ملخص
شعار قمة الـ20 في نيودلهي "أرض واحدة - عائلة واحدة - مستقبل واحد" غير واقعي على الإطلاق
يرى عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد للأوراق المالية والاستثمار" وضاح الطه أن الهند تسعى من خلال استضافتها لقمة مجموعة الـ20 في نيودلهي في التاسع والـ10 من سبتمبر (الجاري) إلى دعم وإسناد طموحاتها المتزايدة بأن تكون قطباً رئيساً في الأقل اقتصادياً ومن ثم سياسياً في العالم، وهي أيضاً محاولة إرسال رسالة واضحة سواء للشركاء أم للعالم بأسره مفادها بأن الهند هي قطب اقتصادي وسياسي لا يمكن تجاهله.
يقول الطه إن الاقتصاد الهندي اليوم يفرض نفسه على الاقتصاد العالمي، كما أن مستويات النمو الاقتصادي للسنة المالية الهندية لعام 2022-2023 تصل إلى 7.2 في المئة، إذ أصبحت الهند من الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم، متجاوزة بكثير النمو الاقتصادي للصين الذي يشهد تباطؤاً اليوم، بينما يواصل زخم اقتصاد الهند نموه بشكل مطرد.
طموحات وتحديات
تحدث عضو المجلس الاستشاري الوطني في معهد "تشارترد للأوراق المالية والاستثمار" عن طموحات الهند الكبيرة التي بدت جلية في قمة "بريكس" أخيراً في جنوب أفريقيا، قائلاً إن الهند تحاول اليوم استثمار مكانتها في "بريكس" في مجموعة الـ20، فهي تسعى إلى ضم الاتحاد الأفريقي لعضوية المجموعة، مشيراً إلى جهود الهند الحثيثة في خطب ود الاتحاد الأفريقي بشكل واضح في أي محفل دولي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويرى الطه أن شعار قمة الـ20 في نيودلهي "أرض واحدة - عائلة واحدة - مستقبل واحد" غير واقعي على الإطلاق، لكنه يقول "أعتقد بأن الدول ذات الاقتصادات المتقدمة من الأعضاء في مجموعة الـ20 مثل الولايات المتحدة وأوروبا والدول الأخرى التي تنتمي لهذه المجموعة تحاول تهدئة القلق لدى دول الجنوب وتحاول أن تبدو أكثر وداً ضمن هذه المجموعة، كما تحاول إرسال رسائل طمأنة للدول النامية ودول الجنوب، وربما تخفف من رغبتها في الانضمام إلى تكتلات أخرى قد تكون مناوئة في الأقل ربما سياسياً بشكل غير مباشر، لكنها تحاول أن تتكتل لتكون هناك منافع اقتصادية تتولد من تلك التكتلات وعلى رأسها مجموعة ’بريكس‘".
ويعتقد أن الهند ومع كل هذا الطموح إلا أنه لا يمكن إغفال حجم المشكلات والتحديات التي تواجهها في علاقاتها مع دول رئيسة مثل الصين، فهناك صراعات جيوسياسية لا تزال تطل برأسها بين الحين والآخر، في الوقت ذاته تقوم الهند بتوثيق علاقاتها الاقتصادية مع روسيا والاستفادة من الخصم الهائل الذي تحصل عليه من شراء النفط الروسي منذ بدء الحرب الروسية - الأوكرانية في فبراير (شباط) 2022، كما تحاول الهند دعم اقتصادها بأي شكل من الأشكال.
ثقل الهند الاقتصادي
تحدث الطه عن ثقل الهند اقتصادياً، إذ قال إن تسلسل الاقتصاد الهندي هو الخامس عالمياً ونجح في إزاحة فرنسا وبريطانيا وتربع على المرتبة الخامسة، وهو آخذ في النمو بمعدل ذكرته قبل قليل.
وأضاف أن هذا في واقع الأمر يفرض مساحة متزايدة للهند ضمن الساحة الاقتصادية الدولية، إذ تسعى دائماً بقيادة رئيس الوزراء ناهيندرا مودي إلى تعزيز مكانتها وعدم التدخل أحياناً في المشكلات الداخلية التي قد تعانيها أحياناً البلاد، في حين أن قسماً من هذه المشكلات يرتبط بأمور عقائدية مرتبطة بأدبيات الحزب الحاكم في الهند، لكن هذه الأمور لا تطفو على سطح الساحة الدولية ولا يوجد أيضاً اهتمام دولي تجاهها بما في ذلك المشكلات التي تحدث بين الحين والآخر مع المسلمين في الهند.
ويتصور الطه أن سقف الطموح الهندي عال جداً في هذا التجمع العالمي، أي قمة مجموعة الـ20، إلا أن غياب الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ عن القمة في دلهي، ربما قد يكون رسالة واضحة تنم عن عدم الرغبة في المشاركة، وخصوصاً بعد حضور الرئيس الصيني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قمة "بريكس" في مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا أخيراً التي تولد عنها قبول ست دول جديدة في عضوية تجمع "بريكس" وعلى رأسها السعودية والإمارات في تجمع "بريكس+".
ويرى أنه وعلى رغم غياب الزعيمين الروسي والصيني عن قمة الـ20 في دلهي إلا أن الهند تسعى إلى الاستفادة من التجمع العالمي وتعزيز مكانتها حتى مع الغرب، فهي لا ترغب كما يقول في الدخول في صدامات ولا في مواجهات سياسية بل على العكس فهي تعمل على تعزيز مكانتها لدى الاقتصادات الغربية، وهذا يعزز استدامة نموها الاقتصادي، وهو ما تسعى إليه الهند بقوة.
Listen to "قمة الـ20 ... استقطاب دولي وسط عالم مضطرب" on Spreaker.