة هذه العملية، بين ديكور وتصوير فوتوغرافي واستئجار المكان، إلى ثلاثة آلاف جنيه استرليني تقريباً، لكن قد تلامس هذه الكلفة مئات الآلاف بسهولة، تبعاً لنوع المكان المطلوب وأي سفرات وتنقلات إضافية.

وقد ينظم عرض الزواج إما في أي بقعة من لندن -ويعد برج شارد والفنادق والشقق الخاصة من أكثر الأماكن التي تستخدمها كاتري- أو خارج البلاد، حيث اصطحب أحد العملاء كل أفراد أسرة زوجته المستقبلية بالطائرة إلى بحيرة كومو للمشاركة في مفاجأة عرض الزواج. وتتذكر كاتري أن "ذلك كلف 30 ألف جنيه في الأقل بلا شك".  

ومن جهتها، تقول إليزا غرابوفاجا، من وكالة ذا بروبوزرز لتخطيط عروض الزواج، إن شركتها نسقت عروضاً في مختلف الأماكن، من سانتوريني إلى تركيا. وتشرح أن "أحد الأزواج أبحر على متن يخت خاص فاخر على طول بحر إيجه حتى وصلا إلى نقطة معزولة على ساحل بودروم حيث طالعهما مسرح مزين بالزهور البيضاء والزهرية اللون وعزف موسيقي حي". عملت وكالتها على تصميم عروض زواج في برج إيفل وبرج العرب كذلك.

تقدم كثير من هذه الشركات خدمات جاهزة لعروض الزواج، وتتضمن أكثر العروض شعبية في شركة كاتري مزيجاً من المسارات المرصوفة ببتلات الورد والتي تنتشر على جانبيها بالونات على شكل قلوب وشموع وكلمة "تزوجيني" مكتوبة بأحرف ضخمة توضع في مكان معين غالباً ما يستأجرونه لمدة أربع أو خمس ساعات تستخدم معظمها في التجهيزات. وتقول كاتري "عادة، يقضي الثنائي ساعة فقط في المكان".

في هذه الأثناء، في شركة بروبوزرز، تتراوح التجارب المطلوبة بين النزهات في المتنزهات، وجلسات الغناء إلى تذوق النبيذ ودور السينما السرية، كما بدأ عدد من الفنادق الفخمة بتقديم خدمة عروض الزواج لنزلائه. وعلى سبيل المثال، تعطي "حزمة طلبات الزواج" التي يقدمها فندق ومحمية بورت ليمبنه في كنت، مثلاً، الزوجين فرصة استئجار مساحة التعريشة حصرياً لمدة ساعة أو القيام بجولة سافاري بخاصة في المكان برفقة حارس الغابة مقابل 550 جنيهاً استرلينياً. 

لا شك أن بعض عروض الزواج الخاصة المفصلة بحسب طلب العميل قد تكون جديدة ومختلفة بعض الشيء. وتقول ليز تايلور، مصممة عروض الزواج وحفلات الزفاف الفاخرة في شركة تايلور لين "أراد أحد العملاء أن يقوم بعرض الزواج أثناء القفز بالمظلة، لكن المشكلة كانت أن صديقه الحميم يخشى المرتفعات. تطلب الموضوع بعض التخطيط لكي نتمكن من وضعهما في الجو، لكننا نجحنا في المهمة. لست متأكدة إن شعر الخطيبان براحة أكبر عندما أجاب الرجل بنعم، أو عندما انتهت رحلة القفز بالمظلة تلك".

في هذه الأثناء، طلب من كاتري مرة أن تستأجر صالة سينما كاملة لكي يعرض أحد العملاء فيلماً طويلاً صنعه لخطيبته المستقبلية. وتقول "كان ذلك طلباً ممتعاً". وفيما يمكن تنفيذ معظم الطلبات، يتطلب بعضها القليل من المفاوضات أحياناً. وتضيف "لدي عميل يريد أن ينفذ عملية اختطاف وهمية. وأنا أحاول أن أقنعه بالعدول عن رأيه".

وأهم نقطة هي الحفاظ على السرية. وتقول كاتري "نعمل بجهد لكي يظل الموضوع بأكمله طي الكتمان". ومع ذلك، فهم يقدمون خدمة "التلميح" تسمح للأشخاص بالتعبير عن اهتمامهم بالشركة التي تتصل بعد ذلك بشريكهم المستقبلي نيابة عنهم، وتحثه بلطف على الاستعانة بخدماتها. تشرح كاتري أن "أشخاصاً كثيرين يرون عروض الزواج التي نصممها على إنستغرام، ويتواصلون معنا عبر المنصة لرغبتهم بأن يعرض عليهم الشريك الزواج من خلالنا".

لكن بعض الأحيان، قد تقع مشكلة. مثل تلك المرة التي نسقت فيها كاتري عرض زواج وسط الغابة، وزينته بالورد والإضاءة ثم اشتعلت إحدى الزهور فيما كان العريس يركع على ركبته. "لحسن الحظ أن الأمر لم يتعد الشرارة. وحللنا المشكلة بسرعة".

قد يبدو الموضوع برمته مناقضاً للرومانسية، بسبب كل التخطيط الذي يتطلبه. أليس من المفترض أن يكون عرض الزواج مناسبة حميمة؟ أن يكون احتفالاً خاصاً وهادئاً بين شخصين قبل أن يتزوجا أمام أعين كل معارفهم وكل الأقارب الذين لا يطيقونهم؟

يصر ماثيو شو، المدير الإبداعي ومؤسس شركة سوفور Sauveur لتخطيط المناسبات أن "عروض الزواج التي نعمل عليها تحمل دائماً شعوراً مميزاً فعلاً. ليس من الضروري أن يكون الترف دائماً مرادفاً للعروض العلنية الضخمة أو لتجربة تطغى على أهمية اللحظة. ننطلق دائماً من الثنائي نفسه، ومن شخصيتيهما ثم نتحرك من هذا الموقع حرصاً على أن تكون المناسبة فريدة وخاصة بهما، مهما كان شكلها".

وإضافة إلى ذلك، فهل تنجح هذه العروض لو لم تكن رومانسية؟ تقول كاتري التي فتحت شركتها خلال فترة الإغلاق الأولى فيما كانت تسعى لإيجاد طريقة تسدد فيها الديون المترتبة عليها وعلى زوجها جراء عملية التلقيح الصناعي "نسبة نجاحنا حتى الآن هي 100 في المئة. لدى خبرة في العمل لدى صائغ حيث كنت أتكلم دائماً مع الزبائن في شأن طريقة عرضهم الزواج على الشريك واستلهمت الفكرة من هذه النقطة".  

تشرح كاتري أن "أشخاصاً كثيرين يرون عروض الزواج التي نصممها على إنستغرام، ويتواصلون معنا عبر المنصة لرغبتهم بأن يعرض عليهم الشريك الزواج من خلالنا".

ويعزو مطلعون على هذا القطاع شعبية الخدمات إلى تأثير الجائحة. ويقول شو "قيدنا كثيراً، من حيث الأمور التي نستطيع فعلها أو تلك الممنوعة علينا، ولذلك ازداد بشكل عام الرغبة في خلق تجارب واحتفالات ذات معنى عميق، في إطار تركيز الناس على التواصل الآني مع الآخرين وعيش لحظات لا تنسى، كما ارتفعت الميزانية المخصصة لعروض الزواج مع سعي الأفراد إلى إغلاق المساحات العامة واستقدام موردين وتصميم مناسبة متعددة الجوانب".

وترى كاتري زيادة في عدد الأزواج الذين يختارون إعطاء الأولوية لأنفسهم، بعد كوفيد. وتقول "يختار عملاء كثيرون أن ينفقوا أكثر على عرض الزواج، مقارنة بحفلة الزفاف نفسها. ويريدون لتلك اللحظة أن تكون مميزة لأنها لحظة خاصة بهما وحدهما، بينما لا شك في أنك قد تشعر بأن الزفاف حفلة مخصصة للآخرين".

ولا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي دوراً لا يستهان به في هذا السياق. إن ألقيت نظرة واحدة على صفحة Explore لاستكشاف الصور والمنشورات الجديدة على تطبيق إنستغرام، لن يطول الأمر قبل أن تجد منشوراً عن عرض زواج فاخر يحتمل أن إحدى الشركات المذكورة سابقاً صممته، إذ تشارك معظم الشركات صور العروض على الإنترنت (بموافقة الزوجين). ووجدت بيانات جديدة أصدرتها باركليز أن خمس الأزواج تقريباً (24 في المئة) يحدثون منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي في غضون 24 ساعة من عرض الزواج.

وتقول تايلور "أثر المشاهير ووسائل التواصل كثيراً على هذه السوق. فعندما تصور عائلة كارداشيان حفلات عرض الزواج المترفة والفاخرة على التلفزيون مثلاً، يستلهم الأزواج الأفكار منها، كما أن الأزواج الأصغر سناً يحبون أن ينشروا لحظة مميزة على إنستغرام- تبدو جميلة جداً بصرياً- كي يشاركوها مع الأصدقاء والمتابعين". وقد يدخل عنصر المنافسة في هذه المعادلة كذلك. ويعتبر نيل دوتا، المدير الإداري في شركة Angelic Diamonds المتخصصة بخواتم الخطوبة أن "بعض الأزواج يحاولون بلا شك أن يتفوقوا على عروض الزواج "المثالية كما صور إنستغرام" التي يرونها منتشرة على الإنترنت".

لكن إن وضعنا الشكليات والفخفخة على جنب، تصر كل الشركات المذكورة سابقاً أن هدفها الرئيس هو خلق لحظة مميزة تنتهي بالموافقة على عرض الزواج. وسواء كان الحدث مضخماً وكبيراً أم لم يكن كذلك، فلا شك في أن الضغط كبير. وتشرح غرابوفاجا أن "تصميم عرض زواج قد يشكل مهمة كبيرة جداً وتسمح خبرتنا في المجال للأفراد أن يركزوا على الجانب العاطفي للحظة فيما نتولى نحن التفاصيل الصغيرة حرصاً على تشكيل ذكرى ثمينة تدوم مدى الحياة".

وتضيف كاتري أن "ما يريده الأشخاص هو أن يقوموا بلفتة جميلة للشريك. وهذا كل ما نريد فعله - أن نمنحهم تلك اللحظة المميزة".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات