Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جسر المساعدات الجوي "رئة إنقاذ" في زمن الكوارث

تتزايد أهميته مع الزلازل وموجات التسونامي والعواصف الهائلة سنوياً

سيدة تحاول جمع ممتلكاتها من تحت الأنقاض في مدينة مراكش القديمة التي دمرها الزلزال (أ ف ب)

ملخص

 زلزال المغرب أعاد التذكير بأهمية جسور المساعدات الجوية التي تقيمها دول العالم في ظل الكوارث.

خلال الشهر الثاني من العام الحالي سارعت دول العالم إلى بناء جسر مساعدات جوي للمساعدة في مواجهة آثار كارثة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، وأدى إلى وقوع آلاف الضحايا من قتلى وجرحى، وتدمير مبان سكنية وأحياء بأكملها في بعض مدن شمال سورية وشرق تركيا.

والأمر نفسه تكرر بعد وقوع زلزال المغرب، إذ أعلن الرئيس الهندي في قمة "مجموعة الـ 20" التي تجمع أقوى اقتصادات العالم في نيودلهي، بدء تقديم مساعدات إلى الحكومة المغربية لحصر تداعيات الزلزال ونتائجه على المواطنين الذين لم يشهدوا منذ عام 1960 زلزالاً بهذه القوة، وهناك ثلاثة أو أربعة أجيال من المغاربة لم يشهدوا زلزالاً بعد زلزال أغادير الذي أدى إلى مقتل 15 ألف شخص في حينه.

مباشرة بعد زلزال تركيا وسوريا وبالطريقة نفسها، أعلن الاتحاد الأوروبي إرسال فرق إنقاذ للإسهام في جهود الإغاثة جراء الزلزال.

جسر المساعدات الجوي

مسارعة الدول ومنظمات الأمم المتحدة في بناء جسر النقل الإنساني المعروف أيضاً بالجسر الجوي الإنساني أو الرحلات الجوية للإغاثة، تهدف إلى التعبير عن التعاون الإنساني بين أعضاء المجتمع الدولي تحت الراية الإنسانية، ويكون في معظم الأحيان عبارة عن جهد منسق لنقل المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والمسعفين والمنقذين إلى المناطق المتأثرة بالكوارث الطبيعية أو الأوبئة أو أي نوع من أنواع الجوائح الطبيعية الأخرى.

وتنفذ هذه العمليات عادة من قبل الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتقديم المساعدة الطارئة للسكان المتأثرين، وعلى سبيل المثال يمكن الاطلاع على فائدة الجسر الجوي من خلال تجربة جائحة انتشار فيروس كورونا، وكان بالإمكان تقدير فوائد هذا الجسر الإغاثي بسبب طول مدة الجائحة، إذ لعب الجسر الجوي "الكوروني" دوراً مهماً في نقل الإمدادات الطبية، وهي أحد الأغراض الرئيسة لجسر النقل الإنساني أثناء الوباء أو الجوائح الأخرى.

كما أسهم الجسر في نشر الكوادر الطبية ونقل المحترفين من الأطباء والممرضين والممرضات، علاوة على إجلاء السكان المتأثرين ممن يعانون مرضاً شديداً أو كبار السن أو الأشخاص الذين يتعرضون لأخطار عالية من الإصابة.

ويحافظ الجسر على سلاسل الإمداد الحرجة للسلع الأساس مثل الطعام وغيره من السلع الإنسانية الأخرى، لضمان توفرها للتجمعات خلال الجائحة.

كما يقدم الجسر الجوي الدعم اللوجيستي الضروري لإقامة مستشفيات ميدانية ومرافق للحجر الصحي وبنية تحتية أخرى مطلوبة للاستجابة للوباء، كما في جائحة كورونا أو غيرها من الأوبئة والأمراض التي قد تتسبب فيها الزلازل أو موجات التسونامي أو عواصف هائلة تقع سنوياً في مختلف أرجاء الكوكب الأزرق.

جسر المساعدات

وتقدر المنظمات الإنسانية والحكومات والإدارات المحلية الموجودة على الأرض الحاجات اللوجيستية وحجم المساعدات المطلوبة من مختلف الأنواع، سواء الطبية أو الغذائية أو الميكانيكية والموارد البشرية المتخصصة، ويتم توجيه هذا التقدير لمرحلة التخطيط، كما يمكن لهذه التقديرات المحددة تسريع وصول المساعدات وتوزيعها وبناء المستشفيات المتنقلة وتوزيع الموارد البشرية حيث تقتضي الحاجة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبعد وضع التقديرات المناسبة يبدأ دور التنسيق بين المجموعات والمنظمات الدولية والمحلية لضمان الحصول على الطائرات وطواقم الطيران والتصاريح اللازمة للرحلات، وغالباً ما يتضمن هذا التعاون الوثيق بين السلطات الحكومية والمنظمات غير الحكومية والجيش إذا كان ذلك ضرورياً، وفي أحيان تستدعي الحاجة شراء الإمدادات الطبية والمعدات والسلع الإنسانية الأخرى من مصادر متنوعة عبر شبكات الشراء الدولية.

وبعد جمع المواد اللازمة وتحضير الطائرات للانتقال فقد تستخدم طائرات الشحن والركاب وحتى العسكرية إذا كان ذلك ضرورياً، وعند وصول الطائرات إلى مقصدها تبدأ عمليات التسليم والتوزيع على المرافق الصحية المحلية والمنظمات المسؤولة عن إدارتها، ويتم نشر الموظفين الطبيين لدعم الجهود المحلية.

وتعد فرق المراقبة وقياس التكيف إحدى الفرق المهمة في العمليات اللوجستية، إذ تعمل على مراقبة الوضع على الأرض وتكييف عملية النقل الجوي بحسب الحاجة، استناداً إلى تغيرات الأوضاع وتطور الحاجات، وتعمل هذه الفرق بالتعاون مع السلطات المحلية ومؤسسات الرعاية الصحية المحلية لضمان استجابة منسقة.

وفي هذه الأثناء تبدأ الدول المعنية والمنظمات الدولية بالتواصل مع بعضها للتنسيق وتبادل المعلومات حول الجسر الجوي، ويشمل الحكومات المعنية والجهات الإنسانية وشركات الطيران والمنظمات الدولية.

الجسر الأوروبي

ويهدف الجسر الجوي الإنساني للاتحاد الأوروبي إلى المساعدة في تعزيز الاستجابات الإنسانية الطارئة في البلدان التي تواجه أوضاعاً هشة أثناء الكوارث الكبرى، وبحسب موقع الاتحاد الأوروبي وتعريف الجسر الجوي الأوروبي الدائم فإن رحلاته تساعد في سد الثغرات الحرجة من خلال تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية والطارئة ونقل العاملين في المجال الإنساني عند الحاجة، وهو مبادرة مخصصة تعمل على نهج قائم على الحاجات.

ويجمع الجسر الجوي الأوروبي في مكتبه التنفيذي كثيراً من الجهات الفاعلة وعلى رأسها المفوضية الأوروبية ثم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والسلطات الوطنية لبلدان المقصد والمنظمات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني، وتساعد رحلات الجسر الجوي الإنساني للاتحاد الأوروبي في معالجة مختلف القيود التي تواجهها الجهات الفاعلة والإنسانية على الأرض، ويشمل ذلك الحالات التي تتجاوز فيها الإمدادات الحاجات بكثير، ويكون وصول المساعدات الإنسانية محدوداً أو تعوقه الحواجز اللوجيستية أو الإدارية.

وتم إطلاق عمليات الجسر الجوي الإنساني للاتحاد الأوروبي في الثامن من مايو (أيار) 2020، مع أول رحلة إلى جمهورية أفريقيا الوسطى، ومنذ ذلك الحين وصلت أكثر من 80 رحلة جوية إلى مناطق حرجة في أفريقيا وآسيا والأميركيتين.

وسبق أن نسق الاتحاد الأوروبي ومول أكثر من 1570 طناً من المواد والمساعدات الإنسانية والطبية، وفي عام 2020 نفذ البرنامج رحلات إلى أفغانستان والاتحاد الأفريقي وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية وغينيا بيساو وهايتي وإيران والعراق ولبنان ونيجيريا وبيرو وساو تومي وبرينسيبي والصومال وجنوب السودان والسودان وفنزويلا واليمن، وفي عام 2021 وبناء على العمليات التي أجريت عام 2020، استؤنف الجسر الجوي الإنساني للاتحاد الأوروبي في يونيو (حزيران) 2021 مع أكثر من 20 رحلة إلى أفغانستان وإثيوبيا وهايتي وموزمبيق، إذ ساعد في إيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها، وفي يوليو 2022 تم إطلاق جسر جوي إنساني للصومال بهدف توصيل الإمدادات المنقذة للحياة إلى المناطق التي يصعب الوصول إليها من طريق البر، وانتهت العملية في ديسمبر (كانون الأول) 2022.

كما شهد فبراير (شباط) الماضي إنشاء الاتحاد الأوروبي جسراً جوياً إنسانياً إلى سوريا لتقديم الدعم للشعب السوري المتضرر من الزلزال، ونقلت الرحلات الجوية المساعدات من المخزونات الإنسانية الخاصة بالاتحاد الأوروبي في برينديزي ودبي إلى الشعب السوري في كل من المناطق التي تسيطر عليها الحكومة وغير الخاضعة لسيطرتها، من خلال تعبئة قدرة الاستجابة الإنسانية الأوروبية.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات